| عزيزتـي الجزيرة
يمثل الاستثمار في الانسان المحك الرئيسي لعملية التنمية.. وهو الرهان الحقيقي والثروة الفعلية التي تنهض بها البلاد.. هذا ما برهنت عليه دولتنا - حماها الله - منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - حتى رائد النهضة التعليمية الحديثة وقائد المسيرة التنموية.
على هذا النهج وبهذا المفهوم كان انشاء وافتتاح كلية الأمير سلطان الأهلية خطوة اضافية لعناية الدولة بهذا المرفق الحيوي الهام ولخطوات سابقة مماثلة لدعم التعليم بصفة عامة والتعليم العالي الأهلي المتخصص.. تؤكد أن ولاة الأمر - يحفظهم الله - يدركون بوعي أهمية الانسان في وتيرة التنمية وضروة التعليم بكافة أنواعه في التخطيط الاستراتيجي للنهوض بالبلاد.. وهذه التجربة الرائدة أثبتت نجاحها في فترة وجيزة، وفتحت الطريق أمام القطاع الخاص، للاستثمار في هذا المجال الفاعل الذي يمثل جوهر حركة النماء وأساس قاعدة الانطلاق.
في هذا الاطار وبهذا المفهوم وبناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بتشجيع ودعم التعليم الأهلي والخاص في كافة مراحله، تقود الغرفة التجارية خطوات القطاع الخاص نحو الاسهام في تأهيل الكوادر استشعاراً منها بالدور المأمول الذي يمكن أن يؤديه القطاع الخاص في هذا المضمار إذا ما استنهض وشمر عن ساعده.
حيث قامت الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بتقديم قرض مالي للطلاب الراغبين في الدراسة في كلية الأمير سلطان الأهلية قيمته مليونا ريال لدعم الاستقطاب في خطوة لتشجيع مؤسسات القطاع الخاص ورجال الأعمال لدعم الكلية والاسهام في استقطاب الطلاب الذين برغبون في التعليم العالي بمعدلات تؤهلهم لذلك وكانوا من قبل يطلبون التعليم في الخارج.. وكذلك لتفعيل المساهمة الوطنية في انشاء مؤسسات التعليم الأهلي وتشجيع الطلاب من حاملي الشهادات الثانوية على مواصلة تعليمهم داخل البلاد بتكلفة أقل وتقنيات وتجهيزات عالية.
لا يشكل هذا القرض مبلغاً كبيراً في حد ذاته لكنه يشكل سابقة وقناعة يجب أن تتبلور وتتجذر لدى كافة رجال الأعمال والمستثمرين في الاتجاه نحو خدمة الأهداف التعليمية وضرورة وضع القوى البشرية مجالاً للاستثمار والتنمية..
وبرغم أن دعم غرفة الرياض يعد رمزياً إذا ما قيس بطموحاتها وتطلعاتها للاسهام في هذا المضمار..
إلا أنها بذلك لفتت انتباه كل منسوبيها إلى دعم هذه المسيرة المباركة التي أعطاها ولاة الأمر جل اهتمامهم، كما ارتبط انشاء وتأسيس هذه الكلية بمناسبة جد عزيزة على قلوب كل الذين أسهموا في هذا المشروع أو دعموه بعد انشائه.. وهي مناسبة فرحة أهالي الرياض وسعادتهم بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز من رحلته العلاجية سليماً معافى بحمد الله تعالى.
كما أنها تمثل دعم ومساندة الدولة لمثل هذه المبادرات التي تصب في رصيد بناء الانسان سواء كان ذلك في اطار التعليم بمفهومه الشامل أو التعليم الخاص والأهلي في مراحله العليا والذي أرست هذه التجربة قاعدة لتشجيعه وتفعيل دوره.
وإذا نظرنا إلى القطوف المبكرة لثمار كلية الأمير سلطان الأهلية نجدها تختص بالتميز العلمي والتخطيط وفق المعايير العلمية وحاجة سوق العمل ومواكبة معطيات الثقافة واستصحابها في المنهجية الدراسية. كل ذلك أبرزته النتائج الأولية التي آتت أكلها منذ سنتها الثانية مبشرة بنتائج مباركة للغرس الطيب ومشجعة بفتح الباب أمام تجارب أخرى تقودها مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، باعتبارها أول جامعة تبدأ بمبادرة أهلية وتباركها الدولة وتقدم لها كافة التسهيلات.
ويلفت موقف الغرفة التجارية الصناعية بالرياض إلى أن قطاع التعليم الأهلي العالي مازال بكراً يحتاج إلى توجه جاد لتفعيله وتوجيه الرساميل نحوه ليس فقط للانتشار الكمي بل النوعي أي التعليم الرأسي الذي يوفر التقنيات العالية والمرافق المناسبة والتجهيزات الحديثة.. وهذا اضافة إلى كونه يخدم هدفاً استراتيجياً لقيادة البلاد الرشيدة في جعل الانسان محور حركة النماء والتطور إلا أنه أيضاً يتيح المزيد من الفرص الاستثمارية ويعمل على تنشيط حركة رأس المال.. وهذا أيضاً احدى مهام الغرفة التجارية الصناعية بالرياض التي تحرص دائماً على توفير مجالات الاستثمار وتشجيع القطاع الخاص لطرق كافة أوجه التنمية التي تخدم مسيرة اقتصادنا الوطني لتتعدد جوانبه وموارده.
عبدالملك السناني
مدير عام الشئون المالية والادارية بالغرفة التجارية
|
|
|
|
|