| العالم اليوم
بذلت القيادة الفلسطينية ومعها العديد من الحكومات العربية، وجندت الدبلوماسية العربية ومعها العديد من دبلوماسيي الدول الصديقة، وبالذات من الدول الاسلامية ودول عدم الانحياز كل جهودها في المحافل الدولية وبالذات في الامم المتحدة لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وتحديد الجهة المسؤولة عما يجري في فلسطين المحتلة التي يحاول الاسرائيليون تحميل الفلسطينيين المسؤولية بتسويقهم لمصطلح العنف الذي يتبناه الامريكيون وبعض الاوربيين الذين ابتلعوا الطعم الاسرائيلي من خلال الترويج الاعلامي المهيمن عليه يهوديا في الدول الغربية.
وفي مؤتمر شرم الشيخ الذي كان آخر المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بمشاركة امريكية ومصرية انتزع الفلسطينيون من باراك موافقته على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشرط ان ترأسها شخصية امريكية وأن تقدم نتائج اعمالها وما تتوصل اليه الى الادارة الامريكية والتي تبلغ الفلسطينيين والاسرائيلين بذلك ثم تعلن النتائج على الجميع..
وهكذا شكلت لجنة لتقصي الحقائق تحت مسمى «لجنة شرم الشيخ لتقصي الحقائق» برئاسة عضو مجلس الشيوخ الامريكي السابق جورج ميتشل والرئيس التركي السابق سليمان ديميريل، وتوريبان باغلاند وزير خارجية النرويج والممثل الاعلى لسياسة الامن والتعاون في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والعضو السابق في مجلس الشيوخ الامريكي وارن رودمان. وبعد عام بالتمام والكمال انجزت اللجنة اعداد تقريرها الذي سلم للادارة الامريكية في نهاية شهر ابريل.
والتقرير الذي اعتبرته السلطة الفلسطينية ايجابياً وانه يشكل ارضية مناسبة و صالحة لوضع حد للنزاع والازمة الحالية، والذي هللت له اوساط عربية كثيرة لانه اشار الى و جوب وقف المستوطنات الاسرائيلية وعدم اقامة مستوطنات اخرى او توسيع القائمة منها. في حين تعامل مع المواضيع الاساسية وبالذات حملة الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وتدمير البنية التحتية للحياة في فلسطين المحتلة كهدم المساكن وتدمير المزارع ودفن الآبار وجرف المزروعات وخنق الفلسطينيين بحصارهم وقطع رزقهم وتجويع شعب بكامله من خلال فرض عقاب جماعي لم يفرض على شعب آخر الا وتحركت الادارة الدولية وانهته.. كل هذه الجرائم التي لمسها وشاهدها اعضاء اللجنة المكونة من رئيس جمهورية سابق، وعضوي مجلس شيوخ احدهما اكتسب شهرة كبيرة بنجاحه في حل مشكلة ايرلندا ووزيري خارجية واحد لايزال وزيراً وهو وزير خارجية النرويج، والآخر وزير خارجية ترفع ليصبح امين عام الحلف الاطلسي ثم الممثل الاعلى لاوروبا.. كل هؤلاء لم يجرءوا على تدوين كامل الحقيقة، فذكروا اقل من ربعها.. تحدثوا عن المستوطنات.. وغيبوا جرائم الاسرائيليين.. فجاءت عباراتهم وهي تحمل تفسيرات عدة تخدم في النهاية الاسلوب الاسرائيلي بتضييع المسؤولية... مسؤولية ضمير العالم عن ابادة شعب فلسطيني وقتله جوعاً ونسياً.. وليس فقط برصاص الاسرائيليين.
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com
|
|
|
|
|