أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 11th May,2001 العدد:10452الطبعةالاولـي الجمعة 17 ,صفر 1422

مقـالات

عظمة الأم
أ. د. عبدالرحمن الهواوي
لفظة الأم : هذه اللفظة العجيبة الساحرة الملهمة، هذه اللفظة التي لها وقعها الخاص في شغاف القلب.. الأم امرأة من سائر النساء، ولكنها تختلف عنهن جميعاً لأنها كما قال جوبير: تمثل شرف الأمومة، وأي شرف أعظم وأقدس من هذا الشرف... عظيمة هي الأم بكل المقاييس والاعتبارات... وكم هي الأم مثيرة للفرح والسرور والغبطة في حياتها، وباعثة للحزن والأسى والشجن عندما يخطفها الموت، حتى أن اللسان ليعجز عن الكلام.
الأم - في حياتها - هي مدرسة الحياة، هي نورها، هي عبقها، هي أفراحها، هي الوجود، هي الكون كله.. هي الأم التي حملت وغذت بدمها، ووضعت وغذت بمشاش صدرها.
لقد كرم الله سبحانه وتعالى الوالدين ونص عليهما في محكم التنزيل، قال تعالى:)وقضى ربك ألاّ تعبدوا إلاَّ إياه وبالوالدين إحساناً، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما، فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولاً كريماً. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا( آية 22.23 سورة الإسراء.
لقد قرن الله سبحانه وتعالى في الآيتين السابقتين عبادته بالإحسان إلى الوالدين. وخص نبينا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الأم بالتكريم والطاعة والمحبة وحسن الصحبة، حيث ورد في صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب .. من أحق الناس بحسن الصحبة.. قال: حدثنا قتيبة بن مسعود قال: حدثنا جريرعن عمارة بن القعقاع بن شبرمة، عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك» قال ثم من؟ قال: «ثم أمك»، قال ثم من؟ قال: «أمك»، قال ثم من؟ قال: «ثم أبوك».
وهنا نتبين عظمة ديننا الإسلامي الحنيف في الحض على بر الوالدين، ومعاملتهما ورعايتهما بالحسنى والطاعة وحسن المصاحبة.
قد ينسى أو يتناسى المرء وهو في حياته، كم مضى عليه من السنين والأعوام، وقد تشغله أمور دنياه عن ذلك، وقد يبيض شعر رأسه ولحيته وعارضيه دون أن يحس أو يشعر بمرور الأيام ما دامت أمه بصحبته، وهي ترى فيه - مهما بلغ من العمر أو وصل إلى مركز، أو ملك من المال والبنين - ذلك الطفل المدلل في سنواته الأولى، تربت على كتفيه، وتسهر لسهره، وتمرض لمرضه، وتفرح لفرحه... والأم مهما كانت أم لعدد من البنين والبنات، فهم عندها سواء كأسنان المشط، صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وأنثاهم ... الأم عظيمة في حياتها وفي مماتها..
تحية إجلال وتقدير ومحبة لكل أم عظيمة مسلمة، فعظمة الأم في أمومتها، فالجنة تحت أقدام الأمهات..

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved