أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 7th May,2001 العدد:10448الطبعةالاولـي الأثنين 14 ,صفر 1422

العالم اليوم

عزمي بشارة عضو الكنيست الإسرائيلي يتحدث لـ الجزيرة من دمشق:
عنصرية الشارع الإسرائيلي ضد العرب لم يسبق لها مثيل انتهازية العمل وشاس ستبقي شارون رئيساً للحكومة
* أجرى الحوار: عبد الكريم العفنان
الدكتور عزمي بشارة، عربي فلسطيني يحارب من أجل هويته العربية الفلسطينية رغم عضويته في الكنيست الإسرائيلي يرأس حزبا وينشط سياسياً وإعلامياً إلى جانب نشاطه الأكاديمي كأستاذ في الجامعات العربية في الكيان الإسرائيلي وله نشاط بارز في التأليف والقاء المحاضرات والندوات السياسية والصحفية، جاءت والدته في عام العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م في مدينة الناصرة قلعة الصمود العربي الفلسطيني داخل ما يسمى بالخط الأخضر، درس الحقوق والفلسفة وحصل على شهادة الدكتوراه من ألمانيا.
عن رؤيته لمستقبل الانتفاضة الفلسطينية والأوضاع العربية في الكيان الإسرائيلي التقته «الجزيرة» في دمشق وكان الحوار التالي:
* في استطلاع للرأي نشرته صحيفة «يديعوت احرنوت» في 6/10/2000 نجد ان نسبة 47% من الإسرائيليين غير العرب يعتبرون فلسطينيي ال48 خونة، كما أكد تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية صدر في 2/9/2000 انكم تعانون من الظلم والتمييز في مجالات التشغيل والتعليم والدين والإسكان وضعف التمثيل في المؤسسات كيف السبيل في تصوركم إلى تصحيح هذه الأوضاع؟ وإلى أين وصلت جهودكم في هذا المجال؟
هنالك أجواء عنصرية في الشارع الإسرائيلي لم يسبق لها مثيل وهنالك موقف من العرب لم يسبق له مثيل في مقاومة هذه العنصرية التعبئة في هذه المرحلة وخاصة بعد احداث اكتوبر «بداية الانتفاضة» تعبئة شاملة لكافة قطاعات المجتمع الإسرائيلي ماعدا استثناءات قليلة والسؤال هل ستدوم هذه المرحلة؟ وكيف سنعالجها في المرحلة القادمة؟ وعلاجها مرتبط بالوضع الاقليمي وسيدخل شارون في مأزق وفي حالة دخوله في مأزق حقيقي ستضطر قطاعات من المجتمع الإسرائيلي الى ان تتحاور معنا من جديد ولكن نحن لا ننوي على الاطلاق تغيير موقفنا فيما يتعلق بانتمائنا للشعب الفلسطيني وللأمة العربية ولا التمسك بأدوات المواطنة الإسرائيلية من أجل الحصول على حقوق يومية في حياتنا العملية ان كان في الاقتصاد أو في السياسة.
نحن نراعي ظروف شعبنا ولا نحاول ان نتقدم للأمام بأسرع مما يستطيع الشعب ونراعي جاهزيته الكفاحية لأن الجمهور في الداخل مرتبط إلى حد بعيد بقيود وحقوق المواطنة ومن ناحية أخرى مرتبط بالحياة الاقتصادية الإسرائيلية ويكاد يكون ارتباطه كليا ولا توجد حياة اقتصادية مستقلة ولذلك عندما نطرح برامجنا النظرية يجب ان نأخذ كل هذا بعين الاعتبار.
* لقد طالبتم العرب الإسرائيليين بعدم التصويت لباراك في الانتخابات الأخيرة فهل يعود ذلك إلى انه حتى لو نجح باراك في الانتخابات فإنه لن يستطيع الوصول إلى اتفاق السلام مع الفلسطينيين لعدم تمتعه بأغلبية في الكنيست؟ أم يعود إلى قناعتكم بأن الإسرائيليين لم يقتنعوا بضرورة السلام وبالتالي هم بحاجة إلى تربية وتثقيف بثقافة السلام كما يرى ادوارد سعيد؟
فيما يتعلق بموضوع المقاطعة نحن دعونا لمقاطعة باراك إثر الهبة الشعبية وطريقة التعامل معها والبرنامج السياسي الذي طرحه باراك ولأننا لم نر بدائل وخيارات بين شارون وباراك اعتقدنا ان التصويت لباراك في الماضي بعد المد الشعبي سوف يؤدي إلى ضرب وتراجع الوعي الوطني لاننا لا نستطيع ان نلخص كل الهبة الوطنية لعرب الداخل وكل الامتداد الذي حصل ان نختزله في عملية تصويت لباراك، ولذلك اخترنا الا نصوت لباراك وشارون وحتى الورقة البيضاء اعتبرناها تصويتا لباراك، ولذلك فضلنا الا يخوض العرب الانتخابات على الاطلاق لكن هذا لا يعني اننا سنقاطع انتخابات الكنيست في المستقبل لأن احزابا عربية اخرى تشارك في انتخابات الكنيست وتمثل الصوت العربي وتترجمه إلى قوة برلمانية وهي قوة استراتيجية أساسية بالنسبة للتمثيل العربي السياسي وشرعية وجوده وتثبيت وجودهم على ارضهم، ولكن هل المجتمع الإسرائيلي بحاجة إلى تثقيف بثقافة السلام؟
هذا واضح وصحيح
والسؤال ما هي شروط السلام العادل؟ أي إسرائيلي يدعي انه يريد السلام العادل لكنه بنفس الوقت غير مستعد للتعاطي مع شروط ومتطلبات السلام ولذلك هذه قضية تحتاج إلى فترة من الزمن يجب ان يدخل مشروع شارون الأمني في مأزق كي يبدأ التفكير مجددا بشروط السلام العادل.
* ما هو دور الأعضاء العرب في الكنيست في دعم قضايا اخوانهم في داخل الأرض المحتلة؟
الوجود في الكنيست ضروري لعرب الداخل كي يثبتوا وجودهم على أرضهم وتثبيت حقوقهم، ولذلك هذه ضرورات نحن نراعيها ونضطر إلى خوض هذه اللعبة بالأدوات المتاحة، والتضامن مع الشعب الفلسطيني لا يتم في الكنيست، نحن نطرح مواقف سياسية في البرلمان وهنالك منبر نستعمله من اجل طرح مواقف سياسية لكن هذا لا يكفي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، التضامن يجب ان يكون يوميا وحياتيا ويجب ان يعبر عنه شعبياً والأدوات البرلمانية ضرورية للعرب في الداخل وغير كافية للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وفي الكنيست نطرح مواقف مبدئية تتعلق بقضية السلام العادل.
* تقوم استراتيجيتكم في التعامل مع الأوضاع المفروضة عليكم بعد قيام اسرائيل عام 1948 على ان الفلسطينيين هم شعب واحد في دولتين، هل ستشرح لنا هذه المعركة وكيف يبدو ذلك في الانتفاضة؟
الشعب الفلسطيني موزع في أكثر من دولتين لكن هنالك تواجد فلسطيني في الأردن ومصر وسوريا، ولكن على أرض فلسطين التاريخية هنالك الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة مع الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر وهؤلاء على نفس الأرض بطبيعة الحال وما يميزهم انهم يعيشون في نفس فضاء السلطة الإسرائيلية ولكن هؤلاء يعملون في ظروف الدولة الإسرائيلية وهم يطالبون بمطلب اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مع الضفة والقطاع، ولكن هل هذا سيتحقق؟
لا أدري إذا لم يتحقق هذا الأمر فقد يحصل تواصل أكبر من عرب الداخل مع اخوانهم في الضفة والقطاع وتتحول دولة إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية ولكن في المرحلة الراهنة المطلب الوطني الفلسطيني هو الالتفاف حول كافة القوى الوطنية وإقامة دولة في الضفة والقطاع.
نحن نعيش في اسرائيل داخل الدولة العبرية ويجب ان نحافظ على هويتنا الوطنية نستمر في معركتنا ضد الصهيونية على شكل معركة المساواة لأن الصهيونية والمساواة تتناقضان. الصهيونية تؤكد على دولة يهودية وهذا لايمكن أن يمنح المساواة لعرب الداخل.
وحتى لو قامت دولة فلسطينية فلن تكون العلاقة بها علاقة عادية سوف تكون علاقة خاصة جداً. هذا في حال قيام دولة فلسطينية سنستمر في بقائنا على أرضنا لنا علاقاتنا الخاصة مع هذه الدولة ومواطنين في الدولة العبرية لكن إذا لم تقم دولة فلسطينية ولم يتحقق حل عادل للشعب الفلسطيني باعتقادي يجب ان يحصل تواصل الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وفي الضفة والقطاع في معركة واحدة من أجل تحقيق الحرية للشعب الفلسطيني.
هل تؤيدون السلطة الفلسطينية في عملية التسوية؟ أم أن لكم وجهة نظر خاصة؟
كنت أول من كتب مقالات حادة ضد أوسلو ولكن أصبحت أوسلو في ذلك الوقت واقعاً والسلطة الفلسطينية أصبحت على الأرض ومسيرة التسوية وأصبحت اللعبة السياسية الفلسطينية لم تطرح بديلاً في تلك المرحلة كانت اسرائيل تحاول أن تعيق عملية التسوية وفي هذه المعركة كنا الى جانب السلطة ولكن تاريخياً كنا ضد أوسلو.
والسؤال الآن هل انجبت عملية أوسلو دولة فلسطينية دون استيطان وعاصمتها القدس وضمن حدود الرابع من حزيران؟
كما نرى انها لم تنجب وهذا ما ولد الانتفاضة.
والسؤال هل ستنضم السلطة إلى أولئك الذين لايرون أفقاً لعملية السلام كما تجري الآن أم نحن بحاجة إلى قواعد جديدة ترفضها اسرائيل حالياً ولكن يجب ان تفرض على اسرائيل.
* يجمع المحللون على ان شارون زائر عابر للحكومة الإسرائيلية ما هي احتمالات المرحلة القادمة في تصوركم؟
أنا في اعتقادي انه من نوع خطاب التمني وإذا أردنا ان نؤكد ذلك فعلينا ان نحضر بينات ووقائع تثبت ان شارون زائر عابر لكن الموضوع مرتبط بموضوع التوازنات السياسية داخل اسرائيل فهنالك انتهازية حزبية كافية تحافظ على هذه الحكومة حزب العمل له مصلحة وشاس له مصلحة وحزب الليكود في السلطة وله النصيب الأوفر.
ولا أرى الآن إمكانية أن تنهار فجأة ويجب ان يكون هناك سبب كما قلت دخول كل سياسة شارون في مأزق واضح واصطدامها بحائط وعدم تمكنها من تطبيق ما يسمى بوقف العنف الفلسطيني بدون شروط إذا لم ينجح شارون في ذلك فإن الوضع الاقتصادي لإسرائيل سوف يدخل في مأزق ويتدهور لعدم وجود سياحة واستثمارات أجنبية ولكنني لا أرى إلى الآن آنه زائر عابر.
ماهو تقييمكم لأداء السلطة الفلسطينية بعد مرور أكثر من نصف عام على بدايتها؟
نحن رفعنا اصواتا عالية بالنسبة لأداء السلطة الداخلي لكن الأداء التفاوضي ناقشناه عدة مرات وراهنا على صمود السلطة في مفاوضات الحل الدائم وأبو عمار صمد في مفاوضات كامب ديفيد ورفض الشروط الإسرائيلية وفي تلك الفترة تجنبنا النقاش بعد ان كانت لنا نقاشات طويلة ومعروفة مع السلطة وقلنا المطلوب الآن هو تعزيز موقف السلطة في مفاوضات الحل الدائم لكي يصمد ابوعمار في النقاش مع كلينتون وباراك.
والشعب الفلسطيني كله في معركة لأن هنالك وحدة وطنية فلسطينية في الداخل مع السلطة التي تقصف أماكنها كغيرها من الاماكن.
أما بالنسبة للاداء الداخلي فإننا نتجنب الخوض في وسائل الإعلام عن ابداء الرأي والملاحظات على أداء السلطة الداخلي كي لا نخلق بلبلة وارتباكا.
والآن نحن نلتقيهم في ساحات النضال ويجب ألا يقرءوا نقاشنا معهم في وسائل الإعلام.
* ما هي إمكانية قيام دولة فلسطينية في ظل الظروف الراهنة؟
لا أرى أن هذه الإمكانية واردة في المدى المنظور لأن سياسة الردع الشارونية مستمرة.
* ما هو مستقبل الانتفاضة الفلسطينية؟
الانتفاضة قادرة على الاستمرار اذا ما توفر لها الدعم المادي والمعنوي واقصد بالدعم المعنوي الشعب العربي.
ولابد من ان يعود الشعب العربي الى التظاهر من جديد وأن ينشأ وضع تشعر فيه الانتفاضة أن هنالك ضغطا عربيا على الأرض.
* ما هو تقييمكم للدعم العربي؟
الدعم العربي بشكل عام قاصر من الناحية المادية والمعنوية ويجب على الدول العربية ان تحسم جميعها رسمياً وقوفها الى جانب الانتفاضة وألا يقتصر هذا على بعض الدول العربية.
وأن يقوم وفد عربي لمقابلة الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش أو الأمين العام للأمم المتحدة وتأهيل الضغط العربي لخدمة الانتفاضة.
* أعلن في قمة عمان عن مصالحة سورية فلسطينية ما هي أبعاد هذه المصالحة؟
وهل لها أثر على الوضع في الداخل الفلسطيني؟
هناك وضوح عربي أكثر من السابق في أنه ليس للعرب ما يبحثون عنه عند شارون لأنه لا يوجد برنامج لدى شارون سوى سياسة الردع فقط إن كان ذلك على الجبهة الفلسطينية أو السورية أو اللبنانية.
وكلما كان ادراك العرب لهذه الحقيقة أسرع كان ذلك افضل لعزل شارون . وما يجري الآن هو إدراك عربي بأن اسرائيل غير جاهزة لقبول شروط السلام العربية.
ونرحب بعملية الدفء في العلاقات الفلسطينية السورية. وهي مفيدة للطرفين ومريحة لنا بنفس الوقت إذ إنها تعطينا مناخاً افضل للعمل القومي العربي.
ما هو تقييمكم للأداء الإعلامي العربي في هذه المرحلة من عمر الانتفاضة؟
لم يرتق الإعلام العربي الى مستوى الانتفاضة ويلاحظ ان الانتفاضة أصبحت قضية غير مركزية في الإعلام العربي لأنها أصبحت روتينية والإعلام العربي تراجع عما كان عليه في بداية الانتفاضة، في البداية حرك الشارع العربي وخرجت الجماهير العربية بمسيرات مؤيدة لنضال الشعب الفلسطيني وحصل قلق أوروبي وأمريكي من تأييد الشارع العربي للانتفاضة وتحسن الأداء الرسمي العربي. وعلى الإعلام العربي في هذه المرحلة ان يعيد الاعتبار لمركزية الانتفاضة لأنها موجودة في ضمير كل مواطن عربي.



أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved