| المستهلك
الزواج عالم من الاستقرار والطمأنينة وراحة البال، ، وأعتقد أن كل إنسان على وجه هذه المعمورة في حاجة لهذه الأمور، ، لذا كان من الطبيعي أن يكون الزواج من ضمن أولوياته الحياتية، ، ولكن كيف يريد البعض أن تتم العملية الزوجية؟! هنا تكمن الإشكالية!! والجواب الشافي لهذا التساؤل سوف تجدونه في ثنايا هذا التحقيق الذي حاولت من خلاله أن أفتح باب هذه القضية وإن كانت جديدة إلا أنها حساسة ومؤثرة على مسيرة حياتنا الاجتماعية، ، فما الذي يدفع مثلاً بعض الطلاب الجامعيين إلى استبدال الوظائف بزوجات عاملات؟!، ، وما متطلبات الشروع في مثل هذا المشروع، ، ما، ، وما، ، ؟!! فإلى التحقيق،
كنت وإلى وقت قريب أردد عبارة الفنان عادل إمام - «متعوّدة دايماً» التي قالها في مسرحيته الشهيرة «شاهد مشفش حاجة»-، في كل موضوع يداهمني على حين غرة، ، ولكن في هذه المرة قررت استبدال تلك العبارة بأخت لها مع بعض التعديلات التي أضفتها لتصبح هكذا: «ياعم اتكل على الله وتزوج مدرسة!!»، ، نظراً للقضية التي بدأت تطفو على سطح المجتمع في الآونة الأخيرة، ، فمن أراد أن يؤمن مستقبله الاجتماعي والمادي ماعليه سوى الاقتران بمدرسة وهذا مايصنعه دائماً العاطلون عن العمل سواء أكان ذلك بسبب مقنع أو حتى بسبب غير مقنع!!،
لماذا المدرّسات بالذات؟!، ،
وقد يتساءل البعض: لماذا وقع الاختيار على شخص المدرسات؟، ، فالجواب سهل وواضح، ، فهن - وأقصد المدرسات - الأعلى والأفضل دخلاً هذا لو قورن بدخل القطاعات النسائية العاملة الأخرى، ، فراتب المدرسة -كما أسلفت- هو الأعلى، ، والأضمن والأبقى خاصة لشاب لم يظفر بعمل يسترزق منه!!،
أعذار جاهزة!!،
ومن يسلك هذا الطريق سواء بحسن نية أو بغير ذلك فسوف يجد أمامه سلة من الأعذار تكفي لإلجام لسان أي متسائل، ، فمن ينتقده عن زواجه بهذه الطريقة فليؤمّن له وظيفة كي يستطيع من خلالها أن يعول زوجته عوضاً عن إعالتها له، ، بالإضافة إلى أن الحياة الزوجية وكما هو معروف وشائع عنها، علاقة شراكة بين الزوجين ولايهم من يصرف على الآخر!!، ، وأنا في هذه القضية لست مع هذه النوعية من الزيجات بتاتاً لسبب بسيط ألا وهو: مابني على غير أساس سليم مصيره الهدم!،
أبطال القضية!!
قضيتنا هذه والتي نستطيع اختصارها في الآتي: زواج غير مستند على أساس متين يتم من خلال اقتران شاب عاطل عن العمل -وما أكثرهم - بامرأة عاملة لتنقلب المعادلة الأسرية رأساً على عقب، ، وأبطال هذه القضية واضحون وهم: الزوج أو بمعنى أدق «السيد المدام» بالإضافة إلى الضحية - عفواً أقصد الزوجة- وضيوف الشرف وهم أولياء الأمور من كلا الطرفين،
من هو السيد المدام؟!، ،
السيد المدام، ، ظاهرة فرضتها الظروف وهو الأمر الذي يتحول من خلاله الرجل «زوج الغفلة» إلى إنسان عاطل أسرياً فيتخذ من عش الزوجية مقراً لإقامته لايبرحه إلا إذا جاءت الزوجة آخر الشهر مترجمة تعبها وشقاها إلى أوراق نقدية فيخطف صاحبنا تلك الأوراق في لمح البصر ويخرج للتبضع المنزلي وما أن ينتهي من رحلته العملية المنزلية إلا ويعود أدراجه شاحباً يائساً منتظراً مصروفه الشهري والذي لن يستلمه إلا بعد موافقة سيدة المنزل والتي بدورها لن تعطيه إياه إلا مشروطاً!!
الحاجة أم الاختراع!!،
وبعد هذا التوضيح انظروا معي أحبتي كيف انقلبت الصورة وكيف أصبحت معايير الأسرة المثالية مقلوبة رأساً على عقب، ، ولكن ماباليد حيلة، ، فهناك بعض من الشباب يريد إكمال نصفه الآخر ولكنهم قاصرو ذات اليد، ، ولأن الحاجة أم الاختراع -كما قيل- فقد وجد بعض هؤلاء- وليس كلهم - متنفساً لهم عن طريق بوابة المدرسات المخضوضرة!!،
طرق ووسائل اصطياد المدرّسات!!، ،
لا تستغرب عزيزي القارئ إن قلت لك إن الطريق إلى قلب المدرسة يبدأ من الفرّاشة العاملة في نفس المدرسة، ، ولاتضحك أيضاً إن زدتك من القصيدة بيتاً وقلت لك أيضاً إن بعض المدرّسات وقعن في شباك «الفرّاش» العامل في المدرسة، ، تسألني كيف؟!، ، سأجيب حضرة جنابك بالأدلة،
أنا عريس وباسم أي شيء!!
اختلفت الطرق التي يستطيع من خلالها الرجل فتح موضوع الزواج باختلاف الوضع المحيط، ، فبعضهم يبادر بالحديث عن الموضوع هذا من باب سُنّة الحياة وأنه عازم جدياً وكلياً وفعلياً على طرق باب الحلال، ، وأما البعض الآخر فتبدو مطامعه واضحة للعيان ولكن تكالبت عليه بعض من الظروف بصورة جعلته يعزز موقفه الطامع كشبح العنوسة -مثلاً- أو ندرة الجمال وهذا المقياس هو الذي يجعل شباب هذا الوقت لا يرضون بأية امرأة ليقلدوها لقب الزوجة، ، فأقلهم تواضعاً يريدها برشاقة ريم مكتبي، ، أو خفة ظل رولا، ، أو أنوثة نشوى الرويني، ، وآخر تلك الظروف عادات بعض الأسر والعوائل وتقاليد الزواج التي تؤمن فيها هذا الأمر الذي يجعل عنتر زمانه يتحكم على راتب المدرّسة قبل ان يحكم قبضته عليها وباسم أي شيء، ، المصلحة «وش فيها»، ، تتضارب الأقوال «عادي»، ، تختلف المعايير والقيم «مايهم» المهم ألا يفلت ذلك الراتب!!،
قصص مأساوية!!
الآن حان الوقت أحبتي الكرام لكي أطلعكم على بعض من القصص الواقعية لهذه القضية كي تكون خير شاهد على كلامي، ، وكل الذي أطلبه منكم هو عدم الاستعجال برسم علامات الدهشة والمفاجأة على محيّاكم، ، فالمزيد مازال راقداً خلف الكواليس، ، لم ولن يعلن بعد وعلى المتضرر اللجوء إلى الصبر عسى أن يكون بمثابة المخدّر!!،
خيّروه، ، فاختار الأعلى راتباً!!، ،
شاب من هذه الزمرة اللاصحية عندما بدأ في مخططه الزواجي غير السليم ذهب لإحدى الأسر التي كان لديها فتاتان الصغرى عاملة بالقطاع الطبي وراتبها لايتجاوز الثلاثة آلاف ريال - يبدو أنها من اللواتي يعانين من عقدة البند- وقد كانت أجمل من أختها الكبرى وبمراحل، ، لكن الأخيرة كان راتبها يتجاوز السبعة آلاف ريال!!، ، فما كان من هذا الشاب إلا اختيار البنت الكبرى بالرغم من أنها تكبره في العمر بمقدار مافي راتبها من ألوف، ، ولكن يكفيها بأنها مدرّسة!!
اقترن بثلاث ثم طلقهن!!
شاب آخر، ، تقدم لخطبة فتاة من إحدى الأسر الكريمة، ، وعندما تم سؤاله عن مصدر دخله تم إقناع أسرة الفتاة بأنه سوف يباشر عمله بعد اسبوعين ولم يعلم هؤلاء المساكين بأنه وأهله كانوا يربطون عمله بعمل زوجته، ، حيث كان يقوم بتوصيلها مشكوراً إلى المدرسة في كل صباح ومن ثم يعود ثانية لأخذها من أمام بوابة المدرسة، ، الله يعينه يتعب كثير، ، وبالفعل تمت مراسيم الزواج وبعد ذلك أخذ يماطل بحجة أن العمل أجل توظيفه بدواعي الميزانية، ، ومرّت الأشهر مسرعة و «السيد المدام» يتسكع في ردهات المنزل إلى أن جاء وقت المواجهة، ، علماً أنه في طيلة هذه الأشهر كان يقاسمها راتبها وما تخرج به من الراتب تذهب - تلك المسكينة - لتعطيه لأهلها الذين كانوا يضغطون عليها بطريقة غير مباشرة كي تضغط هي بدورها على زوجها المتورم وتجعله يبحث عن عمل، ، وعندما حانت المواجهة كانت الصاعقة على موعد هناك، ، فقد أخذ أبو الزوجة ابنته إلى منزله ومنعها من الذهاب إلى زوجها إلى أن يجد ذلك الزوج الخائب مصدر رزق، ، يدفع الأب في ذلك حرصه على تأمين مستقبل ابنته الوحيدة، ، ولكن الذي حدث كان الطلاق الذي كان يرفضه ذلك الزوج جملة وتفصيلاً، ، ولكنه سرعان ماعدل عن رأيه عندما وجد ضحية جديدة، ، فما كان منه إلا أن طلق زوجته وارتبط بالضحية الجديدة والتي لم يختلف مصيرها عن من سبقتها ولاحتى عن التي تلتها فجميعهن أصبحن مطلقات والسبب واضح وجلي وهو جشع ووضاعة أخلاق هذا «السيد المدام»!!،
فرّاش، ، برتبة مدرّستين!!
وأما بطل قصتنا هذه فهو رجل سرقت منه عجلة الزمن )47( عاماً لم ينتبه لنفسه إلا عندما فارقته شريكة حياته، ، وبحكم قربه من باب ومصدر الرزق )فرّاش المدرسة( أخذ يخطط ويفكّر في كيفية الاقتران بإحدى المدرّسات العاملات في نفس المدرسة التي يعمل بها، ، وبالفعل كان له ما أراد عندما أرسل زميلته في العمل «الفرّاشة» لخطبة إحداهن والتي جاءته بالبشرى فقد تم قبول طلبه وبالفعل فقد تزوج من تلك المدرّسة ويبدو أن الموضوع قد أعجبه فأراد أن يعيد الكرة وهو الذي لم يمض على زواجه بالمدرّسة سوى سنتين، ، وبالفعل كان له ما أراد وتزوج من من؟! من زميلة زوجته «مدرّسة أخرى» والتي لم تقبل الإهانة، ، فطلبت منه الطلاق وكان لها ما أرادت!!،
وأيضاً ، ، سائق الأتوبيس يكسب!!
وبما أن الفرّاش «حارس المدرسة» كان بطل قصتنا السابقة، ، فإن بطل هذه القصة كان سائق الأتوبيس الذي قام بدور البطولة وليست بطولة محددة بل بطولة مطلقة، ، كيف؟ ومتى؟ وأين؟، ، لاتستعجلوا فسوف أجيب على جميع تساؤلاتكم في القصة التالية:
اعتاد م، ش على الخروج في صباح كل يوم عمل مبكراً لايصال مجموعة من المدرّسات تم الاتفاق معهن على تقديم هذه الخدمة - خدمة التوصيل- مقابل أجر مادي يدفع له ولبنته الصغيرة المحرومة من الأم منذ سنوات، ، وبينما كان سائق الأتوبيس منهمكاً في القيادة تسلل إلى مسامعه حديث بعض من راكباته من دون قصد أو ربما بقصد - لا أدري - عندما كن يتناقشن حول موضوع الزواج وماشابه ذلك، ، فقد سمعهن يرددن بأن هناك زميلات لهن مازلن عانسات ولم يتزوجن بعد بالرغم من تقدمهن في السن، ، ومع تكرار هذا الموضوع على مسامعه أكثر من مرة - بحكم أن النساء معروف عنهن تكرار الحديث في نفس المواضيع حتى يحفظنها عن ظهر غيب!! - وبما أن )م، ش( قد حفظ الموضوع واستوعبه أكثر منهن فما كان منه إلا أن فاتح إحداهن في الموضوع، ، وبعدما استمعت إليه جيداً مع شيء من الاستغراب والربكة وعدته بتوصيل طلبه إلى صاحبة الشأن، ، وبالفعل فقد أوفت بوعدها وماهي إلا ثلاثة أيام حتى أعطته ورقة مكتوباً عليها عنوان ولي أمر تلك المدرّسة وفي اليوم التالي لم يأت م، ش لاصطحاب المدرّسات فقد كان يهيئ نفسه إلى مراسم العرس بعد ان تم الاتفاق مع ولي أمر تلك المدرّسة على كل شيء،
والمفاجأة الأقوى كانت فاكهة القصة ومسك الختام إذ قرر ذلك السائق الاستغناء عن )باصه( فقد باعه واستبدله ب )داتسون( ،
|
|
|
|
|