| المجتمـع
* تحقيق - إبراهيم المعطش:
يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة الأمرين، فالإعاقة بحد ذاتها ترهق كاهلهم وتأتي زيادة على ذلك بعض المصاعب التي تواجههم ومن أكثر المصاعب تكلفة تلك الأجهزة التي يستعملونها في تنقلاتهم ومساعدتهم على الإعاقة.
في هذا التحقيق نسلط الضوء على الأجهزة التي يستخدمها المعاق وما السبب في الشكوى المتزايدة من ارتفاع أسعارها، وهل صحيح أن هناك أجهزة يحتاجها المعاقون ولا يجدونها، وهل بالفعل مازالت سوق الأجهزة الطبية تعاني من عدم مواكبة متطلبات ذوي الإحتياجات الخاصة.. كل تلك الاستفسارات تتضح لنا من خلال الآراء التالية:
نظام قديم:
في البداية تحدث إلينا أحد ذوي الاحتياجات الخاصة .. فهد النغيمش والذي يعاني من الإعاقة الحركية حيث أكد أن أجهزة الكراسي المتحركة والتي يستخدمها المعاق في حركته متوفرة لكنها قديمة وقال: لأن الظروف اضطرتني أن أكون متابعاً لكل جديد على صعيد الكراسي المتحركة اكتشفت أن أغلب الموجود في الأسواق التي تبيع مثل هذه الأجهزة ذات نظام قديم، وهناك أجهزة متطورة أعتقد أنها لم تصلنا إلى الآن لأني سألت عنها ولم أجدها، ويبدو أن التجار في هذا المجال لا يتابعون كل جديد.. طبعاً بعضهم وليس كلهم، وعن الأسعار قال فهد: أرى أن الأسعار «نار» وحسب اتصالاتي مع إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال والتي توجد في دبي أحسست بالفارق الشاسع بين الأسعار التي تباع بها هذه الأجهزة ولكن قد يكون هناك أمور لا نعرفها تجعل أسعار مثل هذه الأجهزة عالية جداً.
صيانة الأجهزة متعبة:
ويوافق ناصر المسعودي وهو مصاب إعاقة شلل نصفي الرأي بأن الأسعار تقف دائماً حاجزاً عند البعض لأن هناك معاقين يضطرون إلى شراء بعض الأجهزة لكنهم لا يستطيعون إكمال ذلك لأنهم يصدمون بارتفاع السعر ويكون عائقاً عن اقتناء هذا الجهاز، ويواصل المسعودي حديثه قائلاً: أما بالنسبة لي فأنا مصاب بشلل نصفي وهو يعني ان استخدم جهازاً متحركاً وأكثر ما يتعبني هو صيانة الجهاز حيث يلزم الجهاز صيانة كل فترة وأواجه صعوبة كبيرة فيه خاصة في ظل قلة التجار العاملين في هذا المجال لذلك فإن عليك أن تضطر أن ترضخ لدفع أي سعر في قطعة الغيار لأنك لابد وأن تشتريها بأي سعر لأنه لا يوجد بديل.
أجهزة لم تصل إلى المملكة:
خالد المبدل وهو المسؤول عن أخيه المصاب بإعاقة بصرية قال بهذا الخصوص:
أعتبر نفسي أحد المتمرسين في هذا المجال حيث أنني أصاحب أخي منذ صغره والذي أصيب بإعاقة بصرية والذي يعني أنه يحتاج لبعض المطالب الخاصة لذلك أصبحت أتابع كل جديد فيما يتم صناعته من أجل المكفوفين لعل أهمها العصا التي يحملها المكفوف والتي تطورت بشكل مذهل وكبير وقد قرأت عن أحد الابتكارات المتمثلة في عصا الكترونية حيث عندما تلمس أشياء جامدة تعطيك إحساساً بأنها جامدة، وإذا لمست أشياء مثل النبات أو الأشياء الطرية تعطي أحساساً للمكفوف بأن الشيء الذي يلمسه طرياً وهكذا وأعتقد أن هذه العصا لم تصل إلى الأسواق السعودية إلى الآن لأني بحثت عنهافي أكثر من محل ولم أجدها.
كما أني بصفتي المسؤول عن أخي واحتياجاته أرى أن الأسعار التي تباع بها هذه الأجهزة مبالغ فيها جداً وأعتقد أن ذلك راجع إلى عدم الخبرة لدى البعض في هذا المجال الذي لم يدخله التجار بشكل واسع بحيث يتم التنافس بينهم.
المبالغ مرتفعة:
الأب صالح النفيعي .. الذي يعاني ابنه من ضمور في العضلات مما أدى إلى الاستعانة بأجهزة تساعده على الحركة والتنقل والقيام ببعض المهمات الرئيسية قال : تنقص السوق السعودية المعرفة في مجال الإعاقة ومازال قاصراً عن توفيراحتياجات ومطالب البعض حيث أن بعض الأجهزة التي يتم وصفها للمعاقين لا توجد في السوق السعودية ويضطر الشخص إلى جلب بعض الأجهزة من خارج المملكة، وهذا ما حصل لي بالفعل حيث اضطررت أن أشتري جهازاً خاصاً لابني الذي يعاني من ضمور في العضلات مما يعيقه عن استعمال يديه وقدميه بالشكل المطلوب وقد قمت باستيراده من ألمانيا وقد كلفني الجهاز مبلغا كبيرا كان أغلبه يعود إلى عملية الشحن والإيصال وغيره، وعن مناسبة الأسعار يقول صالح: أنا لم أتعامل إلى الآن مع السوق السعودية في مثل هذه الأجهزة لكن حسب ما سمعته من أحد الأصدقاء والذي يعاني ابنه من إعاقة حركية في جميع الأطراف انه عانى كثيراً من أجل شراء جهاز لابنه لكي يساعده على الحركة وأن المبلغ كان مرتفعاً جداً وانه اضطر إلى أن يستدين لشراء هذا الجهاز.
أجهزة غير موجودة:
ويحدثنا إبراهيم المنشي عن معاناته مع أخيه المصاب ب «التشنجات» المزمنة والمستمرة والتي حولت حياتهم إلى جحيم لأن أخاه حينما يصاب بنوبة التشنجات فإنه يسقط في أي مكان وعلى أي وضع ويضيف لقد أرهق أخي من هذه النوبات، ورغم أنه يتناول عدداً هائلاً من الأدوية إلا أنها لم تؤد إلى ما كنا نرمي إليه وهي وقف هذه التشنجات، لذلك نصحنا الطبيب المختص بجهاز يتم وضعه في الصدر من أجل التنبيه قبل حدوث النوبة بمدة بحيث يتسنى للقريبين معرفة أن الصرعة ستحصل ويتم وضعه في الوضع اللازم، وبحثنا عن هذا الجهاز في المملكة لكننا لم نجده لذلك اضطررنا أن نحضره من أمريكا ويبلغ تكلفته ما يقارب «40» ألف ريال، لذلك اعتقد أن بعض الأدوات الطبية الخاصة ببعض ذوى الأحتياجات الخاصة ناقصة جداً ولم يتم مواكبة العصر في تقدم هذه الأجهزة.
التجار ينفون هذه الاتهامات:
نقلنا هذه الاتهامات إلى بعض التجار وأصحاب المحلات الذين يتاجرون في مثل هذه الأجهزة حيث نفى محمد الصالح هذه التهمة وقال: المشكلة أن بعض من يقوم بشراء هذه الأجهزة لا يعلمون مدى تكلفتها الحقيقية، ومن المعروف أن الأجهزة الطبية بالذات من أغلى الأسعار على مستوى العالم حيث يتصور البعض اننا نزيد في سعرها مع أن هناك بعض الأجهزة نبيعها بسعر التكلفة، خاصة وأننا نتعاطف مع ذوي الاحتياجات الخاصة ونحاول أن لايخرجوا من المحل إلا ومعهم ما يريدون.
يذكر عبدالعزيز النجمي صاحب أحد المحلات لبيع الأجهزة الطبية على أن الأسعار المطروحة هي أسعار معقولة جداً ومناسبة مع تكلفة الجهاز الأصلية مع الأخذ في الاعتبار نسبة أرباح بسيطة إذا رأينا أن المعاق أو من يعوله قادر على أن يدفع القيمة، أما إذا عرفنا أن المعاق ليس لديه القدرة لدفع القيمة فإن له خيارين أولا شراء الجهاز بنفس سعر التكلفة والدفع حالاً أو أن يشتري الجهاز بالتقسيط ويكون هناك نسبة ضئيلة في الربح، وعن توفر الأجهزة يقول النجمي:عدم توافر بعض وليس كل الأجهزة تهمة لا أنفيها عن أغلب بعض التجار والسبب في ذلك أن بعض الأجهزة قد تستقطبها في محلك ولكن لا تجد من يشتريها وقد يكون الجهاز الطبي دقيقاً للمعاق، لذلك نرى البعض يتعامل بالطلب حيث يتم الاتفاق مع صاحب المحل أن يورد له جهازاً معينا ، وبهذه الطريقة يضمن صاحب المحل عدم كساد بضاعته.
|
|
|
|
|