| مقـالات
جاءت الأحاديث النبوية الشريفة وهي المثل الأعلى في البيان والحكمة والموعظة الحسنة وهي تحمل المعنى العظيم في عبارات موجزة وكلمات مختصرة فكانت بلسماً يشفي القلوب ودواء ناجعاً للنفوس المضطربة ونبراساً يهدي الى الخير والفلاح في الدارين.. وفي الخطب لنا في خطبة الوداع في الاختصار والفائدة خير مثال وأحسن مقال.. وقد جاء في مأثور القول: إذا وعظت فأوجز فإن كثير الكلام ينسي بعضه بعضاً.. ومن ذلك كله كنا ننادي ونطالب دائماً بأن تكون خطبة صلاة الجمعة مختصرة مفيدة وهو أن تحمل المعنى المنشود والفائدة المتوخاة بأقصر العبارات وأخصر الشروح، حتى لا يملها المصلون ويتفاعلون معها ويستفيدون من معانيها بأقل جهد ووقت ولكن الملاحظ والملموس أحياناً أن مطالباتنا كثيراً ما تذهب أدراج الرياح بسبب قناعة البعض وهم قلة - هدانا الله واياهم - على الإطالة المتشعبة والاسهاب .. أحدهم يبدأ الخطبة ويستمر ولا يلتفت إلى إنهائها في الوقت المناسب رغم أن مجموعة كبيرة من المصلين يقفون تحت وهج الرمضاء ويعانون من شدة الوقوف وطول الانتظار.. والآخر من الخطباء يجهل أن هناك كبار السن يأتون في وقت مبكر ويعانون من أعراض الشيخوخة أقلها احتباس البول وتبعاته. وهناك من يعاني من الفشل الكلوي او الضغط والإرهاق وآلام الروماتزم ومن يأتي على كرسي متحرك.. ومع ذلك لم نر أي توجه يذكر لمثل هؤلاء الأئمة بمراعاة الاختصار، رحمة بمشاعر المصلين وتخفيفاً من معاناتهم من الإطالة في الخطبة او قراءة طوال السور في الجمعة او غيرها وتذكروا قول الله تعالى: «يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً» فيا أحبتنا واخواننا يسروا ولا تعسروا، وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم.
للتواصل فاكس 4786864
|
|
|
|
|