|
| مقـالات
انشغل أبو محمد لسنين طويلة في تتبع حال الناس.. يرى البعيد فقط وبناء على ما يرى او يظن أنه يرى يتصل ويتدخل في حياة الآخرين ويشغلهم لأيام وليال مثيراً الشكوك في نفوسهم حول مواضيع تتعلق بحياتهم الخاصة والتي لا يحق له التدخل بها.
كثيرون يعجبون منه لأنه يخسر المال والجهد في محاولة إصلاح من لا يحتاجون لإصلاح معتقدا أنه يؤدي دورا ساميا في المجتمع مع أن تصرفاته قادته في كثير من الأحيان للمتاعب خصوصا عندما يطلب من أحد الجيران تعديل سلوك أولاده أو الانتباه لسيارته او يحثه على فعل شيء مثل زيارة إنسان آخر أو نبذ إنسان آخر يصفه بالخطر والشرير.
عرف الجيران والبعيدون ابو محمد لكثرة تدخله بحياتهم وسمّوه بالوصي.. فهو يتدخل في شؤون الناس كما يتدخل الوصي في شؤون الموصى عليهم.
المشكلة أن ابو محمد يعمل بالظن بعيداً عن العقل والتروي والحكمة.
أبو محمد يتصل بالناس ينصحهم ويثير المشاكل الخاصة بين الأقارب وهو يستمتع بما يفعل ويدعي أنه يقصد إصلاح الحال لغيره.. ولكنه لا يدري كيف حال نفسه لأن أولاده يعانون من السفه والضياع وهم في حال يرثى له والناس تتحدث عن حاجته لإصلاح نفسه.
لو أن أبو محمد خفض منظاره المقرب الى تحت أرنبة أنفه وفعل الإصلاح لنفسه بدل الانشغال بالناس لحسن حاله.
في حينا يقولون إن عليك ان تتجنب أبو محمد خير لك من أن تسايره.
|
|
|
|
|
