|
| مقـالات
يقدم الواحد منا على جلب العامل الفني، وهو لا يدري مدى قدرته وتمكنه من فنه خاصة في مجتمع كالمجتمع السعودي.. يسابق الزمن نحو التطور في جميع مظاهر الحياة.. الكهربائي الذي أحضرته بالأمس.. قد لا يكون أجاد العمل.. قد تكون الاسلاك التي استعملها ليست من الجودة بمكان وهو لم ينصحني.. اما لانه لايريد اضاعة الوقت في جلب أسلاك أكثر فاعلية.. واما لأنه يجهل الجيد من غيره.. ثم إن معظم العمالة الفنية من الوافدين وليسوا قد درسوا الفن الذي يزاولونه. وانما أخذوه بالتجربة.. والتجربة قد لا تكون قد اكتملت.. ولذلك فإن العمل لا يصل في تنفيذه الى القمة في الجودة.. وهذا ما جعلني بعد فترة أحضر كهربائيا آخر لأن التيار قد انفصل مرة أخرى من جزء من البيت.
حتى السباك هو الآخر قد يمر بما مر به الكهربائي ويقول أهل البناء: ان أهم شيئين يجب الاهتمام بهما والتركيز على حسن الاختيار لعاملهما هما الكهرباء والسباكة.
هناك سباكون من دول غير عربية.. فعلا يجيدون هذا العمل ويرفضون أي نوعية من أدوات السباكة لا تكون عالية الجودة بل ان بعض هؤلاء السباكين قبل ان يتعاقد معك يشترط أنواعا عالية الجودة من أدوات السباكة.. هذا النوع من السباكين لاشك انه قد مر بالتجربة جيدا وهو ليس مثل الطبيب يكتب لك علاجا لشركة قد وضعت له نسبة معينة، وكانت البدايات الأولى للطفرة في بلادنا قد عانى منها كثير من المواطنين خاصة في القرى والأرياف حيث كان الكثيرون في هذه المناطق ضحايا للغش في العمل الكهربائي والسباكة.. وقد وجد بعض هؤلاء بعد نهاية العمل ان كثيرا من البريزات الكهربائية ليس بها أسلاك ممدودة فقط غطيت الفتحة بالبريزة، كما وقع كثيرون ضحية لسرقة علب وجوالين البويات.. وواجه كثيرون في مجال السباكة كانت النوعيات من هذه العمالة الفنية ارتجالية وذات ضمير مصدي وهش .. وبعد ان كسب الناس التجربة وعرفوا كثيرا من حيل العمالة الفنية أصبحوا يركزون على نوعية العمالة ومراقبتها بإشراف فني من مكاتب هندسية ذات اطلاع وخبرة.
لقد عانى مجتمعنا من العمالة ولا يزال.. وعند الانتهاء من العمل لا يجد صاحب المنزل أو العمارة من يعيد له حقه وينصفه من هذه العمالة التي لا تملك ضميرا مخلصا وادراكا لقيمة العمل وسمعته ونتائجه.
|
|
|
|
|
