| الفنيــة
إذا لم يرتبط المسرح بقضايا الناس الخاصة أو العامة فقد حكم على نفسه بالغربة لهذا فلابد أن يعبر المسرح عن التاريخ أو الحاضر أو المستقبل وليس أقدر من المسرح في التناول إذا تم استخدامه لخدمة المجتمع والناس دون الخروج عن تقاليدهم وقيمهم والمسرح المدرسي رغم بساطة ما يقدم أحيانا على خشبته بل وسذاجته أحيانا لأن من معظم من يشرفون عليه في المدارس لا يعون منه إلا أنه مجرد القاء وتعبير فلا يعطى حقه سواء على مستوى النص أو الإخراج أو التدريبات إلا أنه ورغم ذلك ما يزال للحفل المسرحي جاذبيته وأهميته لدى الطلاب. وللمسرح المدرسي ارتباط قوي هذه الأيام بما يجري في فلسطين المحتلة، وهذا أمر طبيعي حيث أعادت الانتفاضة القضية الفلسطينية الى الشارع العربي بعد أن تمت محاصرتها واحتجازها فترة من الزمن على طاولات المؤتمرات!
ولقد انتظرت الشعوب العربية نهاية معزوفة السلام المشروخة إلا أن ليل السلام الأحمر الذي تريده إسرائيل ليس له نهاية غير ما تريده إسرائيل وصدقت توقعات الشارع العربي بأنه ليس للصهاينة شيء من المصداقية يمكن المراهنة عليها وكيف يمكن ان يتحقق السلام ومن فجر الانتفاضة وداس قدسية الأقصى توج رئيسا لوزراء إسرائيل فأين السلام!
ولم يقف المسرح المدرسي موقفا سلبيا بل إنه شاطر الاخوة الفلسطينيين مأساتهم فجسدها على المسرح بكلماته وأناشيده ومسرحياته ومشاهده التي يكتبها المعلمون وأحيانا الطلاب ويجسدها الموهوبون في مجال المسرح المدرسي.
ولقد حضرت بعض الحفلات المسرحية المدرسية في الرياض بمختلف مراحلها الثلاث والراصد بعناية لمحتوى ما قدمته المدارس في حفلاتها الختامية بعضها مدارس حكومية وأخرى أهلية يجد أن القضية الفلسطينية هي القاسم المشترك للحفلات فقد كانت موضوعا رئيسيا لم تأت به التعاميم المنظمة للحفلات المسرحية بل فرضه الحس الإسلامي والعربي المتجسد في مدارسنا فلم تعد الانتفاضة وأحداثها المدمية للقلوب فقرة رئيسية في نشرة الأخبار بل يشاهدها الطلاب مجسدة بقصائد حماسية ومسرحيات على مسارح مدارسهم بمختلف مراحلها وكان للطفل محمد الدرة نصيب الأسد من الإشادة والتمجيد وكانت قصيدة العشماوي )ورموك يا رامي( تتسيد الحفلات وكأنها لزمة لا تقوم الحفلات إلا بها، فكان الحفل هو ردة فعل طبيعية لما يعانيه إخواننا في الأرض المحتلة وفي أراضي السلطة الفلسطينية. لقد تنافس الكتاب والمخرجون ورواد النشاط في مدارسهم لإيضاح عدالة القضية الفلسطينية ولرفض السلام المسلح المكشر عن أنيابه الحمراء الذي يحاول فرضه الصهاينة على الشعب الفلسطيني البطل.
إن تلك المشاعر الجياشة والعاطفية لدى المعلمين وطلابهم إنما تأتي منسجمة تماما مع النهج الذي تنتهجه المملكة في دعم القضية الفلسطينية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وحتى الآن، وظل المسرح المدرسي منذ أول مسرحية شرفها الملك عبدالعزيز في عنيزة عام 1928م 1348ه وحتى الآن له دور رئيسي في إعادة تصوير مشاهد اغتصاب فلسطين من أهلها وفي رصد ما يجري الآن على الأرض وهذا أحد أدوار المدرسة التي لا يجب أن تنفصل أبدا عن مجتمعها المحلي وواقعها العربي والإسلامي انطلاقا من مسؤولية المملكة تجاه العرب والمسلمين وانطلاقا أيضا من حس قوي لدى الشعب السعودي بإخوانه العرب في كل مكان.
alhoshanei@hotmail.com
|
|
|
|
|