| الريـاضيـة
تبدو حظوظ النصر هي الأقوى للحصول على كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لهذا الموسم.. فالفريق النصراوي «ثالث الدوري» سيواجه الاتحاد «الرابع» هو فريق آخر مختلف عن ذلك الذي شاهدناه في المرحلة التمهيدية.. فالنصر وفي مراحل الحسم ظهر فريقاً مميزاً وقادراً على استثمار ظروف المباريات والتعامل معها كما يجب.. فأخرج الهلال بعد مباراتين قويتين وبات الأقرب لتحقيق اللقب الأهم في الكرة السعودية.. فميزة الفريق النصراوي الأبرز هي استفادته الكاملة من امكانيات لاعبيه وقدراتهم إلى أقصى درجة.. فمهما كانت أفضلية الخصم وتكامل صفوفه إلا أن النصر يتميز بتعامله الواقعي مع مبارياته واستفادته من أخطاء الخصم وقدرة مدربه على قراءة الفريق المقابل جيداً واللعب حسب امكانات فريقه وخصمة.. وهذا من أبرز مميزات الفريق الأصفر والتي أرى أنها ستكون مؤثرة جداً في معادلة الكفة مع الاتحاد الفريق الأفضل فنياً وعناصرياً..
جانب آخر يميز أداء النصر وهو الجماعية والاستقرار الفني في صفوفه.. وهذه وضحت جلية في لقاءي الهلال وبفضلها «بعيداً عن الأخطاء التحكيمية» تمكن النصر من العودة للواجهة والوصول للنهائي الكبير..
الاتحاد في تصوري من الصعب التوقع بما سيكون عليه في اللقاء.. فكما شاهدنا العميد أمام الاتفاق فريقاً أقل بكثير من ذلك الذي ظهر أمام الأهلي.. وحقق الاتحاديون كأس سمو ولي العهد في ظل تواضع كامل لخصمهم واستسلام تام.. ولذلك فإن الاتحاديين سيحددون وجهة البطولة بأدائهم الذي يقدمونه في اللقاء.. فإن ظهر اتحاد الأهلي فالفوز اتحادي.. وإن ظهر اتحاد الاتفاق فاللقب نصراوي.. مع إيماني الشديد بأن كرة القدم لا تحكمها التوقعات.. والمستويات.. بقدر ما يقدمه أفراد كل فريق خلال ال«90» دقيقة.
على أي حال الفريقان معاً فائزان بتواجدهما في قمة الموسم والتشرف بالسلام على راعي الرياضة الأول خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - .. وإذا ما خلت المباراة من الأخطاء التحكيمية الموثرة فإننا سنشاهد مباراة قوية وفي مستوى الحدث..!
سانتراش!
فكرة رائعة تلك التي طبقها الاتحاد السعودي لكرة القدم باخضاع اللاعبين الدوليين المختارين للمنتخب الأول لفحص طبي شامل قبل بدء اجازتهم الاجبارية في ختام موسم مرهق وشاق للجميع.. وهي خطوة متحضرة تعكس النموذج الاحترافي للعمل الإداري المتكامل..
أما على الصعيد الفني فإن سانتراش قد فاجأ الجميع باختياره لعدد كبير جداً من اللاعبين )37 لاعباً( .. فمثل هذا العدد الكبير يحتاج مجهوداً ضخماً من المدربين والإداريين معاً.. والمرحلة المقبلة مرحلة هامة وحساسة ولا يحتمل التجريب والاجتهاد واتاحة الفرصة لعدد كبير من اللاعبين.. ففي جميع دول العالم يضع مدرب المنتخب تشكيل فريقه من واقع أداء اللاعبين طوال الموسم.. فهذه المباريات هي التي تحدد مستوى اللاعب الفعلي.. ولا يمكن أن يتغير أداء اللاعبين خلال معسكر قصير أو طويل وبشكل جذري.. ولذلك فنحن لا نريد العودة لمرحلة المدرب السابق ماتشالا وتجاربه التي بدأت ولم تنته إلا بنهاية عقدة.. فالتجارب يجب أن تكون في طرق اللعب والعمل الفني مع تغيير محدود في الأفراد وحسب جاهزية الأفضل منهم.. أما العودة لأسلوب ما قبل الاحتراف وتجريب اللاعبين هنا وهناك فلن يكون مجدياً وأخشى أن يكون ثمنه غالياً جداً لكرتنا السعودية.. والمدربون المحترفون يعملون مع عدد محدود جداً من اللاعبين ويستدعون من يحتاجونه بعد ذلك من أنديتهم عند الاحتياج وهذا ما أتمنى أن يضعه سانتراش في اعتباره ويقدم لنا منتخباً متفوقاً فنياً وبأفضل العناصر لديه لأن المنافسة القادمة ستكون شرسة والطريق لن يكون مفروشاً بالورود..
نتائج الانفعال
في موسم 1414ه خرج الهلال أمام النصر في المربع الذهبي رغم تصدره للدوري وتفوق أجانبه فالغى عقود لاعبه هداف الدوري «موسى نداو 14 هدفا»» ومعه أحد أفضل اللاعبين الأجانب دي سانتوس «برازيلي» .. وفي موسم 1415ه خسر النهائي أمام النصر )1/3( فاستغنى عن مهاجمه أحمد بهجا رغم تقديمه مستوى جيداً طوال الموسم..
وفي موسم 1419ه خسر الهلال أمام الأهلى في المربع الذهبي فاستغنى عن نجمه الدولي بشار عبدالله أحد أفضل اللاعبين في الموسم.. وفي هذا العام خرج الهلال من أمام النصر وبات لاعبوه الأجانب في مهب الريح رغم أنهم من أفضل الموجودين في الأندية السعودية.. ولعل التوجه الهلالي للاستغناء عن المهاجم الكولمبي الكاتو يأتي في اطار هذا الانفعال.. فالبحث عن الأفضل هو دائماً أمر حميد وجيد.. لكن هل يضمن الهلاليون الحصول على لاعب أفضل في ظل القائمة الطويلة من أشباه اللاعبين الذين يجربهم الهلال سنوياً.. وهل هناك لاعب نجح خلال السنتين الماضيتين باستثناء البرازيلي الرائع سيرجيو..
إذاً الحكم على أداء اللاعبين الأجانب بهذه الطريقة هو استمرار لمسلسل التفريط الهلالي.. فالكاتو وخلال هذا الموسم قدم مباريات ممتازة عندما كان الهلال في وضع فني جيد.. وكان أحد أسباب تحقيق الهلال لكأس أبطال الكؤوس العربية والسوبر الآسيوي.. وفي تصوري أن ترك الهلال الحكم للفنيين هو الأفضل.. ويكفي معرفة رأي المدرب السابق بلاتشي والحاح سوزيتش والموسم الممتاز الذي أداه مع الأهلي الموسم الماضي وسط استقرار فني وإداري افتقده الهلال هذا العام.
ولا شك أن الأرقام هي الفيصل في هذا الأمر.. فكم هدفاً سجله وفي كم مباراة تكفي لاعطاء الرأي القاطع.. أما استبداله بأفضل منه فهو أمر لا يختلف عليه اثنان!
- وجود شخص بكفاءة الكابتن عبدالله فودة «العمدة» في الجهاز الفني في الهلال سيعوض كثيراً غياب الرأي الفني الجيد.. والعمدة أحد أبناء الهلال الأوفياء والقادرين على خدمته.
- احترم كثيراً اصرار سمو رئيس نادي الهلال على رفض العودة للمدرسة البرازيلية والحرص على التعاقد مع جهاز فني أوروبي قدير.. هذا هو الفكر الشاب الذي سيقود الهلال للأفضل.. فالكرة في أوروبا والهلال حقق أعظم بطولات مع مدربين أوروبيين وهذا يكفي لتبرير اصرار سمو رئيس الهلال.
- عناصر واعدة ضمتها تشكيلة منتخبنا الوطني ستكون بإذن الله رافداً يعزز انجازات الكرة السعودية..
|
|
|
|
|