| الريـاضيـة
^^^^^^^^^^^
يعاني أغلب اللاعبين وخاصة النجوم الكبار من حالات انخفاض في مستواهم من وقت إلى آخر بشكل ملحوظ وخاصة في حياة اللاعبين الهواة أو المحترفين في الأنظمة المنتمية إلى الاحتراف من الدرجة الثانية كأنظمة الاحتراف في الدول العربية.
^^^^^^^^^^^
هناك أسباب ربما تكون معروفة لدى جميع المتابعين للرياضة في الدول العربية عامة وفي دول الخليج خاصة سواء من المسؤولين أو الصحفيين أو الجماهير. ولكن هنا يأتي السؤال ليطرح نفسه، وهو لماذا يحدث ذلك في مجتمعاتنا أو في أنظمة احترافنا فقط، ولا يحدث في الأنظمة الأعلى في العالم؟
الجواب على هذا السؤال يعود إلى نقطة واحدة وهي الجانب النفسي للاعب وما يحدث له في حياته الخاصة والعامة كل يوم وتأثير تلك الأحداث على مستواه العام كل اسبوع / شهر / وموسم. هذه الأسباب تنقلنا إلى سؤال وهو، هل يوجد من يقوم بمساعدة هذه الفئة من اللاعبين لاعادتهم إلى مستواهم في أسرع وقت أو تحاشي حدوث مثل تلك المواقف مرة ثانية وثالثة.. في حياتهم أو مسيرتهم الرياضية.
الجواب الواضح للجميع هو لا يوجد في احترافنا أو في أنديتنا من هو مؤهل إلى القيام بذلك العمل كتخصص لأن 99% ممن يقومون بإدارة الفرق في أنديتنا سواء المحترفة أو الهاوية لا يوجد من هو مؤهل للقيام بتلك الناحية بطريقة علمية وإنما تكلف أو تعطى الوظيفة إلى شخص أو مشجع قريب من الإدارة وموثوق في أخلاقه وشخصيته في أغلب الأحوال، ولكن كل ذلك لا يشفع له بالقيام بالدور العلمي الأمثل لحل أو ملاحظة مثل تلك الأمور إلا بعد تفاقم المشكلة مع اللاعب ومن ثم تكون قد وصلت إلى مستوى يصعب على شخص في مستوى تفكير ذلك الإداري أن يقوم بحلها لأنه في الأصل ليس مؤهلاً لأن يعالج مثل تلك الأمور أو المشاكل مما يؤدي إلى انخفاض مستوى اللاعب العام أو نهاية مشواره الرياضي في مدة أقصر مما كان متوقع له عطفاً على مستواه المهاري، ولنا في ذلك أمثلة كثيرة في أنديتنا في المملكة العربية السعودية في السابق والحاضر، على سبيل المثال اللاعب خالد الغانم من الهلال هاشم سرور من النصر وخالد أبوراس من الأهلي والأمثلة كثيرة، ولكني ضربت مثلاً بهؤلاء اللاعبين كأبرز الأمثلة في رأيي وجميعهم لا يختلف عليهم اثنان من المتابعين للرياضة السعودية من الناحية الفنية لهم، ولكن لنسأل أنفسنا هذا السؤال، كم قضى كل واحد منهم في الملاعب؟ الجواب ليس أكثر من أربع سنوات!!! فما هو السبب؟ ليس أكثر من أنه لم يكن هناك من هو مؤهل إلى ملاحظة المشاكل النفسية والاجتماعية التي كانوا يعيشونها داخل النادي وخارجه للقيام بحلها قبل تفاقمها وتأثيرها على مستقبل مواهب كان الجميع يتفق على أنها كانت من العلامات البارزة في تاريخ الكرة السعودية في الثمانينات الميلادية كاملة ولكن يجب أن نعلم أن مثل تلك الحالات حصلت في دول أكثر تطوراً منا في عالم الاحتراف وعلى رأس هذه الدول البرازيل ممثلة في قارينشيا، وانجلترا في جورج بست، وكلا اللاعبين يعتبران من أبرز من أنجبت الملاعب العالمية وكلاهما ساهم في حصول بلديهما على كأس العالم، ولكنهما عاشا مشاكل شخصية اجتماعية خارج الملاعب لم تلاحظ إلا بعد أن تفاقمت وأصبحت من الصعب حلها وانتهت مسيرة نجمين كان من الممكن الاستمتاع بفنهما لفترة أطول وذلك بسبب الكحول، وهنا أطرح الاختلاف في التطرق إلى المشكلة نفسها في الاحتراف الحديث بين الدول المتقدمة كرويا والأنظمة المتطورة والعالية مثل الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وفي الدول العربية عامة والسعودية خاصة وهو أن المشكلة في تلك الدول حلت بنسبة 98% لوجود الاخصائيين النفسيين المؤهلين والمدربين للتعامل مع مثل تلك الأمور سواء الصغيرة منها أو الكبيرة، بينما لا نراها في عالمنا بل العكس أننا لا نزال نصر على أن يتولى تلك المناصب لاعب أو إداري أو صديق أو مشجع قريب من الرئيس أو الإدارة في النادي، والأدهى من ذلك أن هذا الشخص ربما يذهب مع تغيير الرئيس أو الإدارة بعد أن يبدأ بفهم المتطلبات من الوظيفة التي هو عليها والتأقلم عليها والتعرف على شخصية أغلب اللاعبين بنسبة قد تصل إلى 50% على امكانياته الضعيفة في التحليل النفسي للرياضيين عطفاً على مستواه التعليمي أوتخصصه التعليمي ككل، فلو نظرنا إلى البرازيل على سبيل المثال فقد تعاقد الاتحاد البرازيلي مع اخصائية نفسانية لمرافقة الجهاز الإداري في المنتخب البرازيلي ومساعدة اللاعبين لإعدادهم نفسياً خلال المعسكرات للمباريات والبطولات وذلك بعد أن اتضح لهم أهمية ذلك بعد كأس العالم 1998م، وكيف تفوقت الدول الأوروبية على باقي المنتخبات المشاركة من باقي القارات رغم تفوق الدول اللاتينية من الناحية المهارية والفنية عليها، إلا أن الأوربيين تفوقوا وكانوا أفضل إعداداً من قبل وخلال البطولة مما جعل المنتخب البرازيلي يقارع سبع )7( دول أوروبية من دور الثمانية إلى المباراة النهائية، وحتى في عدد الكروت الملونة فكانت من نصيب الدول غير الأوروبية عن الأوروبية ككل. هذه الناحية يعنى بها الاحتراف في الدول المتقدمة بشكل كبير للمحافظة على النجوم ومستوياتهم لتعويض المبالغ الطائلة المدفعوة عليهم ليتمكنوا من تقديم الأفضل طيلة الموسم الرياضي وحياتهم الرياضية عموماً ومدة عقودهم مع النادي خصوصاً، ولنا في ذلك أمثلة كثيرة في هذا الموسم مع النجم الكبير ريفالدو وكيف قامت إدارة نادي برشلونة لحشد طاقاتها لتحقيق ومعالجة المشكلة التي واجهته في بداية الموسم بعد أن اتضح أنه بعيد عن مستواه في بداية الموسم، وكان واضحاً أن اللاعب يعيش مشاكل نفسية يجب التعامل معها قبل الدخول في معمعة الموسم والبطولات الخارجية. وفي الجوفونتوس مع النجم الكبير ديل بيرو، والمتابع لحالته في بداية الموسم والفترة الحالية يستطيع أن يرى كيف مر بظروف جعلت منه يجلس على مقاعد الاحتياط أو أن يلعب شوطاً واحداً فقط، والآن يعتبر الورقة الرابحة للجوفونتوس والمنتخب الايطالي، فكيف حصل ذلك، هذا هو السؤال!! بالطبع كان هناك الحل من قبل الاخصائيين النفسانيين في النادي لمساعدته على العودة بقوة إلى مستواه وإعادة الثقة إلى نفسه وعدم التسرع بالحكم عليه، بينما نقوم باصدار الأحكام على نجومنا من قبل وبدون معرفة أسباب انخفاض مستواهم العام، والأمثلة كثيرة على ذلك، ولكن أحب أن أخذ اللاعب الكبير سامي الجابر على سبيل المثال، وربما يكون الجميع يعلم بما مر به سامي من تجربة الاحتراف والاصابات والحرب النفسية التي شنت عليه من بعض القنوات الفضائية والصحافة وإدارات بعض الأندية والمتعصبين سواء من الأندية الأخرى أو من محبي الفريق، ولكن هل قام آحد من هذه الفئات بإنصافه أو محاولة معرفة أسباب انخفاض مستواه العام قبل الحكم عليه؟ بالطبع لا سامي قدم واحداً من أجمل المواسم في العام الماضي وساهم بقوة في حصول فريقه على جميع البطولات التي لعبها في الموسم الماضي، ثم حاول أن يعطي نفسه تجربة جديدة وقابل المعارضين من كل صوب من المقربين لناديه ولنفسه ومن أشخاص لا ناقة لهم ولا جمل في الموضوع ثم عاد بعد ذلك ليقود المنتخب في كأس آسيا والجميع يعلم أنه لعب مع الاصابة وتحمل ولكنه لم يسلم من تلك الحملة والحرب المقامة عليه ثم عاد من الاحتراف وكان ذلك ما كان ينتظره من لا يحب سامي واستمرت تلك الحملة عليه وبالطبع كل تلك الأسباب ساعدت على انخفاض مستواه العام والجميع لاحظ ذلك وعلى رأسهم سامي نفسه ولكن هل قام أحد بمساعدته وملاحظة سامي كما فعل من ديل بيرو على سبيل المثال، الجواب لا. إذاً قبل أن نولي تلك الفقرة من الاحتراف في الأندية حقها كاملاً، يجب علينا ألا نحكم على نجومنا وألا نستغرب انتهاء حياة نجومنا في الملاعب بأسرع من المتوقع لأنهم يعيشون حياة احتراف مغايرة عن أمثالهم من المحترفين في الدول الأخرى فالاهتمام بحياة اللاعب إما قليل أو معدوم، لذلك يجب علينا أن نطالبهم بقدر ما نعطيهم.
* مدرب وطني
|
|
|
|
|