| مقـالات
ما إن نسمع هذه العبارة حتى تنطبع في مخيلتنا تكملته التي لا يتم المعنى بدونها، الا وهي اعط الاجير اجره، فقد جعل الاسلام الحنيف ذلك قاعدة خالدة دائمة يعرفها القاصي والداني، فصاحب الحق لا يجوز هضم حقه او تأخيره او عدم سداده او إنقاصه، بل على قدر حقه يأخذ اجره وبأسرع وقت، والدليل قبل جفاف العرق، ويكون ذلك بدون من او اذى، بل هو حق طبيعي، فكما ادى العامل عمله لصاحب العمل فإن على الاخير ان يؤدي المطلوب منه من حقوق مادية ومعنوية طبعاً بالاضافة لكل المتطلبات المنصوص عليها في العقود الواضحة الصريحة.ان هذا الامر لا يتعارض مع المرئيات الشهرية المتعارف عليها في عالم اليوم حيث يأخذ الموظف اوالعامل حقه واجره في نهاية الشهر، لان العامل يعرف ذلك، ويؤقلم حياته ومتطلباته وفق ذلك، وبالطبع له حقوق اخرى في نهاية العقد او آخر العام من اجازات ومكافآت وحقوق اخرى خلال العام من حماية صحية وغيرها، وكل ذلك حق مشروع لا يجوز هضمه او التلاعب به بأي شكل من الاشكال، واذا قدم العامل او الموظف جهداً اضافياً او عملاً اكثر من المطلوب منه، او كلف القيام بجهود خارج اوقات دوام فإن من واجب صاحب العمل ان يقدم له الاجر والمكافأة المناسبة للتعب المبذول، ولو لم يكن منصوصاً على ذلك في العقود.
اما التلاعب بأعصاب الناس، وهضم حقوقهم، وغبنهم، فهذا هو العيب والحرام بعينه، ولا يمكن ان يقبله عاقل او ذو فضيلة.
لقد اساء بعض ابناء هذا الوطن لأنفسهم ولوطنهم وامتهم، بل ولدينهم بعدم حرصهم على المبادئ التي نادى بها الاسلام الذي تقوم عليه اسس هذه البلاد، لقد تعاملوا مع موظفيهم بشكل غير لائق، وهضموا بعض الحقوق او كلها، وقد سمعنا ورأينا قصصاً يشيب لهولها الولدان من اكل الحقوق، وللاسف حصلت فوق ارضنا وفي عقر دارنا، اليس هذا هو الظلم بعينه؟ و الظلم ظلمات يوم القيامة، ان من يريد النجاح في الدنيا والآخرة عليه التمسك بمبادئ هذا الدين الحنيف بكل اموره صغيرها وكبيرها، فالامر يتعدى الشكليات ليصل الى المضمون الذي يشتمل على كليات السلوك البشري بانواعها المختلفة واشكالها المتعددة التي يجب ان تتخذ كلها سياقاً واحداً في نور الاسلام وضوء الاسلام، ويتمثل روح الاسلام وفي هذا يكون النجاح. ان من يعرف ذلك لابد انه فائز باذن الله، وهو بالتأكيد سيكرم من حوله، و سيكون هو صاحب الكرم الاول، ويصله الاكرام على شكل نجاحات دنيوية ونجاحات اخروية، لا تقدر بثمن، الا وهي الفوز برضا الله سبحانه، ونيل رضوانه ان شاء الله، انها رسالة صغيرة ومضمونها كبير، والله من وراء القصد.
|
|
|
|
|