| مقـالات
عرف العرب «الحمى» كقيمة اقتصادية من حيث هو محمية رعوية خاصة بالقبيلة، كما هو برهان على منعة القبيلة وعزتها، وتردد في ديوان الشعر العربي كملهب لخيالات الشعراء العرب، وموقظ لمواجدهم، وذكرى جميلة لا تنسى! ولقد أدركت بلادنا «المملكة العربية السعودية» أهمية تثبيت «الحِمَى» وحمايته للحوافر التي يخدمها كحق عام ومصلحة عامة تعود عوائده على الجميع! ونحن في عصرنا الحديث بحاجة إلى رؤية عصرية أشد اهتماماً ل «الحمى» للاستفادة منه اقتصادياً كمنطقة رعوية، وكموقع زراعي تجود في بعضه غلة القمح في مفارش أوديته «بعل» دون جهد بشري يذكر!
وكمتنزه طبيعي يعشقه الناس، ومحمية لنباتات البيئة الفطرية، ومثلما اهتممنا بالأراضي الزراعية وبالمحميات الفطرية، فإن «الحِمَى» يجب أن يأخذ هيئته النظامية، وحقوقه المدنية كاملة فهو حق عام مشاع، إذا لم ننتبه إليه أكلته المصالح الذاتية، والحيازات الزراعية الخاصة، وهو ما حدث عبر العقود الماضية لكن الانتباه الواعي له سيحفظ بإذن الله ما تبقى!
ومن نماذج «الحِمَى» المنطقة الواقعة شرق محافظة «الشماسية» وبلدة «الربيعية» ما بين «برمة» جنوباً و«النبقية» شمالاً وقد كتب لي الأستاذ عبدالله بن محمد البليهي معرفاً بهذا «الحمى» ومنوهاً بأهمية المحافظة عليه: «هو أرض محجوزة مُنع الإقطاع الزراعي فيها نهائياً، وصدرت بها صكوك شرعية وأوامر سامية بأن تبقى متنزها طبيعياً يُستفاد منه في زراعة القمح على الأمطار والرعي والتنزه.
وهذا الموقع أصبح هاماً جداً لأهالي شرق القصيم حيث إنه المنطقة الوحيدة التي بقيت على الطبيعة في هذه الجهة، ونرغب من وزارة الزراعة والمياه الاستمرار بحماية هذه المنطقة حيث أصبحت مهمة جداً في حياة المدن والقرى القريبة منها.
علماً أن زراعة القمح على الأمطار الآن هي مصدر عمل ورزق لكثير من الناس.
حيث يُقدر إنتاج القمح لهذا الموسم وفي هذا الحمى بأكثر من نصف مليون طن، في نفس الوقت الذي تمثل هذه الأرض متنزهاً طبيعياً يتوجه إليه الأهالي من مدينة بريدة ومن كافة محافظات القصيم خاصة وقت الربيع فترى هذه المنطقة مزدحمة في هذه الأوقات بالمتنزهين،
لذا نأمل مرة أخرى من وزارة الزراعة والمياه الحرص
والاهتمام بالمحافظة على إبقاء هذه الأرض على طبيعتها ومنع التعديات والإحداثات غير النظامية، لما لها من قيمة عامة جرى التنويه عنها.
هذا ما كتبه الأخ عبدالله البليهي، أما النموذج الثاني فهو «حمى ضرية» الواقع في الجنوب الغربي من منطقة القصيم، وهو «حمى» كليب بن مرة المشهور في الجاهلية، واتخذه الخليفة عمر بن الخطاب ومن بعده الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنهما ومن بعدهما «حمى لإبل الصدقة» وهو اليوم مشروع مناسب لهيئةحكومية تستهدف تشجيع المستثمرين لتنمية الإبل العربية في وقت نحن أحوج ما نكون لاستعادة ونماء هذه الثروة الهامة التي تم على ظهورها توحيد وطننا الكبير! وقد تأخذ هذه الهيئة في نظامها تشجيع المستثمرين المختصين بتنمية الإبل، فتهيء لهم في الحمى الموارد المائية عن طريق حفر الابار وإقامة السدود ومد الطرق داخل رياض الحمى وأقرب الحواضر له وتنظيم الرعي داخل الحمى، تنمية وحفظاً للمراعي وحماية لها من الرعي الجائر الذي لا يراعي الفترات الزمنية المناسبة لنمو الحشائش التي تعتمد عليها الإبل فلابد من نظام يحكم الرعي حتى يمكن الاستفادة من المراعي بالطريقة المثلى!
كما يجب على الهيئة إقامة مواقع للبيطرة والإرشاد والبحوث المتعلقة بهذه الثروة الحيوانية، إن «حمى ضرية» وغيره من المواقع المماثلة له فرصة عمل لكثير من الباحثين عن العمل ممن لهم صلة قديمة أو حاضرة بالإبل لتنمية هذه الثروة الهامة التي نحتاجها اليوم وسنحتاجها أكثر في الغد، وهي من المصالح التي تعود على الوطن والمواطنين بالخير والوفرة، فقد كانت النخيل والإبل دعامتين من دعائم الاقتصاد، وهما اليوم كذلك، فلم يفقدا أهميتهما في عصر البترول، بل ازدادت الحاجة إليهما لتغطية المطالب الغذائية للنمو السكاني الذي تشير بياناته إلى الصعود دائماً، وسيتضاعف نموه الكبير عبر العقود القادمة!
صمت المواصلات!
كتب الكثيرون في جريدة الجزيرة خلال الأشهر الماضية، عن طريق الملك فهد ببريدة، عن البطء في إنجازه، وعن العدول عن تنفيذ المعابر والجسور على مقاسم الطرق التي يعبرها! وكذا عن التأخر الذي زاد على أكثر من أربعة عشر عاماً للبدء في تنفيذ الدائري الداخلي ببريدة، رغم اعتماده القديم، وافراغ ملكيته للدولة، وصرف دفعات من مستحقات مُلاكه لأهلها! وكتب الكثيرون عن قصور اللوحات الإرشادية على الدائري العام المحيط بمدينة بريدة، وأن مستخدميه يتيهون عن بريدة محود الدائرة فيه، حيث لا تشير هذه اللوحات إلى أحياء ومداخل المدينة بالمباشرة المرجوة منها!
تجيب المواصلات في كثير من الأحيان عن بعض المطالب التي يكتب عنها المواطنون بجريدة الجزيرة لكنها حيال تلك الإستفسارات آثرت الصمت الطويل عن أي توضيح يدفع الجهل ويبعث الأمل لتمام إنجاز مشاريع حيوية يتمنى المواطن أن يرى حقائقها على الواقع بالكيفية التي يحلم بها وتسره،
إن وزارة المواصلات هي وزارة الإنتاج والإنجاز ومشاريعها في مجال الطرق ببلادنا التي تشبه «القارة الواسعة» هي إعجاز كبير شاهد على الدعم السخي الذي تلقاه «المواصلات» من حكومة بلادنا «المملكة العربية السعودية» ودليل على التأهيل والكفاءة والإحساس بالمسؤولية لدى المسؤولين في جهاز المواصلات الذين نأمل أن نقرأ لهم توضيحاً إعلامياً عن تلك المطالب التي غابت في غيمةالصمت، فالسؤال حق والجواب عليه اسحقاق.
بريدةص ب 10278
ASBT2HOTmil.com
|
|
|
|
|