|
| أفاق اسلامية
ظاهرة حلق اللحية، ظاهرة بلي بها كثير من الشباب، يحلقون لحاهم - هداهم الله - ويخالفون سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم. ولو سألت أحدهم عن سبب حلقه للحيته لأخبرك بلسان حاله أو مقاله بأنه يبحث عن الجمال.
والجمال للرجل بأن يعفي لحيته، يقول الله عز وجل:)لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم( ومعنى أحسن تقويم: أي تمام الخلق، متناسب الأعضاء، منتصب القامة، لم يفقد مما يحتاج اليه ظاهرا وباطنا شيئا، والذي قال ذلك هو الذي أمره بألا يحلق لحيته، فكمال الرجل وجماله بفعل ما أمره الله به في شخصيته، ومن ذلك إعفاؤه للحيته، وأما المرأة فكمالها وجمالها بألا يكون لها لحية، ومن يدري؟ لعل سبب حلق بعض الشباب للحاهم، أنهم نظروا الى وجوه النساء فأعجبوا بجمالهن، فظنوا أن جمالهم في حلق لحاهم فحلقوها تشبها بتلك النساء ولا حول ولا قوة إلا بالله، ومن تشبه بقوم فهو منهم، وأما ما يفعله بعضهم بأن يزيد الطين بلة، فيحلق شاربه مع لحيته فهذا هو التشبه بعينه، ومن فعله فإنه يخشى عليه من الطرد من رحمة الله! أليس الرسول صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء؟
يا شباب!! إن نبات شعر اللحية نعمة عظيمة، من النعم التي ينعم بها عز وجل على عباده، كان أحد الأنصار أمرداً لا تنبت له لحية، وكان سيدا في قومه بطلا شهما، رجلا بما تعنيه هذه الكلمة إلا أنه كان أمرداً، فما هي أمنية قومه؟ تمنوا أن له لحية، فكانوا يقولون: والله لو كانت اللحى تشترى بالدراهم لاشترينا له لحية.
هذه أمنيتهم، لا ينقصه إلا اللحية، فيتمنون أن للحى سوقا تباع فيه، فيشترون له لحية مهما كان الثمن! فتأمل أخي الشاب كيف هانت عند بعض الشباب لحاهم، هؤلاء الأنصار يتمنون لو تباع اللحى ليشتروا لسيدهم لحية وشبابنا يدفعون الأموال للقضاء على لحاهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وأما حكم حلق اللحية فهو التحريم. لا يجوز حلقها، ومن فعل ذلك فهو آثم، وعليه ذنب عظيم، بل حتى الحلاق الذي يتولى حلق لحى المسلمين لا يسلم من الذنب كما أفتى بذلك علماؤنا وفقهم الله.
وتحريم علمائنا لحلق اللحية لم يأت اجتهادا من عند أنفسهم، إنما هو مبني على نصوص من الكتاب والسنة كقوله تعالى:)ولآمرنهم فليغيرن خلق الله( هذا ما ذكره الله عن إبليس الذي وعد بأن يمارس هذه الجريمة الخطيرة مع عباد الله يأمرهم أن يغيروا خلق الله. وحلق اللحية من تغيير خلق الله. ومن الأدلة ما جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:)جزوا الشوارب وأرخوا اللحى( فهذا أمر منه صلى الله عليه وسلم للمسلمين بأن يجزوا شواربهم - والجز دون الحلق - ويرخوا لحاهم أي يتركوها، ولا يمسوها بجز ولا حلق ولا تحديد ولا تدوير ولا غير ذلك من الأمور التي تنافي الارخاء، ومن الأدلة أيضا التي تدل على تحريم حلق اللحية ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه:«خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشوارب» فتوفير اللحية أمر مطلوب شرعا. وهو شعار المسلم الذي تميز به عن غيره.
فيا معشر الشباب في حلقكم للحاكم، مخالفة لأمر ربكم وبعد عن سنة نبيكم واتباع للشيطان وتشبه بالنساء وموافقة للمشركين فاحذروا ظاهرة خلق اللحية.
* إمام جامع الخلف بحي صلاح الدين بحائل
|
|
|
|
|
