| الريـاضيـة
باستثناء موسم 1411ه . الذي شهد بداية نظام المربع الذهبي، فإنه في جميع المواسم التسعة الأخرى حصل تبديل.. او بالأحرى تغير في مواقع وترتيب الفرق في المرحلة النهائية، عنه في المرحلة التمهيدية لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين، والتي تعتبر المحك الحقيقي لجدارة الفرق بالصدارة..!
وفي هذا الموسم خرج المتصدر «الأهلي» ووصيفه«الهلال» من هذه المرحلة رغم الرصيد الجيد والعالي من النقاط والاهداف قياساً لبقية الفرق.
وإذا كان هذا الخروج وبهذه الصورة، حدث للمرة الاولى على ما أظن، فإن المؤكد وما يشهد به تاريخ المسابقة أن خروج المتصدر من هذه المرحلة أمر شبه مألوف وتكرر أكثر من مرة،
وبصورة تدعو للتساؤل وطرح علامات الاستفهام.. ليس عن اسباب الخروج التي اصبحت شبه معروفة عدا الحالات الاستثنائية،
ولكن عن الثمن الذي يدفعه المتصدر.. ولم يعد أسلوب تنفيذ المربع أو حتى تمثيله الخارجي امرا مغريا.. مقارنة بتتويجه بطلا رسميا.. في ظل انتقال المسابقة إلى مرحلة جديدة تستحق ان تكون مسابقة مستقلة بذاتها.. واسلوبها.
لنترك هذا جانبا.. فقد تمت مناقشته اكثر من مرة.. ولا يمنع من مناقشته مجددا.. ووفق تصورات تميلها المرحلة.. لكننا إذا ما أردنا الحديث عن أسباب الخروج للمتصدر،
فإن ثمة اسبابا كثيرة بعضها نفسي وآخر فني يطول شرحها والدخول في تفاصيلها.. لكنه يمكن ايجازها فيما يلي:
الارهاق الفني والبدني للفريق المتصدر جراء الجهد الذي بذله طوال الموسم.«المرحلة الأولى»
الضغط النفسي عليه.. الذي يتحول إلى تحد مع الذات..«ضغط ذاتي» يهدف إلى تعزيز الصدارة والحفاظ عليها.. وانعكاس أي نتيجة سلبية في المربع الذهبي عليه وعلى ادائه.
عدم وجود مثل هذه الضغوط على الفرق الأخرى وخصوصا صاحبي المركزين الثالث والرابع.. على اعتبار أن اي نتيجة ايجابية تتحقق هي انتصار كبير، وأي اخفاق.. لا يلام عليه الفريق لأن عطاءه خلال الموسم« على الاقل نظرياً وحسابياً» لا يؤهله لذلك.
هذه ابرز اسباب خروج متصدر المرحلة الاولى من المربع.. ومن ثم فقده للقب كان يستحقه وهو الأجدر به..، لكن في بعض المواسم تبرز اسباب آنية.. أو وليدة المباراة نفسها.. لا تتعلق بمسيرة الفريق خلال الموسم.. ومنها اخطاء التحكيم.. كما حصل هذا الموسم.. ولأول مرة في تاريخ المسابقة.. بهذه الصورة.. حيث لم تخل جميع مباريات المربع الذهبي «الذهاب والإياب» من اخطاء كان لها أثرها في مجريات المباراة وقلب موازينها..، وقد تحدثت عن ذلك )في منتصف الاسبوع الماضي(.
وإذا كنا نؤمن بأنها اخطاء غير مقصودة او متعمدة، وإنما تعود للحكم نفسه كما اشرت الاسبوع الماضي فإن اخطاء كهذه لا تغتفر ولا يمكن القبول بها.. لأنها«تعصف» بجهد الفريق طوال موسم كامل، على اعتبار ان مباريات كهذه هي مباريات خروج مغلوب التعويض فيها صعب، ونتيجة احداها تلقي بظلالها على الأخرى، عكس الوضع في الدوري العام حيث يلعب الفريق اثنتين وعشرين مباراة.. يمكنه التعويض من خلالها.. وإذا اخطأ الحكم بحقه في مباراة ما .. فقد يخطىء لصالحه في اخرى.
وعلى هذا الأساس.. ولأسباب أخرى.. اصبح من الأهمية بمكان اعادة النظر في اسلوب تنفيذ اكبر وأهم مسابقة.. بما يضمن ويحقق الجدارة لجميع الاطراف.. وأصبح لزاماً ايضا اعادة النظر في التعامل مع الحكام.
ولعل القرارات الأخيرة بايقاف بعض الحكام الدوليين خطوة في تصحيح المسار.. لكن ثمة خطوات اخرى موازية.. تكفل للحكم حقه يفترض مراعاتها جنبا لجنب مع تطبيق العقوبات.. ولهذا حديث قادم باذن الله..
على ان هذه الرؤية.. يجب أن لا يعتقد البعض انها تقليل من شأن النصر والاتحاد .. وتأهلهما لنهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لهذا الموسم.. رغم رصيدهما الحسابي الاقل في بنك النقاط.. فقد استحقا هذا التأهل لأن نظام المسابقة يكفل لهما ذلك.
هذه ناحية..
والأخرى:
اننا يجب ان لا نقلل من شأن أي فريق يستفيد من اخطاء الحكم. لأنه ليس ذنبه بقدر ماهو ذنب الحكم.. والدنيا مليئة بالاخطاء.. ومليئة بالمستفيدين من هذه الاخطاء..، كما هي مليئة بالجديرين.. والمستحقين.. وبغيرهم ايضا على الطرف الآخر.
يبقى سؤال هام جدا..
ألم يكن بامكان كل من الأهلي والهلال ان يتفوق على الاتحاد والنصر.. بالرغم من الاخطاء التحكيمية لو عرف كل منهما كيف يتعامل مع المباراة؟
صحيح ان لهذه الاخطاء اثرها النفسي على الفريق.. لكن كما قلت القدرة في التعامل مع الحدث لها دورها في تجاوزه.
وبصورة سريعة.. وموجزة نتوقف عند لقاءات المربع الذهبي.
الأهلي الاتحاد
اذا تجاوزنا المباراة الاولى التي سارت طبيعية رغم ضربة الجزاء الاتحادية التي ضاعت.. فأعادت للمباراة توازنها.. فإن المباراة الثانية والتي انتهت بفوز الاتحاد 4/2 .. كانت ذات وضع مختلف.
ومع ايماننا بتفوق الاتحاد وجدارته.. وعدم احتساب ضربة جزاء صحيحه للأهلي في الشوط الاول عندما كانت النتيجة 0/0 إلا ان مدرب الأهلي ولاعبيه وقعوا في اخطاء كبيرة تسببت في هذه النتيجة.
فخروج فهد الزهراني وبقاء الفريق فترة طويلة «ناقصا» .. وفي مركز حساس يعاني من ضعف فيه فريق الأهلي.. وهي منطقة العمق.. ادى إلى استغلال الاتحاد لهذه الناحية.. وانقلاب الموازين وتسجيل هدفين متتالين.
ضياع فرص مؤكدة من لاعبي الاهلي داين فاييه، ابراهيم سويد، طلال المشعل.. كلها كانت كفيلة بتعديل النتيجة..
اخطاء دفاع الاهلي.. وغيرها من امور تسببت في ذلك.. ولعل خير مثال هو قدرة الأهلي على تقليص الفارق.. ثم جاءت غلطة حسين عبدالغني بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
في المقابل كان الاتحاد ذكيا.. باستغلاله هذه الاخطاء .. وبتفوقه.. وتعامله مع المباراة ليصبح الفريق النجم.. والمسيطر على احداثها ومن ثم نتيجتها.
الهلال النصر
احيانا.. يحتاج الفريق للاعب معين لأداء دور معين ومحدد..
هذا هو حال الهلال في المباراة الاولى حيث كان بحاجة للاعب مثل عبدالله الجمعان لتوظيف قوة قدمه، بارسال كرات قوية من خارج منطقة الجزاء او تنفيذ الاخطاء.. لاستغلال الحالة النفسية التي كان عليها حارس مرمى النصر الخوجلي عقب عودته من كأس النخبة.. وقد ينجح الجمعان..
وقد ينجح الخوجلي فيستعيد ثقته.. فالاحتمالان واردان.. ولكنه كان الحل الامثل للهلال.
ثم جاءت اخطاء الفريق وتسببه في ضربة جزاء استفاد منها النصر وكسب المباراة.. واستعاد الفريق ككل ثقته بنفسه فكان الافضل معنوياً للمباراة الثانية.. بعد ان كسب الاولى عن جدارة.
في المباراة الثانية.. ورغم الاتفاق على احقية الهلال بضربة جزاء.. إلا ان اخطاء المدرب في التشكيلة ومن ثم في التغيير بعدم وجود لاعب قادر على اداء ادوار مزدوجة ومنها سرعة نقل الهجمة.. ولا احد اجدر من فيصل ابو ثنين بهذا.. كان أحد الاسباب في عدم نجاح الفريق في الوصول لمرمى النصر مبكراً.
وجاءت اخطاء المهاجمين واستعجالهم في ضياع اربع او خمس فرص مؤكدة «الجمعان الغامدي الكاتو سامي».. كانت احداها كفيلة بقلب موازين المباراة..
ومن ثم حسم النتيجة. دونما حاجة لضربة الجزاء.. التي نكرر احقية الهلال بها.. لكنه كان يمكن ان يستغني عنها.
عموماً.. فإن هذا الكلام عن الاهلي والهلال وان جاء متأخراً.. إلا انه من باب النقد للمستقبل وضرورة ان تستفيد كل الاندية.. وان تتعامل مع المباريات ومع الاحداث بصورة افضل.. وبصورة تنعكس عليها بأثر ايجابي واضعة في اعتبارها ان الاخطاء واردة من الحكام.. وأن بامكانها التفوق على نفسها وعلى الفريق المقابل.
والله من وراء القصد.
raseel@l.a.com
|
|
|
|
|