| الثقافية
الجذور المسرحية
تمتد الجذور المسرحية الى عدة اشكال قديمة. فيُعد الفن الشعبي الايراني صورة العصر الهيلليني، كا نعثر على شكل مسرحي آخر تمتد جذوره الى العمر الاغريقي )الرقصات الطقوسية عند ديونيزوس وباخوس واستعمال الاقنعة، وظهور ديونيزوس عند الاغريق وحوله الراقصون والموسيقيون( وكان هذا الشكل المسرحي دليلا على التأثير اليوناني القديم - الاغريقي. واستطاع الايرانيون الحفاظ على خصائص تراثهم القومي عبر قرون طويلة بعد دخول الاسلام ولاربعة قرون من الخلافة في بغداد، ولقرنين من عصر السلجوقيين، ولقرنين آخرين من عمر المنغوليين. ومع ان العرب لم يهتموا بالظاهرة المسرحية الا ان مسرحا عربيا قد ظهر في إيران عرف بمسرح التعازي.
كما كانت هناك اشكال مسرحية ضعيفة أخرى.. مسرح )المشخرة( ولعل اللفظة تعني بالعربية )المسخرة(وهو شكل اعتمد على المهرجين الذين كانوا يزاولون عروضهم في البلاطات الايرانية. كوميديا ساخرة أطلقوا عليها )بقال بازي( عرفت في فرق مسرحية جوالة كان من أعضائها شباب من علية القوم وأثريائهم ثم مسرح آخر عرف باسم )المقلد( استعملوا بعض الطبول الموسيقية في عروضهم وقدموا عروضهم أمام ستار في الخلفية لم يستعملوا ما يعرف اليوم باسم الازياء المسرحية باستثناء بعض ملابس النساء للتفريق بين الشخصيات )كان الرجال يقومون بأدوار النساء( لم يستندوا على دراما مكتوبة، مستندين على الارتجال بدلا من النص المكتوب، والى جانب الكلمة المرتجلة وجدت الموسيقى والرقص مجالا واسعا في العرض المسرحي )لم يصعد الجنس اللطيف في المسرح الا في بلاط الشاه بجانب الموسيقيين الذين كانوا من الرجال فقط(.
مسرحيات الساتير:
وهي مسرحيات مستعارة من المسرح الاوروبي لكن بشخصيات محلية ايرانية )السيد الريفي كاشان، نوكر، الخادم اللئيم، حاجي أجاكاشي، حاجي فيروز، البطلة كانيز واذا كانت من سلالة العبيد كان اسمها جميلة، أخيراً شخصية فوكولي الأجنبي الأوروبي - الخواجة واسمها فرانجي موآب، وهذه التسمية هي التي تحولت الى لفظة فرانكو آراب(.
اعتمد الساتيريات على مشاهد مسرحية قصيرة مستوحاة من موضوعات البيئة والحياة اليومية )شخصيات العطارين، الأصلع(.
مسرحيات التعازي:
يعزو المؤرخون مصدرها الى احتفالات كانت تقام كل عام هجري في الميادين وتستمر طوال شهر محرم وعلى شكل دائري تراه الجماهير واقفة حول الدائرة.
جرى عرض المسرحيات بلا أية مناظر او ديكورات اجلالا للمناسبة الدرامية فاذا كان الحر شديداً شدت ستارة كبيرة من القماش فوق مكان التمثيل المسمى )التكية( لحماية الممثلين من حرارة الشمس. في الخلف اقيمت خيمة حفظت فيها قطع الاكسسوار والمهمات التي يستعملها الممثلون من سيوف وسهام على غرار )الاسكينيه( في المسرح الاغريقي وتركت مساحة واسعة بين دائرة المسرح والمتفرجين لدخول الفرسان الذين تجاوز عددهم المئة في بعض عروض التعازي.
سيطر العويل والبكاء على هذه العروض واللطم على الوجوه بما نصنفه الى نوع المليودراما في الادب المسرحي وقد شهد العصر ميلاد فرق التعازي النسوية وتتكون من العنصرين البشريين الرجال والنساء معاً لكن النساء فيه يقمن بأدوار الرجال. الملابس توافق ملابس العصر العارية، الشخصيات التي تقتل على المسرح - بحكم أحداث مسرحية التعازي - تقف بعد موتها في هدوء شديد ثم تغادر مكان الأحداث. اعتمدت التعازي على حوار نصي مكتوب يقرأه الممثلون ولا اقول يمثلونه لعدم معرفتهم بفن الأداء التمثيلي آنذاك. وبتأثير المليودراما كانت الجماهير المتأثرة تبكي بحرقة مع بكاء وندب وصياح الممثلين. أثناء جريان العرض المسرحي، جلس احد الممثلين بين الممثلين وفي يده عصا يوجه به كل العرض، ويأتي بحركات عصاه بالممثلين من الخارج ليدخلوا الى المسرح، وبيده اليسرى يقدم الاكسسوار من سيف أو عقد الى الممثلين ليستكملوا أدوارهم وأحيانا ما كان يوجه الممثلين بارشادات فنية تختص بالأداء أو الحركة المسرحية بغية الاجادة. ولم تستعمل مسرحيات التعازي الاقنعة الا للشخصيات غير الواقعية )شخصيات الأرواح أو الجن او العفاريت(. تدخل القصص في صلب العرض جنبا الى جنب البكاء والعويل. هذا كانت على الدوام تركيبة مسرحيات التعازي عندما نقلت الى العراق أيضا. معلومة تاريخية يشير اليها الدكتور سيكاي جيرج)1( في تاريخ الأدب العالمي مفادها أن الاسرائيليين الايرانيين قد سرقوا هذا النوع من التعازي وقدموه بموضوعات ديانتهم )كما يسرقون اليوم الارض العربية والمقدسات(
خشبة مسرح العرائيس:
سبق الاشارة الى ظهور مسرح العرائس في ايران. بل ان بعض المؤرخين يؤيد انتقاله من ايران الى تركيا. أيدت المسرحيات العرائسية الثقافة الاسلامية اثر انتشار الاسلام في ايران - فارس سابقا. ووجد خيال الظل جماهير واسعة له. ستار من القماش الخفيف الذي يبرز ما خلفه عبر اضاءة خاصة. وأمام الستار ثلاثة من الموسيقيين يعزفون على آلاتهم. العرائس مصنوعة من الخشب والجلود في نهاية العرض يجمعون النقود )ثمن مشاهدة العرض( في طبق تحوطه الزهور يمر به احد المسؤولين في المسرح على الجماهير. كانت العروض مسائية.
تنوعت شخصيات العرائس ما بين 80، 100 نوع جاء ارتفاع العروسة ما بين 12، 15 سم ملونة بألوان زاهية ولا يزال مسرح العرائس يظهر في ايران في العصر الحديث لكن بعد ان اتخذ لعروضه طابع المسارح الاوروبية الحديثة.
|
|
|
|
|