| مدارات شعبية
بيننا عشاق شعر..
تطربهم الكلمة الرقيقة..
وتدهشهم القافية الرشيقة..
ويأسرهم الالقاء المتمكن..
لكنهم رغم هذا كله يبدون عازفين عن الدخول في تفاصيل النص وبالتالي لا يتسنى لهم التفريق بين المضامين الجيدة والرديئة!
ولان لهم تأثيرهم الذي لا يستهان به على حركتنا الشعرية فان بعض الاعمال المعروضة في سوق الشعر لدينا لا تخلو من ظلال تكسوها احيانا نتيجة هذه النظرة التي قد تفقد الشعر وهجه على المدى الطويل ثم لا نستبعد ان نراه يقف ضمن )طابور( النثر او يصل به الحال الى الضياع بين هذين الفنين فاقداً تأثيره ومكانته وسحره الخاص!
ونتيجة لذلك فقد ابتليت الساحة الشعبية التي لا ينقصها مثل هذه المنغصات بشعراء واشباه شعراء وربما أدعياء لا يشكل الشعر بالنسبة لهم الا مطية طيعة لتحقيق اغراضهم وقضاء مصالحهم الشخصية والوجود في حدود الصورة او اذهان المتلقين!
وهذه الفئة تجدها اكثر حضوراً في الاوقات التي يكون فيها جني الثمار وارداً حيث انهم دائما على أهبة الاستعداد بقصائدهم الباهتة الجاهزة.. فهم يتحسبون لمثل هذه المواقف بقصائد يمكن ان نطلق عليها )عظم( صالحة لكل زمان ومكان ولا ينقصها الا )التشطيب( الذي لا يحدث غالباً الا قبيل الالقاء وعادة ما يكون ذلك في الابيات الاخيرة منها!
نحن لا نلوم اصحاب هذه القصائد لان طبيعة البشر بما فيهم الشعراء قد تجعل المصلحة الذاتية مقدمة على المصلحة العامة لكننا في الوقت ذاته نتطلع من متذوقي الشعر ان يحتفوا فقط بالقصائد التي لا تدور في هذا الفلك ولا سيما تلك التي تتسم بالجودة والصور الجديدة والمضامين الراقية والبعد عن التكرار والمبالغة غير المحمودة.
ان الشعر الذي يقال ليبقى اكثر اثراً من الشعر الذي يقال ليفنى وكلما كان الشعر صادرا من القلب راقيا في مبناه ومعناه سامياً في عرضه تحقق له هدفه واحتفى به الخاصة والعامة وظل يتجدد مع الايام حيث نجد فيه ما يدعو للاعجاب والمتعة حتى ولو غيب القدر مبدعيه.
البريد الإلكتروني: kmk2002@maktood.com
|
|
|
|
|