| مقـالات
تحت راية العربية حتى لو لم يرض أصحاب بعض المؤسسات الإعلامية، وما هذا السعار المخيف من أصحاب التسجيلات الإسلامية حول إنتاج الأشرطة الوعظية باللهجة العامية إلا نهش في جسم اللغة وفي لحمها الطري على حساب حفنة من الدراهم سوف تذهب ويبقى أثر هذه المجازر اللغوية!!!
وليس أشد على المسامع من قولهم: إن الهدف هو تيسير الدين بلغة مكسرة ومعان بطيئة فهذا القول مردود على صاحبه فلو كان النزول هو الصواب لنزل الوالدان إلى مستوى لغة أطفالهم ولما تعلم الصغار لغة.
يقول الرافعي في كتابه «تحت راية القرآن» ص 56 «إذا حاولنا مذهب الإصلاح العامي فليت شعري من أي لهجة نأخذ.. وإذا ابتغينا بهذا الإصلاح استدراج العامة ليتابعوا الكتاب والخطباء فيما يكتبون ويخطبون فهل يتابعونهم على العامي وحده حتى ينزل في الفصيح إذ يستمرئونه ويسيغونه حتى إذا عرض لهم الفصيح خالصاً أنكروه وغصوا به....»
أما زعمهم أن لهذه الإصدارات تأثيراً مباشراً وسريعاً لا يمكن للفصحى أن تقوم به فيقال: إنّ هذا لا يجيز تحويل لغتنا المباركة إلى تفاسير بالمعنى لأبناء جلدتنا كما يُفعل مع الأعاجم، وأما كونها قريبة من تذوق العامة فهذا والله أغرب فعلاج الميل بالتعديل لا العكس!!
..... العربية سحر وبيان حتى ممن لا يفهمها فمجرد الكلام بها وصول أسرع من غيره ومن ادعى عجز العربية فماذا يقال له ؟؟؟؟؟ وعندما كانت الأعاجم تسمع القرآن كان يجذبهم له سحرها وبيانها وموسيقاها ذلك على الرغم من عدم معرفتهم بالعربية.
.... إنها دعوة إلى كل مهتم بلغة القرآن الكريم لتكن دعوتنا باللغة التي دعا بها الرسول الناس وحتى لو كان الطريق شاقاً وطويلاً لأنه هو الطريق الصحيح السليم المأمون العواقب المسلوك من أمة الهدى، فهم بالرغم من كثرة الداخلين في الدين الحنيف وصعوبة تعليمهم بها إلاّ أنهم اختاروا الدعوة بها فكيف يأتي أناس من أبناء جلدتنا لهم مقاصد محمودة ينادون بالدعوة إلى العامية تحت أسباب واهية.
إنها دعوة قديمة قادها أدباء عرب ومستشرقون في بداية هذا العصر وقد استماتوا من أجل إبدال العربية بالعامية حتى رُدَّت هذه الدعوة وعلى يد أبطال ممن حملوا شعار الدفاع عن العربية.
هؤلاء أصحاب التسجيلات لهم نبل المقصد لا صحة الطريقة.... ولكن لا يمكن السكوت أمام عشرات الألوف من النسخ التي تباع في كل مساء وبعد يوم أمضاه مئات الألوف من المعلمين في تعليم ألسنتنا اللغة.
بريدة ahmadalmoshwah@hotmail.com/
|
|
|
|
|