أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th May,2001 العدد:10449الطبعةالاولـي الثلاثاء 14 ,صفر 1422

تحقيقات

في ورشة نموذجية للمستلزمات التعليمية
تعليم الرس ينسف العيب الاجتماعي بإبداعات السواعد الوطنية!
تسعى حكومتنا الرشيدة جاهدة ممثلة بمختلف قطاعاتها إلى إحلال الكفاءات الوطنية محل الأيدي العاملة الوافدة في شتى المجالات وهذا الهاجس يبدو أكثر الحاحاً في الميادين الفنية التي تتطلبها مسيرة التنمية الشاملة انطلاقاً من حقيقة أن الاوطان لا يمكن أن تحقق طموحاتها إلا بتوفيق الله ثم عقول وسواعد أبنائها المخلصة الأمر الذي بدأنا نقطف ثماره حالياً وسيكون له مردوده الإيجابي على المدى القصير والطويل وفي تعليم الرس كانت الخطوة الأولى على هذا الطريق جادة وواثقة وعلى نحو يدعو للإعجاب والاعتزاز. يبدو ذلك جلياً في ورشة المستلزمات التعليمية.. فهي رغم قصر عمرها الذي لم يتجاوز عامه الأول تؤدي خدماتها بكفاءات سعودية شابة في مختلف الأقسام استطاعت بوعيها وحماسها ودعم وتشجيع المسؤولين أن تنسف حاجز العيب الاجتماعي وتخوض معترك ساحة العمل بكل ثقة واعتزاز ليس لها حدود مقدمة النموذج الأمثل للشباب السعودي المتطلع إلى غدٍ أفضل.
جولة شاملة
ولإلقاء الضوء على هذه التجربة المشرقة ورصد ثمارها والتعرف على ما يدور في أذهان عناصرها الفاعلة الطموحة كانت «للجزيرة» هذه الجولة داخل أقسامها.. حيث لمسنا خلال ذلك مدى التفاعل والحماس والعمل الجاد المثمر.. وتحدثنا إلى تلك الكفاءات مقدمين لكم بالصور والكلمة شيئاً من الواقع المدهش الذي يؤكد أن لا مستحيل مع التصميم .
فكرة طموحة
وكان لقاؤنا الأول مع رئيسها صالح عبدالله الفهيد الذي تحدث إلينا عن فكرة هذه الورشة وأقسامها ومردودها الاقتصادي وتطلعات القائمين عليها بقوله: فكرة الورشة انطلقت من وزارة المعارف.. وكانت إدارة التعليم بمحافظة الرس سباقة إلى تنفيذها بالشكل الذي يحقق أهدافها الوطنية حيث تم تسلم الموقع خالياً من التجهيزات والتأسيسات الضرورية وبمتابعة وتوجيهات مدير التعليم الأستاذ محمد صالح الغفيلي قام هؤلاء الشباب باستكمال انشاء المباني وتشطيبها وعمل كافة الجوانب الفنية وتجهيزها بروح الفريق الواحد.. وذلك مع بداية شهر محرم العام الماضي وفي غضون شهر واحد فقط انطلق العمل فيها بشكل فعلي..
تهيئة وتشجيع
ويضيف الفهيد قائلاً: إن الفنيين السعوديين تمت تهيئتهم للعمل من قبل مدير التعليم حيث شجعناهم على ذلك وهم الآن متفاعلون ويعشقون عملهم إلى حد أنهم لا يشعرون بانتهاء الدوام بل إنهم لا يترددون في المجيء لميدان العمل خارج وقت الدوام خصوصاً في الحفلات والمناسبات وهم بكل فخر يثبتون يومياً أنهم أفضل وأكثر إنتاجاً من العمالة الوافدة وكانوا على مستوى الثقة التي منحوا إياها إلى جانب جولاتهم الدورية على المدارس والمباني التعليمية المساندة لتقديم خدماتهم لها.
الأقسام والمهام
وحول أقسامها ومهامها قال: تضم الورشة تسعة أقسام وكل قسم له مهمته الخاصة وفقاً لما يلي:
النجارة )تصنيع وصيانة المكاتب والكراسي والطاولات وصيانة الأبواب والدواليب( .
التبريد والتكيف )اصلاح وصيانة المكيفات والبرادات(.
الحدادة واللحام) تصنيع مقاعد وأبواب وصيانة عامة(.
التنجيد )تنجيد جميع أنواع الكراسي والمقاعد(.
الدهان )دهان الدواليب والكراسي والمكاتب والأبواب والجدران(.
صيانة الأثاث )صيانة وإصلاح الرجيع من الأثاث المكتبي(.
الالكترونيات )صيانة وتنفيذ أعمال الكهرباء في المدارس والمباني التعليمية(.
السباكة )عمل التمديدات وصيانتها وإصلاحها(.
مردود اقتصادي
وعن انتاجها ومردودها الاقتصادي بعد عام من بداية أعمالها قال: يكفي أنها الآن تضم نخبةمن الشباب السعودي الواعي المتفاني في خدمة الوطن والمواطن فضلاً عن ثمارها الاقتصادية ومساهمتها بشكل كبير في تصنيع وصيانة وإصلاح المستلزمات التعليمية الأمر الذي وفر على الوزارة الكثير مادياً حيث كانت تلك المستلزمات تذهب هدراً أو تصرف المبالغ الطائلة عليها أما الآن فإنه لايرمى شيء كما أنه يعود الى سابق عهده وبشكل أفضل.
وحول تمنياته لهذه الكفاءات السعودية عبر عن أمانيه بتواصل هذا الحماس ليفيدوا ويستفيدوا متطلعاً إلى تشجيعهم بالحوافز المادية لأنهم موظفون معظمهم ذوو أجور قليلة والوزارة بلاشك حريصة على تشجيعهم وحبذا لو يكون هناك نظام للمكافآت من أجل دفع هذا التوجه إلى الأمام.كما أرجو أن يكون هناك تعاون مع المرافق الحكومية الأخرى ليتم تقديم خدمات الورشة لهم نظير مبالغ رمزية تدعم صندوق الورشة لتأمين احتياجاتها الضرورية وخاماتها المطلوبة ولا شك أن هذه المرافق ستوفر الكثير نتيجة ذلك.
وأثناء جولة «الجزيرة» في هذه الورشة لمسنا مدى تفاعل وحماس العاملين فيها في مختلف الأقسام وهي خطوة تحسب لتعليم الرس الذي تقبل الفكرة وأحسن الاختيار وأبدع في التنفيذ وتنمية هذا الشعور لديهم
نظرة خاطئة
فالشاب عبدالله الحربش )نجارة( خريج مركز التأهيل الشامل كان يعمل مراسلاً في الإدارة وعندما افتتحت الورشة انضم الى طاقمها الفني ليشعر بالسعادة وهو يزاول مهنة تتفق مع ميوله وتعليمه مؤكداً أن الوطن بحاجة الى كل يد فنية مدربة لكنه لم يخف انزعاجه من نظرة المجتمع للحرف اليدوية ومن بينها النجارة التى لا يستغني عنها المرء حتى في متطلبات حياته الخاصة وهو سعيد إلى درجة كبيرة لأنه يرى جهود زملائه واضحة للعيان.
اهتمام ورعاية ولكن!
بينما يرى الشاب حمد الدبيان )حدادة ولحام( أن الورشة كانت فرصة كبيرة له لينمي خبراته ويمارس تخصصه الذي تعلمه في مركز التدريب المهني حيث أمضى سنوات في إدارة التعليم قبل ذلك مشيراً إلى أن خريجي مراكز التدريب قلما يعملون في مجال تخصصاتهم وهذا هدر وطني للجهد والمال والوقت بينما الحقيقة أن اليد العاملة السعودية تحظى بالاهتمام والرعاية والتدريب الجيد الذي يجعلها في سوق العمل جديرة بالمنافسة أن لم تفق غيرها من الكفاءات ويتمنى من المجتمع أن يعي دوره في تشجيع شبابنا ليستفيدوا ويفيدوا فالبطالة لا تؤكل عيشاً.. ولو شعر الآخرون بما يحس به كل مهني في هذه الورشة لأدركوا أن العمل الشريف مصدر سعادة وفائدة في كل الأحوال.
وداعاً للعمل المكتبي
وبلهجة واثقة عبر لنا الشاب متعب البطاح )قسم الدهان( خريج مركز تدريب مهني عن سعادته البالغة بأداء عمله الذي يعتبره فناً يحتاج إلى ذوق وخبرة وصبر مشيراً إلى أنه تعين في الإدارة العام الماضي وبعد شهر من تعيينه انتقل للورشة حيث وجد فيها عالمه الذي يبحث عنه وهو يأمل من الشباب السعودي أن يخلع ثوب الكسل والاتكالية والتطلع الى العمل المكتبي لينخرط في ميدان العمل المهني الفني لأنه مجال واسع للكسب المادي وظيفياً وعملاً حراً إلى جانب تعلم صنعة تفيده في حياته ومن ذلك أنه عندما أتقن العمل قام برش منزل عائلته بنفسه دون الاستعانة بأي يد عاملة واحدة وهو رغم صغر سنه يتمنى أن يأتي اليوم الذي يجد فيه البناء السعودي والدهان السعودي والسباك السعودي وغيرهم.
فخور بعملي
أما الشاب خالد العايد )صيانة أثاث( يحمل الشهادة الثانوية وكان يعمل في الإدارة إلى أن تم افتتاح الورشة فإنه يشعر بالغبطة وهو يؤدي عمله اليومي من خلال صيانة الكراسي والأثاث لأنه مع إشراقة كل صباح يتعلم شيئاً جديداً خصوصاً أنه يهوى الأعمال المهنية منذ الطفولة ويدرك تماماً أن الأعمال البسيطة توفر الشيء الكثير سواء في هذه الورشة أو في المنزل مؤكداً أنه لا يشعر بأدنى خجل وهو يمارس هذه المهنة لأنها مضمار شرف ودافع للآخرين من أجل أن يسيروا على نفس الطريق متسائلاً : كيف لنا أن نعيش بدون عمل ينفعنا وينفع وطننا ومجتمعنا؟!!
فائدة كبيرة
ومن جانبه يقول الشاب سلطان فهد الجاسر.. وهو يعمل في مختلف الأقسام لإجادته الكثير من التخصصات: إنني أشعر بالفخر وأنا أؤدي عملي هنا وعلى استعداد تام لتلبية دعوات الزملاء في كافة الأقسام متى كانوا بحاجة الي.. وحقيقة استفدت كثيراً من ذلك سواء داخل الورشة أو في المنزل وبخاصة السباكة والكهرباء وتغمرني السعادة عندما أرى زملائي وهم يعملون بجد ونشاط ويقطفون ثمار جهودهم من خلال إنتاج الورشة كما أن متابعة مدير التعليم دافع لنا لمزيد من العطاء ونرجو أن نرى مثل هذه الورشة في كل مكان لأنها مفخرة لنا جميعاً ومهما عملنا لن نوفي وطننا حقه.
وطننا بحاجتنا
كما تحدث إلينا الشاب عمر الخليفة )تبريد وتكييف( خريج مركز تدريب مهني قائلاً: إنني منذ الصغر أهوى الأعمال المهنية ويؤلمني ابتعاد شباب الوطن عنها بحجة نظرة المجتمع والإجهاد وهو أمر غير مقبول من أفراد مجتمع يحتاج لكل يد عاملة خصوصاً في هذه المرحلة.. ولا شك أن عملي هنا أضاف لي الشيء الكثير كما أنه يمنحني المزيد من الخبرة ومحبة الآخرين وأكون سعيداً كما هي الحال لدى بقية زملائي عندما نقوم بأداء عملنا على أكمل وجه ولا أخفيك فإنني أمارس مهنتي في المنزل وأقوم بأعمال كهربائية ولدي استعداد لخدمة الآخرين.. وتعليم الرس من خلال هذه الورشة علق جرس كسر الحاجز النفسي والاجتماعي الذي كان سائداً لدى البعض تجاه الحرف اليدوية والأعمال المهنية وهي خطوة واعية تستحق الشكر من الجميع.
جو عملي
بينما أكدلنا حمد مرزوق الحربي )سباكة ( أن العمل في الورشة متعة لأن الجو الذي يعيشه مع زملائه حافز آخر لتقديم المزيد من العطاء وهو كلما رأى حماس وتفاني هؤلاء الشباب ازداد إصراراً على المضي في هذا المجال مشيراً إلى أن نظرة المجتمع آخر ما يفكر به مادام على حق ويسير على الطريق الصحيح ولو أن من ينظرون الى هذه المهن نظرة قاصرة عاشوا متعتها ما بقينا أسرى الاتكالية والخمول وكما لاحظنا هذه البطالة التي بدأت تسري في شبابنا منوها بتوجهات الدولة في مجال تشجيع الأيدي العاملة وكافة الأمورالمتعلقة بسوق العمل الذي بدأ يشهد أقبالاً شديداً من قبل الكفاءات الوطنية الواعية.
إهداء للوطن
وفي قسم ) التنجيد والديكور( تحدث إلينا الشاب بدر الحمر.. خريج مركز تدريب مهني في هذا المجال.. قائلاً :
منذ تعييني العام الماضي في هذه الورشة شعرت بقيمة تخصصي الذي أعشقه وأتابع كل جديد يتعلق به ومع كل قطعة أثاث ينتهي العمل بها ينتابني احساس مفرح بأنني أهدي وطني ثمرة جهدي وتفكيري ووقتي وما نقوم به في هذا القسم يعتبر اللمسات الأخيرة التي تعطي القطعة الشكل المناسب بأفضل الأساليب وأقل التكلفات وأجمل المظاهر الخارجية حيث نحاول أن تكون مناسبة من حيث اللون والشكل لبقية الموجودات في هذا المكتب أو ذاك وهذه المهنة تنتقل معي الى المنزل لأنني أحرص على تنجيد وديكور كافة الأشياء المنزلية ولو أن شبابنا سلكوا هذا المسلك ما اضطررنا لاستقدام الأيدي العاملة التي تكتظ بها المناطق الصناعية ومحلات الزينة وغيرها.
الأعمال الإنشائية متعة
وأثناء جولة «الجزيرة» في مبنى الورشة لفت نظرنا التنفيذ المتقن للإنشاءات المعمارية التي قام بها كاملة شباب الوطن وبجهود ذاتية من قبل تعليم الرس وهو ما أكده لنا الشابان محمد الدخيل وعبدالمحسن الربعي اللذان شاركا في ذلك ضمن فريق عمل وطني يستحق الشكر والتقدير مشيرين الى أن ما قاموا به جزء بسيط من واجب لوطنهم عليهم وما هذه الأعمال الإنشائية إلا تعبير بسيط عن رغبتهم في إثبات الوجود حيث لم يمنعهم التعب والعمل الجاد عن خوض التجربة لأن الآباء والأجداد كانوا أساتذة في هذا المجال وهم امتداد طبيعي لهم فإذا كانت العمالة تستمد الخبرة وفنيات المهنة من سوقنا المحلية فإننا أولى بذلك معبرين عن سعادتهم وهم يزاولون عملهم بإشراف مباشرمن مدير التعليم الذي شجعهم وساندهم ووقف معهم ووفر لهم كافة المتطلبات وأكدوا أنهم لم يشعروا لحظة واحدة بالخجل أو الملل لأن الأعمال الانشائية رغم جهدها ممتعة ومفيدة.
نموذج مشرف
وبعد أن تعرفنا على آراء ومشاعر وتطلعات هذه السواعد الوطنية الطموحة توجهنا الى وكيل محافظة الرس خالد منصور العساف.. حيث سبق له تفقد الورشة والاطلاع على إنتاجها وسير العمل فيها ليجيبنا على تساؤلنا حولها بقوله: لاشك أنني سعدت جداً بهذه الورشة وأعجبت بإنتاجها والشباب العاملين فيها وهذا اليس بغريب على أبناء الوطن في ظل دعم وتشجيع حكومتنا الرشيدة وهي نموذج مشرف يعكس مدى قدرة الكفاءات السعودية على تحمل المسؤولية وبلوغ الأهداف بكل عزم واصرار.. إن شبابنا مدعو الى ميدان العمل المهني ليفيدوا ويستفيدوا لا أملك إلا أن أحيي هذه السواعد الطموحة والقائمين على هذه الورشة وفي مقدمتهم مدير تعليم الرس.. إنها خطوة مشكورة سيكون لها مردودها الإيجابي في المستقبل القريب.
ثمار ميدانية
ومن جانبه قال مدير مدرسة الإمام الشافعي بمحافظة الرس محمد راشد الغفيلي : بصفتي مديراً لإحدى المدارس التابعة لتعليم الرس فإنني أدرك مدى فائدة هذه الورشة فالاثاث والأجهزة المدرسية كانت تشكل عبئاً على المدارس الى جانب أهدار الأموال نتيجة الاستغناء عن هذه المستلزمات ولكن بعد افتتاح الورشة وخلال وقت قصير بدأنا نلمس جهودها فالمدرسة استفادت من ذلك والطلبة عندما يبلغون أن ما يرونه من إنتاج وصيانة وإصلاح أبناء وطنهم يشعرون بالفخر والاعتزاز.. وكل ما نرجوه التوفيق للجميع وأن نراها في المستقبل في تقدم وتطور ومزيد من الابداع.
وماذا بعد؟!
وختاماً فإن ورشة المستلزمات التعليمية صورة مشرقة من صور العطاء وميدان مشرف لشباب الوطن المتطلع الى خدمة الجميع في جانب مهم من جوانب التنمية الشاملة التي تشهدها بلادنا الغالية ويبرز الآن السؤال الذي يبدو أكثر الحاحاً.. هل ستكون هذه الورشة وكفاءاتها الطموحة قدوة للآخرين في ظل حاجة بلادنا لكل عضو فاعل بعيداً عن حواجز العيب والخجل والكسل والاتكالية؟. هذا ما نرجوه في كل جزء من مملكتنا الحبيبة.لقد كانت إشادة معالي وزير المعارف بهذه الخطوة بعد اطلاعه على إنجازاتها التي حققتها خلال عمرها القصير الذي لم يتجاوز العام واضحة وهو يؤكد انها ستساهم في المحافظة على المباني والمستلزمات التعليمية وإظهارها بالمظهر اللائق وبالتالي تحسين البيئة المدرسية وتهيئة الجو المناسب للعملية التعليمية ليكون العائد محققاً للجدوى المستهدفة من هذا المشروع اقتصادياً وتربوياً.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved