|
| عزيزتـي الجزيرة
هكذا هي الحياة.. أيام وليال.. وهكذا هي الأيام.. تأتي وتذهب، أوقاتها مرة، سكناتها جارحة.. ساعاتها سلاح.. ودقاتها ضربة.. وثوانيها ألم..ففي كل يوم نسمع، ونرى عزيزاً رحل ومع رحيلهم نذرف الدمع ولكن ماذا بعد ذلك؟ متى سيكون رحيلنا؟!يجب على كل إنسان أن يجعل الموت أمام عينيه فلا يطيل الأمل وإنما يحدث نفسه إذا كان رحيله غداً أو الآن.فمع ذكر الموت سوف تزداد إيماناً وتقوى والإكثار من الأعمال الصالحة التي تقربك من الله تعالى.. وتنفعك إذا رحلت عن الدنيا دون سابق إنذار من مرض أو كبر أو غيره.
قال تعالى: )كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور( آل عمران 185.فإليك أختي العزيزة.. أسطر دموعاً من الحبر على الورق لما حل بفتاة الإسلام.. والتي نست الموت وطال بها الأمل وقد جعلت الله أهون الناظرين إليها.. عندما عزمت وأصرت )مع الأسف( على حلق حواجبها وهو ما ورد في السنة المطهرة بلعنة صاحبة هذا الفعل الشنيع وما يسمى بالنمص.أسألك بالله العظيم أعدداً قليلاً من الشعر يحلق ويوضع مكانه خطاً دقيقاً.. جديراً بأن يطردك من رحمة الله يوم يرحم عباده المؤمنين.دعي شعر حاجبيك وتوبي إلى الله وبذلك لا تطردين من رحمة رب السموات والأرض.
وتذكري الموت دائماً في قيامك وجلوسك في فراغك وعملك وفي كل مكان وكل زمان.تذكري ملك الموت فإنه زائرك الأخير وأقصري الأمل فإنه لا ينفع الأمل، بل يولد الأعراض والتهاون بأوامر الله تعالى.واختم رسالتي بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم.. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط، فقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به، أوقد أحاط به، وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطوط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا، نهشه هذا، وإن أخطأه هذا، نهشه هذا، رواه البخاري.
منيرة الدوسري - جامعة الإمام
|
|
|
|
|
