أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 10th May,2001 العدد:10451الطبعةالاولـي الخميس 16 ,صفر 1422

الثقافية

هكذا
كتابة أخرى...
فهد العتيق
)6( قدر يغلي..
هذه الكتابة الأخرى لا تعتمد على قانون محدد للكتابة، إنها قراءة أو محاولة قراءة في إيجابيات وسلبيات التجربة الشخصية والعامة، وتحاول أن تغرف من عمق هذه التجربة دون وجل، آمل ذلك، لكن بعض المواضيع تأجلت وتداخلت مواضيع وملاحظات مع أخرى، وربما هذا أفضل، وربما أيضاً تطول هذه الكتابة الأخرى، ونعد أن لا ننسى موضوع )حي الطرب( ورواية نجم والي )الحرب في حي الطرب(، لأنه مكتوب أساساً، كانت أول زيارة للعراق عام 1978م وقرأت رواية الصديق نجم عام 1994م، وقد أعادتني الرواية لأجواء ما قبل الحرب العراقية الإيرانية وأجواء الحرب أيضاً )8( سنوات، وسوف يكون لكل ذلك إطلالة، مروراً بتجربة الكتابة التي تم الاحتشاد لها بشكل منظم ومخلص )3( ساعات يومياً، منذ عام 1983م، وظروف ومناخات تلك المرحلة التي كان فيها العالم العربي يبدو مثل قدر يغلي ومكتوم حتى حصل ما حصل في عام 1410ه وكان نتاجاً طبيعياً لأخطاء عربية صغيرة وكبيرة متراكمة، ولكل هذا سوف تكون إطلالة أقل إضاءة حتى لا يسطع الضوء القوي في عيوننا، كما نأمل العودة لموقع القصة العربية للأستاذ جبير المليحان الذي حمل بريدي الإلكتروني رؤية نقدية له اعتز بها، وهذا الموقع بالذات وغيره من المواقع الثقافية والأدبية الإلكترونية، يجعلني أتذكر صديقاً وكاتباً التقيته صدفة وقال لي إن صفحات الثقافة راكدة وباردة الآن، وقد يشترك معه الكثيرون في أن صفحات الثقافة المحلية بشكل عام لم تعد ساخنة مثلما كانت في السابق، ولكن تلك المرحلة الساخنة شهدت ضجيجاً إعلامياً لا معنى له في أغلب الأحيان، وهي الآن أكثر هدوءاً، وربما أن النقد الأدبي المصاحب للنصوص الأدبية كان أكثر حضوراً تلك الفترة والآن خفت صوته بعد أن أعلن عن النقد الثقافي، مع العلم أن النصوص الأدبية هي حالة ثقافية واجتماعية تستحق القراءة، نضيف إلى ذلك أن السنوات العشر الماضية شهدت ولادة القنوات الفضائية وفي السنوات الخمس الأخيرة بدأت مواقع الإنترنت في التعبير عن ذاتها وأخذت جزءاً كبيراً من اهتمامات الكاتب والقارىء، طبعاً هذا لا يعني أن تستسلم صفحات الثقافة للركود والهدوء ولكن يفترض أن نعي الظروف الموضوعية المحيطة، ونحن نأمل أن تركّز الصفحات الثقافية على الكيف وليس على الكم لأننا نرى أن هناك بعض الأقلام الأدبية التي تهوى الكتابة للصحافة ولكنها لا تملك في كتاباتها هماً حقيقياً، ربما مجرد رغبة في التواصل، وبعضها يعالج قضايا أكل عليها الدهر وشرب ولا تقدم جديداً، فقط أعمدة لمنازل متواضعة، وكثير من هذه الأقلام تبدع أكثر في مجالها الأدبي وليس الصحفي، وهذه مسؤولية المشرفين على صفحات الثقافة في صحفنا المحلية، كما أن صفحات الثقافة في بعض المجلات الأسبوعية تقدم الثقافة كواجب عليها وليس رغبة في تقديم ثقافة متعوب عليها إذ نلاحظ التركيز على )دردشات( وصور ومادة سريعة لا أهمية لها في الغالب، أضف إلى ذلك أن الكاتب الآن أو الأديب القاص أو الشاعر يفضل النشر في المجلات الأدبية المتخصصة على المستوى المحلي أو العربي وفي مواقع الإنترنت الأدبية، لكن هذا لا يمنع رغبتنا القديمة المتجددة في أن يتحول جزء من صفحات الثقافة في الصحف المحلية إلى ساحة حوار وقراءات نقدية في الكتب الأدبية التي تصدر في بلادنا وفي العواصم العربية بشكل مستمر لأن هذه مهمتها الرئيسية والهامة، وأذكر أني ألمحت إلى هذا في حديث مع الصديق عبدالله الكويليت مدير تحرير مجلة الفيصل الشهرية قريباً وكان الموضوع ضعف تواصل النصوص الأدبية مع صفحات الثقافة في الصحف والمجلات المحلية في السنوات الأخيرة، وتظل ميزة مجلة الفيصل التي لم ينتبه لها البعض أن لها جمهورها وقراءها وتوزيعها الجيد في العواصم العربية بالإضافة إلى تعامل المجلة الحضاري مع كتابها وكاتباتها وهذا ما لمسته بالفعل بعد أن نشر عبدالله الكويليت بعض نصوصي القصصية العدد قبل الماضي.
وبخصوص القراءات النقدية المصاحبة للنصوص الأدبية أظن أننا بصدد استمرار مشروع قراءتنا لكتاباتنا الأدبية بعيداً عن مناهج النقد الأكاديمية وقد قدمت في هذه الزاوية أكثر من 50 رؤية انطباعية للكثير من النصوص القصصية والكتب القصصية المحلية التي صدرت في السنوات العشر الماضية، وفي جمعية الثقافة والفنون بالرياض قدم الصديقان أحمد الدويحي وعبدالحفيظ الشمري قراءات انطباعية لكتاب الصديق عبدالرحمن الدرعان )رائحة الطفولة( وهذه بادرة جيدة نرجو أن تستمر، ونرجو أن تكون مثل هذه القراءات أكثر قرباً من الهموم الاجتماعية للنص ومحاولة الإجابة عن بعض اسئلته والابتعاد عن التنظير المتعالي الذي يبعد القارىء عن هذا النوع من الكتابات.
وبخصوص بعض المواضيع العامة المطروحة حول الكتابة وكما قلنا سابقاً أن الكتابة لا يفترض أن تظل مجرد هواية للتسلية والمتعة فقط، يفترض أن تكون هماً حقيقياً يحتاج إلى مثابرة وإخلاص أو لا تكون، والكاتب الحقيقي بحاجة إلى أن يحشد وقته وموهبته وثقافته وأحاسيسه العالية من أجل مواصلة مشوار مثابرة القراءة والكتابة في هذا الفن، كما أن الوقت المنظم لا يفترض أيضاً أن يكون بالمنطق الصارم حتى لا يفقد الفن روحه العفوية ويتحول إلى )صناعة(!! والقراءة بالذات تحتاج إلى استعداد ذهني عال يقود إلى استيعاب سريع وإلا فإنها تكون أقل فائدة للكاتب ومجرد شيء للمتعة والفائدة الوقتية، وهكذا نصل إلى أن المشوار يحتاج إلى الكثير من الجدية والبحث والدراسة لكي نصل إلى مستوى يليق بطموحاتنا على الأقل، والكاتب الذي يترك في حياته )10( كتب هامة ومؤثرة أفضل من أن يكون له )مثلاً(، )30( كتاباً منها )20( كتاباً أقل أهمية أو متشابهة أو ليست له ولكنها لاستسلامه لصنعة الكتابة وليس لفنها، وبهذه المناسبة نحن بحاجة في الكتابة الأخرى إلى الإطلالة على )الرواية( التي صارت في السنوات الأخيرة مثل حمال الأسية إذ نلاحظ الآن على أرفف المكتبات روايات كثيرة مكتوبة بلغة )صحفية(، وربما هي أصبحت )موضة( الآن بعد أن فتح الشاعر والكاتب غازي القصيبي هذا الباب ب)شقة الحرية( التي كانت عملاً مكتوباً للتلفزيون لتحويله إلى دراما أكثر من كونها رواية أدبية، ثم تتالت بعدها الكثير من الروايات التي لا يمكن القول إنها سيئة كما قرأنا من بعض النقاد ولكن يمكن القول وبكل تأكيد إنها مكتوبة بلغة صحفية أقرب ما تكون إلى اللغة التي يكتب بها )مثلاً( أسامة أنور عكاشة أو محفوظ عبدالرحمن للتلفزيون المصري، وهي بالتأكيد أيضاً ليست أعمالاً أدبية متكاملة ولكن فيها شيء من الاستهانة بالمفهوم الحقيقي للرواية.
نعود لكتاب الأحلام الذي قال في قديم الزمان والمكان إن )الأصدقاء عائلة أيضاً( ونقول له إنه قيل أيضاً في قديم الزمان إن مرض )الأعصاب( حين يصيب أحدهم فإنه يقوم بتفريق كل العوائل دون استثناء، ونقول لصاحب هذا الكتاب: هل تذكر مواقفك العصبية في مناسبات كثيرة وشهودها مليون ومازالوا أحياء في هذه الحياة يرزقون؟ وعلى ذلك لا يمكن أن يتناطح كبشان كما يقول المثل العربي، لكننا نترك إلى الأبد كل هذا جانباً، ونتفرغ لكتابة أخرى مختلفة تليق بالرسائل الإلكترونية والهاتفية الحميمة التي وصلت مؤكدة متابعتها القوية لها، وراغبة في استمرار هكذا على هذه الطريقة الجديدة.
مع الشكر للجميع.
FAHAD - ATEQ @ HOTMAIL.COM
ص. ب: 7823 الرياض: 11472

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved