| عزيزتـي الجزيرة
بتاريخ 13/1/1422ه وعدد 10418 من جريدة الجزيرة طالعنا الكاتب عبدالرحمن بن سعد السماري بزاويته اليومية - مستعجل - بمقال غريب عنوانه )هل الملتزمون أكثر تطليقاً؟؟!( وقال: هل هذه الإشاعة صحيحة؟ وقال عن أحدهم - إن الملتزمين يشكلون أكثر من 80% من المطلقين - وقال عن صاحبه المُلوسَنْ: بأن كلامه لا يرتكز على إحصائيات، بل على أقاويل وحكايات... إلخ. وإرضاء لله تعالى أولاً ثم أداءً للأمانة فإنني أفيد الكاتب بما يلي. أولاً: الطلاق كظاهرة عامة هي حقيقة قائمة وفي ازدياد مطرد بين منطقة وأخرى. والكاتب إذا كان منصفاً ويريد الإصلاح فإن عليه أن يوثّق كلامه من واقع إحصائيات رسمية صحيحة وصادرة من المحاكم الشرعية.
ثانياً: نشكر الله أننا في بلد التوحيد وقبلة المسلمين وقد وُلدنا على الفطرة ونفخر بأننا ولله الحمد مسلمين وملتزمين والأصل في المسلم أن نحسن به الظن وخاصة العلماء وطلاب العلم ومن ماثلهم وليس من الشرع ولا من العقل اتهام المسلمين وإساءة الظن بهم.
ومقالات الكاتب المستعجلة لها من اسمها نصيب، فهي غالباً تتراوح ما بين مدح وقدح هي مصالح ومواقف وردود أفعال مصدرها كما ذكر كاتبها إشاعات وحكايات، وهذا مخالف للعدالة وقال تعالى: )ولا تقْفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا(.
ثالثاً: مجتمعنا من فضل الله مجتمع مسلم ومحافظ معاً والمرأة فيه عفيفة ومكرمة والشباب الملتزم من قال لك بأنه لا يريد إلا زوجة كاملة؟ فهذا ادعاء ولن يوجد على ظهر الأرض. وبالمقابل فإن الشباب المسلم جميعاً رجالاً ونساء من أول شروطهم عند الزواج توفر الدين والخلق في الخاطب والمخطوبة اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض».
ويقول: «خيركم خيركم لأهله». والحاذق يلاحظ تفشي بوادر الإيدز والمخدرات في العالم أجمع وبنمو متزايد ومن مسؤوليته الحذر والتوقي والتنقي عند الزواج أو التزويج. رابعاً: اتهم الكاتب الملتزمين كما يقول من خلال أقاويل وحكايات وإشاعات وهذه دائماً رواتها جلساء السهرات والسفرات والاستراحات وهي غير صحيحة ولا صادقة والصحافة منبر إعلامي تخاطب الناس جميعاً ونجاحها وقبولها يتوقف على المصداقية والأمانة. يقول الله تعالى: )إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون(. والحديث يقول: «كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع». وافتراء الكذب باسم الإصلاح من أشد مكائد الشيطان، والكذب من أسوأ الصفات الذميمة فهو يقلب الأمور ويزور الحقائق فتصير العيوب محاسن والمحاسن عيوباً. قال تعالى: )إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب(. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم». وقال: «من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله رَدْعة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج». ويقول الشاعر: قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل. وإنني رحمة بالكاتب أحذره من خلق الشائعات أو ترويجها وخاصة ضد أهل الصلاح والإصلاح مذكراً إياه بقول الله تعالى: )إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم(. وليحذر من لسانه فاللسان سبع ضار وهو من أكثر ما خافه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته بقوله: «أخوف ما أخاف على أمتي: كل منافق عليم اللسان» والشاعر بأعلى صوته هو الآخر حذر من زلة اللسان قائلاً:
إن يعلموا الخير يُخفوه وإن علموا
شراً أذيع وإن لم يعلموا كذبوا
ويقول ابن المقفع ناصحاً: «من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه فإن من خفي عليه عيبه خفيت عليه محاسن غيره. ومن خفي عليه عيب نفسه ومحاسن غيره فلن يقلع عن عيبه الذي لا يعرف. ولن ينال محاسن غيره التي لا يبصر أبداً». وأسأل الله للجميع الهداية والعون والسداد.
عبدالله بن محمد الخريجي
الرياض
|
|
|
|
|