|
| فنون تشكيلية
قبل ثلاثين عاماً ونيفاً لم نكن نعرف أي شكل من أشكال المعارض الفنية التشكيلية غير مايتم القيام به في المدارس.. وبما ينتجه طلابها مع معلميهم وغالبيتها من عمل المعلمين أنفسهم سعياً للفوز وكسباً للبقاء كونهم مقيمين.. تلك الفترة أجزم بأن فيها الكثير من الموهوبين والمبدعين من طلبة المدارس خصوصاً المراحل الثانوية لا تجد أي رعاية أو اهتمام حتى في السنوات التالية اللاحقة لتلك الفترة الا من رحم الله.. هذا الواقع عدت إليه بعد دعوة وجهت لي لحضور افتتاح معرض يحمل اسم )معرض الابداع( قام باعداده القسم الفني بإدارة تعليم الرياض خصص للموهوبين من طلبة المرحلة الثانوية وسبق لهم أن خصوا بدعم ومتابعة من القسم في مراحلهم الابتدائية والمتوسطة.. ويأتي هذا المعرض ولهذه المرحلة سداً للفراغ والفجوة التي حدثت لعدم وجود مادة للتربية الفنية أو النشاط الصفي للإبداعات التشكيلية في هذه المرحلة التعليمية مما يعني تبعثر وضياع الموهبة في مرحلة نضجها.
هذه البادرة ولهذه السن تعني احتضان المبدع في أهم مراحل العمر وأكثرها نشاطاً ومساحة من الاستجابة للتوجيه وسوف يكون لهذا المعرض بإذن الله مردوداً معنوياً لدى الطلبة يمتد لقادم أيامهم.
إن في احتواء مثل هذه الإبداعات وفي هذا العمر والمرحلة مايحقق الكثير من النتائج فالغالبية من الفنانين بدأت انطلاقتهم وبرزت مواهبهم وتبلورت قدراتهم ابتداء من هذه القاعدة كونها تقع بين مرحلة الاكتشاف والتجربة وبين مرحلة النضج الفكري والتقني ومن هذه وتلك تكمن أهمية الاستفادة منها وفي هذا المعرض الذي يعد له وسيفتتح مساء يوم السبت القادم بادرة رائعة يحتذى بها يشكر عليها المسؤولون في الإدارة العامة للتعليم بالرياض وعلى رأسهم د. عبدالله المعيلي هذا الرجل الذي أعرفه عن قرب وأعرف نظرته الأفقية التي لاتحدها حدود تجاه الأخذ بكل مايخدم الطالب ومنها الأنشطة الطلابية بما فيها النشاط الفني فقد حظي المعلمون باهتمام وتشجيع وتوجيه بدعم معرضهم التشكيلي انتهاء بالطلاب الموهوبين في معرض الابداع مروراً بكل التفاصيل.
وإذا كنا سابقاً وعبر ما يزيد على الثلاثين عاما كما أسلفت عايشنا بروز مواهب من فترة وأخرى وبشكل متباعد نلمحهم في معرض جماعي وآخر فإن في مثل هذا الاهتمام الذي يمثله هذا المعرض مايعني وجود دفعات كبيرة ستغذي الساحة التشكيلية بفنانين واعدين يتلقون التوجيه والصقل بأسس علمية وتقنية من معلمين متخصصين يعرفون دورهم والهدف من مادتهم ولن يتحقق ذلك إلا بوجود معلم مبدع يؤثر بإيجابية على طلابه.
|
|
|
|
|
