| مقـالات
لست أروي حكايات من الخيال. فهذا الواقع نعيشه بكل حذافيره. وأعرف أصدقاء لي وقعوا فيه وما زالوا يمارسونه وليس من الشهامة أو الرجولة أن أفكر بإيراد الأسماء لأنها كثيرة ومتنوعة - بحكم علاقاتي الشخصية - إنما الذي يهمني ما انتهى إليه الكثير منهم أو سوف يجدون أنفسهم في مواجهته من دروس مستفادة، والإنسان خلق من طمع وهذا أمر مشهود به ولاغرابة طالما هو من تكوينه فنحن نحب أن نسيطر على الكثير من مجالات الإغواء. مثل المال الكثير والمراكز المرموقة والاستمتاع بالرحلات والشهرة.
وليس بمستغرب والحالة هذه أن نجد موظفا صغيرا أو مندوبا متواضعا - يملك - ما يفوق دخله أضعافا مضاعفة فتتساءل بينك وبين نفسك من أين أتى بكل ذلك التبذير ما شاء الله وهو الذي يتقاضى ما نعرفه - ظاهريا - من عمل متواضع قد لا نجهل ما يدره عليه من دخل إنما سوف تقول - مثلي - ومالي أنا وخصوصياته! وهل أنا وكيل عباد الله. هذا الأخ البسيط الذي ابتدأت مشاريعه ولنفرض أنه رجل أعمال صغير - تحرر من وظيفته - بعمل صغير ثم نكتشف بعد وقت قصير أنه يتعامل بالملايين سواء بدخول مشاريع ذات حجم كبير أو ماطرأ على حياته من جوانب مترهلة سواء بالمصاريف التي ينفقها أو بما استجد عليه من ضروب البذخ - حفلات رحلات، اقتناء أو رصيد انفاق هذا الفرد النموذج الذي أخذ يتباهى وانتفش ريشه مثل الطاووس يوجد منه الكثير بيننا والذي تورم بعد سقم ليس في وضع صحي سليم . لست - والله حاسدا له - إنما أخشى عليه من نتيجة هذا الورم لأن الزبد يذهب جفاء ولا يصح إلا السليم فهؤلاء الذين التصقوا به إنما يشربون من دمه وهو غافل عما يحاك حوله والشواهد كثيرة على أمثال هذا النموذج الذي أعماه البطر والكسب المشبوه. فكم من واحد انكشف أمره بعد أن هرب كفيله أو شريكه من الباطن بعد أن خلف وراءه أرتالا من الديون والالتزامات المادية. وكم وكم الذين صفقوا بأيديهم حسرات على ما حدث عندما انكشفت الخديعة فاضطروا الى بيع منازلهم وربما تشريد أسرهم حتى يواجهوا الالتزامات التي ناؤوا بها والتي خلفها ذلك الشيطان الهارب. فعلينا ان نحذر النجاح السهل أحيانا خاصة إذا ما جاء بمثل هذه النماذج التي تقطر ابتساماتها رياء بينما هي تضمر الخديعة والتواطؤ مع ابليس. ان منزلق الطمع يبدأ صغيرا ثم نكتشف كم هو مخادع لا نقوى على تجاوزه إلا من خلال القضايا والمحاكم التي سوف تنتهي الى الغرف الانفرادية المغلقة. ومرة أخرى حذار من فخ النجاح لأنه ليس آمنا في كافة أحواله.
للمراسلة ص.ب: 6324 الرياض: 11442
|
|
|
|
|