| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة بعد التحية
رحلت حقاً أيها الشيخ الجليل.. رحلت أيها العابد الورع الزاهد.. رحلت أيها السراج المنير.. رحلت يا صاحب الجسم النحيل الذي قاسى وعانى كثيراً.. رحلت وأنت تحمل هموماً وتحمل أحلاماً في فعل الخير لم تفعلها ولم تحققها..
نسأل الله أن يهيئ لك من يحققها.. رحيل هادئ.. يشبه طباعه الهادئة.. كنت للناس صديقاً وحبيباً.. ومن المستضعفين قريباً.. صلى عليك الشباب والشيب.. الصديق والقريب والحبيب والغريب.. صلى عليك من لم يرك.. ومن قد رآك وأبصرك.. كنت أنت صاحب المبادرات .. صاحب البسمات.. صاحب المزحات.. مازلت أذكر لك مزحات كثيرة ومنها قولك لي مراراً تحادثني فتقول لي: «يا إبراهيم أعرض عن هذا» وتقول لحفيدك من أنت فيقول هشام فتقول: «هشام بن عبدالملك!!» وتقول وتقول، وتقول تداعب الصغير والكبير، تزور المرضى وكبار السن بل حتى صغارهم، متواضع لأبعد الحدود، تحب الخير للغير، تشفع للناس وتخدمهم بكل ما وهبك الله من وجاهة واستطاعة، الكلمات تعجز حينما أكتب عنكم لم أكن استطيع ذلك فالحزن يلاحقني لم ينقطع على فراقكم، لكني تشجعت هذا المساء بعد أن استيقظت من قيلولتي وكنت أنت هاجسي وتفكيري.. تشجعت بعد شهرين من فراقكم..أن أكتب عن حياتكم.. عن بطولاتكم.. عن مجدكم الذي لم يأت بسهولة.
ذاك المجد الذي كان في العفو والصفح ومجازاة السيئة بالحسنة ولا أزال أتذكر دعواتك التي تخص بها والديك بعد ختمك للقرآن وتتبعها بدعوات طيبة مباركة لآخرين غيرهما، وتسميهم بأسمائهم ومنهم من قد عاملك في يوم من الأيام معاملة سيئة وسبقك إلى جوار ربه فأنت ترى أنه في أمس الحاجة إلى من يدعو له ويستغفر له، ونحن نقول الآن بمعنى قولك ف: اللهم اغفر لشيخنا الشيخ صالح ووالديه وجميع المسلمين.
إن المجد في الاستمساك بالعروة الوثقى .. المجد في القرآن والسنة والعمل بهما.. المجد في طاعة الله عز وجل وتلاوة كتابه آناء الليل وأطراف النهار، كم كنت أخجل من نفسي حينما أنام عندك كي توقظني لصلاة الفجر وتقوم أنت لتحيي ليلك بالقرآن والتسبيح والذكر، مع أن النشاط والحيوية فينا نحن الشباب وأنت أحق بالراحة منا، لكنك أيقنت أن الراحة ليست في هذه الدار، يبدأ عندنا النوم ويبدأ عندك، بل ربما كان قد بدأ التهجد والقيام والصلاة والذكر ولكن...المجد في خدمة الناس.. المجد في مواساة الناس في زياراتهم.. المجد في التواضع والكرم ولأجل أن تحب فافعل من هذه شيئا وهذا اليوم سمعت أحدهم يقول بلهجة محلية يتحدث عن شخص قد مات وأنه يدعو له ويترحم عليه «الرابح اللي يذكر بخير» وصدق والله .
وأخيراً أقول:
خرجت تودعه الدلم
تبكيه من حر الألم
خرجت تودع شيخها ال
عابد الورع العلم
ياصاحب البسمات يا
شيخاً علا فوق القمم
لا لن يوفيك الكلا
م ولا ابتكارات القلم
نعم لن يوفيك الكلام ولا ابتكارات القلم |
إبراهيم بن صالح بن عبدالعزيز بن هليل
الخرج - مدرسة سعيد بن زيد الابتدائية
|
|
|
|
|