| تحقيقات
* تحقيق هلال الثبيتي :
عندما تسلك الطريق المؤدي الى مسجد عبد الله بن العباس بوسط محافظة الطائف وبجوار السوق الشعبي يلفت نظرك ذلك التجمهر الذي يغلب عليه العمالة الاجنبية والنساء ويقودك فضولك الى الدخول الى هذا المكان «سوق بيع الملابس» وأي ملابس؟! انها ملابس الموتى ملابس جمعت من الحاويات والنفايات بالاضافة الى الأحذية وبعض الأواني المنزلية التي أكل عليها الزمن وشرب.
وعندما تراه لأول وهلة يأخذك الاستغراب لما تراه من اختلاط الحابل بالنابل .. فهذه ملابس ملقاة على الأرض وأخرى على الأرصفة وثالثة معلقة على سياجات حديدية .. وهناك الأواني والأثاث وكل ما هو عجيب وغريب.
وغموض هذا السوق الحديث الذي نشأ في الطائف مؤخرا الذي يديره نساء من جنسيات مختلفة ومتسترات في أزياء سعوديات كانت للجزيرة هذه الجولة:
في البداية تحدث الاستاذ سعيدان الوذيناني مراقب أسواق من بدية محافظة الطائف والذي كان متواجدا في السوق فقال: ان جميع من يبيع في هذا السوق الذي أصبح يعج بالزوار هن نساء من جنسيات مختلفة وخاصة الجنسية الباكستانية والهندية والأفغانية ولا يوجد به سعوديات إلا القليل من البائعات .. وهذا السوق أصبح يرتاده الكثيرون من جميع الجنسيات من عمالة وغيرها وهؤلاء البائعات لا يأتين إلا يوم الجمعة مما جعل السوق يكثر فيه الاختلاط .
وأضاف ان توجيهات رئيس بلدية محافظة الطائف المهندس محمد بن عبد الرحمن المخرج تؤكد على منع البيع بصورة عشوائية كما هو حاصل ولكن البلدية لا تستطيع ان تفعل شيئا أمام العنصر النسائي ولا بد من تكاتف الجهود خاصة من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشرطة المحافظة بالاضافة الى مكافحة التسول والجوازات لأن معظم البائعات من المتخلفات حتى نستطيع القضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت تشوه منظر محافظة الطائف مصيف المملكة الأول.
حرق البقايا
وبين ان البائعات عندما يتوقف نشاط السوق عند الساعة 30.11 يتركن بعض الملابس التي لم يتم بيعها في مكانها فتأتي البلدية الخاصة بالنظافة فتقوم برفع هذه الملابس الى المردم حيث يتم حرقها هناك أما البعض الآخر فإنهن يحملن بعض الملابس الأخرى فيذهبن به الى جوار مسجد العباس .
وشدد الوذيناني على ان المسؤولية ليست مسؤولية البلدية وحدها بل لا بد من تواجد مندوب من هيئة الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر وذلك بصفة دائمة وقت نشاط السوق حتى نتمكن من التعامل مع البائعات بصفة رسمية.
وقال ان البلدية تسعى جاهدة في سبيل القضاء على هذه الظاهرة وأشار الى انه بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز امير منطقة مكة اعتمد معالي وزير البلدية والقروية انشاء سوق خاص بالبائعات وسوف يبدأ تنفيذ هذا المشرع قريبا حيث سوف يكون هناك تنظيم خاص بالمحال الخاصة بالبائعات من تصاريخ وبطاقات
.. واضاف قائلا ان هذه الظاهرة ليست في محافظة الطائف وحدها بل على مستوى مدن المملكة.
الثوب بخمسة ريالات
أما صالح علي «يمني» أحد رواد السوق:
فقال ان بعض مرتادي السوق يرون ان أسعار هذه الملابس في متناول الجميع خاصة وان سعر الثوب لا يتجاوز الخمسة ريالات وقس على ذلك بقية الملابس وهذه الأسعار جعلت مرتادي السوق يكونون من المقيمين على مختلف مستوياتهم.
من الجمعية الخيرية
ومن جانبه قال مرزوق البقمي أنا لا أستطيع ان أستوعب ما يحدث في هذا السوق من فوضى وعشوائية واختلاط وبيع لملابس الموتى وكذلك الاقبال الذي يشهده هذا السوق من العمالة الأجنبية غير مبالين بما قد يحدث لهم بسبب هذه الملابس من أمراض.
وأكد ان هؤلاء النسوة يحصلن على هذه الملابس من الجمعية الخيرية بدون مقابل فيأتين لبيعها هنا بأرخص الأثمان.
نشتريها رخيصة
أما صالح أحمد «يمني» فقال ان المنظر غير مناسب ولكن الأسعار هنا مناسبة لنا ومغرية جدا فلذلك نشتري منها دون تردد وغير مكترثين بما قد تحمله من أمراض مع العلم أننا نعلم بما فيها ولم نثق بسلامتها وصحتها ولكن الظروف أحيانا تجبرنا على ذلك.
دون جدوى
أما معتوق عبد الملك الطويرقي «سائق تاكسي» فقال: هناك تبرعات تصل الى الجمعية الخيرية مثل الملابس والمواد الغذائية وغيرها حيث تقوم الجمعية بتوزيعها على بعض المحتاجين الذين يأتون الى هنا ويقومون ببيعها وإعطاء هؤلاء البائعات فرصة البيع لمثل هذه الملابس سوف يسبب الكثير من الأمراض لمن يشتريها وأكد ان البلدية دائما متواجدة داخل السوق ولكن دون جدوى.
التسول
ومن جهة اخرى قال صالح الجعيد ان هذه الظاهرة كانت موجودة قبل فترة من الزمن داخل أسواق حراج المسترجعات القديم ولكنها اختفت هناك وظهرت هنا في هذا الموقع الجديد.
وأضاف الجعيد ان هؤلاء النسوة «البائعات» يقمن بجمع هذه الملابس من النفايات وأحيانا من داخل المنازل عن طريق التسول وللأسف الشديد ان هناك من المواطنين من يتعاطف مع هذه الفئة فيقوم بإعطائهن الملابس التي لا حاجة للأسرة بها.
أما جمال الدين عبد الله ابراهيم «سوداني» فقال ان حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين لم تأل جهدا في مساعدة كل مسلم محتاج سواء داخل المملكة او خارجها ولكن الذي أشاهده اليوم منظر غير حضاري أبطاله نساء مقيمات او متخلفات في أزياء سعوديات وهذا بحد ذاته نكران لجميل هذا البد المعطاء الذي ينعم بالخيرات والأمان.
وتساءل من يضمن سلامة هذه الملابس التي الله أعلم بمصدرها؟ وهل هي خالية من الأمراض.
أين الجمعية الخيرية
وفي أثناء جولتنا داخل السوق طلبت سيدتان سعوديتان منا ان أوصل معاناتهن وصوتهن الى المسؤولين عن الجمعيات الخيرية.
حيث قالت أم محمد ان ما أتى بي الى هذا السوق هو الحاجة . فقلت لها أليس هناك جمعيات خيرية؟ قالت: الذي أحصل عليه من الجمعية لا يكفي لأطفالي السبعة ووالدهم المشلول فاضطر ان آتي الى هذا السوق لأبيع الملابس كما ترى وطالبت الجمعية ان يكون هناك تنظيم لأحوال المحتاجين بصفة شهرية لكي لا نضطر الى مثل هذه الأعمال.
لا أحد قدّر ظروفي
أما أم فهد فقالت: العمل ليس بعيب ولكن نحن بحاجة الى مساعدة من الجمعية الخيرية حيث عندما قمنا بمراجعة الجمعية الخيرية لم ينظر أحد في طلبي ولا أحد قدّر ظروفي الأسرية بل بالعكس عندما أخذت أتردد على الجمعية طردوني منها فأين نذهب .
وناشدت أم فهد القائمين على أمر الجمعية النظر في ظروفها القاسية ومساعدتها على شؤون حياتها وحياة أبنائها.
سأغسلها
أما عبد الرؤوف حسين مصري والذي اشترى له ثوباً رياضياً وبعض الملابس فقال :
كل هذه بعشرين ريالا وأجدها مناسبة لظروفنا المالية رغم أنني أعلم أنها تحمل الأمراض ولكنني أقوم بغسلها.
من الجولة:
أطفال يزاحمون الكبار في بيع الملابس لا تتجاوز أعمارهم الست سنوات
***
الاستاذ سعيدان الوذيناني سهل مهمة الجزيرة داخل السوق
***
البلدية كانت متواجدة فترة نشاط السوق ولكن دون جدوى فأين الجهات الأخرى من هذا السوق الذي أصبح يشكل عبئا ومنظرا غير حضاري لواجهة محافظة الطائف.
حيث ان البلدية لا تستطيع التحدث مع هؤلاء النسوة دون عضو من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أين الجهات الأخرى من جوازات ودوريات أمنية ومكافحة التسول.
|
|
|
|
|