| الثقافية
مشهدنا الثقافي يلد أكثر من مائتي رواية منذ مطلع الستينيات وحتى الآن.. وساحتنا الثقافية تنتظر المزيد إلا انه رقم لا بأس به بشرنا به القاص والبيلوجرافي خالد اليوسف والذي يعكف هذه الأيام على ترجمة هذا الرقم علمياً من خلال الضبط والثبت والفهارس ليجسد لنا في هذا البحث تصاعد حركة النشر في الرواية تلك التي قامت حولها التكهنات والافتراضات فهناك من يرى انها خلقت مطلع الثلاثينات وآخرون يرون انها بداية الأربعينات الميلادية فكانت البداية تجسد معالجات اجتماعية ومطولات قصص تطبع بالخارج.
ويرى اليوسف ان العمل الروائي لم يزدهر إلا مطلع الثمانينات الميلادية إذ ان التاريخ الذي قبل هذا العقد لم يسجل إلا أقل من عشرين عملاً روائياً فيما ارتفع هذا الرقم بشكل مميز في عقد التسعينيات.
لنترك اليوسف يعد لنا ما لديه من بيليوجرافيا حول الرواية المحلية وما تحتويه من نتائج وأرقام وتحليلات علمية.. لنتركه ونتجادل حول هذا الكم المبهج والمفرح «ربما لي شخصياً».. إذ ان هناك من يشكك في نسب هذه الروايات وأصولها المرتبطة بأدبنا وثقافتنا.. وآخر من معقل علمي أكاديمي سيلقي بنصف هذا العدد إلى «سلة التاريخ».. نعم نحن مع هاتين الرؤيتين ان صحتا لكن هذا هو تاريخنا.. وهذه هي البدايات.. فالواجب علينا ان ننظر إلى هذه التجارب وان كانت لا تمت إلى فنيات السرد بأي صلة على انها هي التراكم الطبيعي، والناتج الحقيقي لتفاعلات الأديب والمبدع مع ما حوله من طاقات اجتماعية أوحت له بهذا الجهد الأدبي الثمين.
***
ثم انني أود أن أشير إلى ان الرواية في عهدها الجديد تعاني من عبث وكذب يتفتق من ذوات بعض كتاب يزعمون انهم خلقوا من اجل الكتابة فقط.. عبث ينحدر حتى إلى خلط الرؤى، وكذب يهبط إلى مستوى «التبجح» بأن هذره أو ما يظن انها روايته قد تلاقفتها دور النشر في أماكن عديدة لكنه في حقيقة الأمر ينفق أمواله الزهيدة أو كما يقول لخُدنائه انه قوت أولاده من أجل ان يصدر عمله «المسخ الروائي» ليس من أجل الرواية الجميلة ولا من أجل الفن الأدبي الراقي.. بل من أجل اكمال نقائصهم، وتجللهم بمظهراتية منافقة تغطي عيوبهم وسطحية رؤيتهم التي لا تذهب أبعد من ذلك.
أتمنى ان يحجم النقاد عن وسم التجارب الروائية الأولى بالسطحية والضعف، أو ان يصفوا الروايات الجديدة بالنرجسية، والصفاقة والميل إلى العبثية والكذب.. والادعاء.
|
|
|
|
|