| تحقيقات
* تحقيق وتصوير: جوهر الرضيان:
على مقربة من مدينة الرياض وعلى امتداد طريق الخرج العام بالقرب من نقطة التفتيش هناك هجرة تسمى العماجية، ورغم قربها من العاصمة إلا أنها تفتقر إلى جملة من الخدمات كالصحة والاهتمام بالبيئة والماء الصالح للشرب. هذا بالإضافة إلى المشكلة الأمنية التي لاحظتها الجزيرة من خلال جولتها، حيث شاهدنا مجموعة من السيارات التي اعتاد اصحابها المخالفون بالفرار من نقطة التفتيش بواسطة المنفذ الخاص ببلدة العماجية الذي يقع قبل المركز ببضعة أمتار. وهذه في حد ذاتها مشكلة أساسية يستغفل بها أولئك أنظار رجال الأمن، ويجب أن يتداركها المسؤولون عن نقطة العبور والتفتيش. وهنا سنتناول بعض الجوانب الانسانية المتعلقة بسكان هذه البلدة آملين أن تجد لها أذناً صاغية مستجيبة لما سيذكره المواطنون في العماجية.
مطالب مختصرة
في البداية التقينا بالشيخ سعود بن محمد العماج فتحدث عن مدى حاجة سكان بلدة العماجية إلى الخدمات المعدومة لديهم قائلا: في الحقيقة نحن نشكر جريدة الجزيرة على ما تقوم به من أعمال طيبة تسعى من خلالها في البحث عن أوجه القصور التي تكون بعيدة عن أنظار المسؤولين حتى ولو لم يتحقق من خلال نقل هذه الجهود شيء من ذلك التحسين يكفي أنها جديرة بعطائها الصحفي. أما ما يحتاجه سكان العماجية فإنها مطالب في غاية من الأهمية ففي مجال التعليم حيث لا يوجد هنا سوى مرحلتين فقط ابتدائية ومتوسطة للبنين وابتدائية ومتوسطة للبنات والذي ينقصنا المرحلة الثانوية للبنين والبنات فكثير من أبناء هذه البلدة يقتصرون على المرحلة المتوسطة ولا يستطيعون مواصلة تعليمهم الثانوي بسبب المواصلات وكما تعلم المسافة التي بين الرياض والعماجية أو بين الخرج والعماجية.
وفي مجال الصحة فلا يوجد عندنا مركز صحي قريب والمريض يضطر للتوجه إلى مركز هيت الصحي الذي يبعد عنا مسافة طويلة بالإضافة إلى العوائق التي تواجه السكان كطريق الخرج العام نظراً لعدم وجود منفذ أو جسر يربط بين «العماجية وهيت» ويقطع طريق الخرج العام وهذا ما يجعلنا نقطع مسافة طويلة حتى نصل إلى المخرج ثم نرجع بقدر المسافة التي نقطعها هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى يأتي العائق الثاني وهو خط الشاحنات الذي يعد أكبر خطر على أصحاب السيارات الصغيرة وقد نتج على هذا الطريق حوادث كثيرة والعياذ بالله وجميعها بسبب سائقي الشاحنات المتهورين.
أما العائق الثالث فهو خط سكة الحديد الذي يربط بين الرياض والاحساء والمار على طريق الخرج، حتى ولو لم يشكل خطرا فيكفي أننا نأخذ جميع الاحتياطات المطلوبة فمشكلة المركز بالنسبة لنا مشكلة كبيرة نعاني منها.
وقد اشار الشيخ سعود العماج خلال حديثه إلى وجود خطاب موافقة من وزارة الصحة ينص على أنه تم اقتراح إيجاد مستوصف في بلدة العماجية وذلك ضمن الخطة الخمسية الرابعة، لكن حتى الآن لم يتم تنفيذ هذا ...!
وعن الماء الصالح للشرب قال: كانت الحكومة في السابق ترسل لنا 60 وايت ماء يتم توزيعها على السكان وبعد فترة قلت النسبة ورجعت إلى 30 وايتاً فقط وذلك عند نهاية كل شهر والشيء المؤسف في الحقيقة أن عدد السكان بدأ يتزايد وبدلاً من أن تزداد كمية الماء صارت تنقص بالعكس ولا نعلم ما هو السبب؟
ودعا إلى فتح مكتب لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا مهم جداً، ولا يخفى على الجميع الفضل الكبير الذي يقدمه رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للمجتمع خاصة في الأيام التي بدأت تنتشر بها الفتن والعياذ بالله، فنحن بحاجة إلى أناس تنصح وترشد من رجال الحسبة .
أيضا الماء
ومن جهة أخرى التقينا بالشيخ مسفر بن ناصر القحطاني وتحدث لنا عن مدى حاجتهم للماء وقال إن الماء مشكلة أساسية عندنا خاصة وأن نسبة السيارات التي كانت تصلنا من الجهات المسؤولة بدأت تقل حيث تناقصت الآن إلى 30 صهريجاً ونحن مع اقبال فصل الصيف وبعض العوائل هنا تبات من دون ماء لكننا متعاونون حتى يفتحها لنا الله. وعن كيفية توزيع مياه الشرب قال: إن كل بيت أمام بابه برميل كما تشاهد وهذه البراميل تتم تعبئتها من الشاحنات الصهاريج «الوايت» التي تصلنا لكنها لا تكفي فبعض الأسر هنا تجلب الماء على سياراتها بجوالين من مدينة الرياض، والمستطيع يشتري سيارة كبيرة على حسابه الخاص وهكذا...
خدمات بلدية
أما المواطن فرج القحطاني فأضاف قائلاً: كما ينقصنا خدمات البلدية التي لا نراها إلا خلال فترات بسيطة وكما ترى الذباب هنا منتشر بشكل كبير جداً لعدم رش مبيدات حشرية، والشوارع مهملة والنفايات مهدرة أمام البيوت. وأضاف: كما ينقصنا هنا الدفاع المدني الذي بوجوده سيخدم منطقة كاملة وليس العماجية فقط فهنا مصانع ومزارع مجاورة فلو لاقدر الله واشتعلت إحدى هذه المنشآت أو منزل سكني فمتى سيلحق الدفاع المدني القادم من الرياض أو الخرج لاطفاء الحريق أو انقاذ المصابين، كما أرى ضرورة قيام مركز صحي هنا في العماجية.
مركز صحي
وأشار المواطن بداح محمد القحطاني إلى أهمية فتح مركز صحي داخل العماجية قائلا: يشكل سكان العماجية نسبة كبيرة من المراجعين لمركز هيت الصحي، لكن العوائق التي يتعرض لها السكان تحتم فتح مركز صحي داخل العماجية حتى ولو كان مركزا بسيطا، هذا بالإضافة إلى الازدحام الكبير الذي يشهده مركز هيت بسبب المراجعين الأجانب من المزارع المجاورة ومع ذلك فإن بعض الخدمات غير متوفرة وهذا ما يجعل الطبيب يضطر إلى تحويل بعض الحالات إلى مدينة الرياض وهنا تزداد المشكلة.
ثم انتقلت الجزيرة بعد ذلك إلى المركز الصحي في هيت والتقت بالدكتور مدحت عبدالنور لذيذ طبيب عام بمركز هيت وتعرفنا من خلال زيارتنا على مدى معاناة المركز من المراجعين بالإضافة إلى معرفة النسبة الاحصائية للسكان؟
وفي البداية قال الدكتور مدحت: في الحقيقة انه لا يوجد سوى مركز صحي واحد في هيت ويخدم سكان العماجية وهيت وعمال المزارع الواقعة بقرب المركز، أما بالنسبة لعدد المراجعين في اليوم الواحد فيبلغ عددهم 40 فردا ما بين امرأة ورجل وطفل أقوم بالإشراف عليهم لوحدي بمساعدة ممرضة واحدة مسؤولة عن التطعيمات ورعاية الطفل السليم وقابلة للحوامل وكذلك ممرض واحد يقوم بالضماد. أما ما يتعلق بالنسبة المئوية للمراجعين فهي 65% هؤلاء من سكان العماجية، 35% من سكان هيت بالإضافة إلى عمال المزارع. وفي سؤال طرحته الجزيرة على الدكتور مدحت وهل العمال الأجانب مصرح لهم بمراجعة المركز الصحي هنا؟.
فقال نعم وهذه حالة استثنائية لعمال المزارع فقط أما عمال الشركات والمؤسسات فلا يحق لهم مراجعة المركز. ثم استطرد الطبيب حديثه قائلاً: وما يتعلق بإمكانات المركز فأنا اتمنى على الأقل لو يكون هنا مختبر صغير بالإضافة إلى عيادة أسنان بسيطة كما أكد على أهمية فتح مركز صحي ولو بسيطاً في العماجية نظراً للظروف الخاصة بهم والعوائق التي يتعرضون لها. ومن جهة أخرى استطاعت الجزيرة أن تحصل على السجل العائلي من اللائحة الإحصائية لعام 1421ه، حيث تشير اللائحة إلى أن :
مجموع سكان هيت = 428 نسمة والملفات = 60
أما مجموع سكان العماجية = 944 نسمة والملفات = 110 أي أن المجموع الكلي للسكان = 1372. ومجموع الملفات = 170 .
هذا بالإضافة إلى عدد المراجعين من الاخوة المقيمين والذين يبلغ عددهم طبقا للائحة الإحصائية = 1133 نسمة والملفات 6 فقط.
سيارات مخالفة
ومن جهة أخرى التقت الجزيرة بالمواطن محمد العماج والذي حدثنا بصورة مختصرة عن السيارات التي تعبر عن طريق العماجية دون حاجة إليها فقط من أجل المرور.
فقال: حقيقة هذه مشكلة نحن نعاني منها منذ فترة طويلة بحكم عدم وجود مركز شرطة يعالج مثل تلك القضايا وهذه من الاسباب التي جعلت أصحاب السيارات المخالفة يطمئنون بالعبور من داخل هذه البلدة وكما ترى مدخل العماجية يقع قبل نقطة التفتيش ببضعة أمتار تقريبا ولا يمكن لرجال الأمن أن يشاهدوهم أو يسيئوا الظن بهم، أما نحن فنرى دون ريب أن أغلبية السيارات التي تدخل العماجية ليست لغرض التفتيش وقد يكون هذا الهروب بسبب المخالفات المرورية كالسرعة على الطريق أو التجاوزات المخالفة أو أخذ ركاب «أجرة» على سيارة خصوصية إلى غير ذلك من تلك المخالفات كما أن من الأسباب التي لا تجعل رجال الأمن يسيئون الظن بأصحاب هذه السيارات هو وجود شاليهات اليمامة التي تقع على نفس المنفذ المؤدي إلى العماجية حيث يستغفل قائد السيارة رجال الأمن ويصور لهم بأنه قاصد الشاليهات وبعد أن يدخل المنفذ يستمر في طريقه حتى يخرج سالماً من نقطة التفتيش وهذا يحصل كثيراً وبشكل مستمر.
|
|
|
|
|