| العالم اليوم
مع أني كنت وما زلت أطالب أن يلح قادة الدول العربية والإسلامية على بابا الفاتيكان عند زيارته لأي بلد عربي أن يقدم اعتذاراً واضحاً لا لبس فيه عن الحروب الصليبية التي لاتزال مسئوليتها في عنق الكنيسة الغربية التي تمثلها الكنيسة الكاثوليكية التي يرأسها بابا الفاتيكان وأن يكون اعتذار البابا واضحاً عن الجرائم التي تختزنها ملفات التاريخ وتؤكدها الوقائع والتي لانزال كعرب ومسلمين نعاني منها، وما وجود الكيان الإسرائيلي إلا إحدى نتائجها، ، وكان المفروض أن يتضمن برنامج زيارة بابا الفاتيكان لسوريا قلعة الصمود العربي ضد العربدة الصهيونية زيارة للبابا لضريح القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي محرر القدس ليبادر بابا الفاتيكان بتقديم اعتذاره وطلبه الصفح عن الصليبيين الذين عاثوا فساداً في أرض الشام ومنها فلسطين والطلب من بابا الفاتيكان تقديم الاعتذار وطلب الصفح من المسلمين ليس بدعا، فقبل ايام قدم الاعتذار لنظرائه من بطارقة الأرثوذكس زعماء الكنيسة المسيحية الشرقية للأعمال التي ارتكبها الصليبيون في القسطنطينية، والذي نعلمه أن ما ارتكبه الصليبيون ضد الامبراطورية الشرقية أقل بكثير مما أجرموا به ضد المسلمين والعرب في فلسطين وأرض الشام عموماً،
وبابا الفاتيكان شجع وقاد مبادرة الصلح مع اليهود وبرأهم من دم سيدنا المسيح عيسى بن مريم رغم أن كل الدلائل والقرائن الدينية والتاريخية تؤكد جريمتهم في صلب عيسى بن مريم ، ، ولذا فان الطلب منه الاعتذار من المسلمين الذين يصل عددهم إلى مليار ونصف يعد مطلبا عادلاً ، ، ، وعلى الأقل مساواتهم بحفنة ملايين من اليهود الذين استعملوا كل الضغوط السياسية وغير السياسية لانتزاع «صك» براءة مزيف من البابا،
زيارة بابا الفاتيكان إلى سورية حققت بعضا من الأهداف السياسية وأقواله الدبلوماسية التي غلب عليها طابع العمومية وليس التخصيص بمطالبته إسرائيل باحترام الشرعية ، ، واحترام قرارات مجلس الأمن ومبدأ منع أخذ الأراضي بالقوة ، ، تصريحات نسمعها من كل قادة الدول والزعماء السياسيين الذين يزورون الدول العربية ، ، ولكن كان من الأجدى أن يعتذر بابا الفاتيكان عن الأفعال التي مهّد بها الصليبيون لليهود لاحتلال أرض فلسطين والذين يقومون بنفس الأفعال التي قام بها الصليبيون إلى أن هيأ الله قائداً كصلاح الدين يطردهم ، ، ولذا وجب الاعتذار أمام ضريحه من وريث الصليبيين،
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah، com
|
|
|
|
|