دافعت عن )النبطي( بحرارة فقلت لها:
حواء هذي أضلعي وكماني
هيا أعزفي لحناً من الألحان
وتخيري للعزف أشقى نغمة
كي يستفز من الهوى وجداني
وتحملي صلقي وسقم مشاعري
فأنا أمرؤ كالبلبل الظمآن
لا تسأليني إن عشقت فإنني
متهالك في العشق كالفتيان
حواء كوني أذرعاً ممدودة
وحنان عشق مفعم بحنان
كوني كإشراق الصباح كسحره
أو همس ولهان إلى ولهان
كوني كزهر الفل يعبق في دمي
بعبيره أو زهرة الريحان
كوني كغصن سندسي باسق
متأنق هيمان في بستاني
وني كضوء الفجر يغمد في الدجى
سيفاً ويسطع في النهار الثاني
كوني كدفقة سلسبيل ملهم
أو بلسم كاللمح رد جناني
كوني كما يهمني الهوى أنشودة
بفمي أغنيها على الأزمان
فلربما جاد الهوى بقصيدة
تحيي فؤاد العاشق الفنان
حورية العينين يا أنشودتي
مهلاً.. فهذا العشق هز كياني
إني أفقت من الهوى وجموحه
ونزعت منك تميمة الشيطان
لا تقربي أبداً بديع مراكبي
فمراكبي صمدت بكل مكان
شقت عباب البحر في هيمانه
كالطود لا تخشى من الطوفان
هيا انظري في الأفق هذا فيلق
من أحرف ومصادرٍ ومعان
حواء هذي أحرفي قد أشرقت
كالدر ما وقفت عن اللمعان
الحرف مثل الشهب يأتي خاضعاً
والمفردات الغرّ طوع بياني
شعري الفصيح إذا أتى متدفقا
كالغيث يجري فوق كل لسان
إن البديع يهيم حول مراكبي
ويبث نجواه إلى الربان
لا تقربي هذا الضمير فإنه
حرف أتيت به من القرآن
الشعر وهج إن تألق أو سما
في معرض الأفراح والأحزان
من ذا سيأتي بعده بمهلهل
غث بفحواه.. وضيع الشان
قولي له: الشعر يبقى في العلا
والهذر يمضي مثل طيف دخان
طوبى لمن كان الفصيح لسانه
سينام ملء جفونه بأمان
الشعر رمز أصالتي وعروبتي
وبه افتخرت على بني الانسان