أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 7th May,2001 العدد:10448الطبعةالاولـي الأثنين 14 ,صفر 1422

الطبية

الحياة الهادئة تخل بالتوازن العضلي لأجسامنا
د. فائز سعد الشهري
تعتبر مشاكل وآلام الظهر من المعضلات العصرية التي كثرت وانتشرت في جميع الفئات السنية والاجتماعية. منها ما له علاقة بالمهن وبعضها ناتج من اصابات شديدة صغيرة أو متكررة ولكن هناك علاقة كبيرة وجدت بين آلام الظهر الشائعة الآن وبين نوع الحياة اليومية والممارسات فقد وجد ان تغير نمط الحياة وتحولها إلى حياة هادئة مريحة تعتمد في مجملها على جهد حركي وعضلي بسيط قد خل إلى حد كبير بالتوازن العضلي لاجسامنا. ففي الوضع المثالي لابد أن يكون هناك توازن بين قوة عضلات البطن وقوة عضلات الظهر وذلك للحفاظ على توازن الضغط الداخلي للبطن )INTR ABDOMINALPRESSUREفعندما تضعف عضلات البطن ينشأ اختلال في الضغط الداخلي للبطن ويحدث اللاتوازن في توزيع القوى العمودية والافقية في هذا المستوى وفي هذه الحالة يبدأ العمود الفقري والعضلات الظهرية بتحمل عبء هذا الخلل وبمرور الأيام تزداد عضلات البطن ضعفا ويزداد العبء الواقع على الظهر وتبدأ سلسلة التغيرات السلبية على الظهر. ما يحدث هو زيادة في مستوى قوس الفقرات القطنية )LORDOSIS( مما يخرجه من المعدل الطبيعي ويغير تناسق الفقرات ويخل بميكانيكيتها وقد يستمر هذا حتى تبدأ الفقرات في التآكل )DEGENERATION(، وقد تظهر بعض التكلسات أو الترسبات العظمية على حافة الفقرات وامتداداً لهذه التحولات أو تزامنا معها تتآكل الغضاريف بين الفقرات وتضعف الاربطة الداعمة لها وتكون أكثر عرضة لحصول الانزلاق الغضروفي خصوصاً عندما يصل العبء على عضلات الظهر إلى الحد الذي لا يمكن للعضلات احتماله ووصولا إلى حد انعدام القدرة وتحول هذه القوى مباشرة على محاور غير المحاور الطبيعية.
ووجد أيضاً أن نسبة متزايدة من اصابات الظهر ناتجة عن إخلال بالقوام )PSTURE(، الطبيعي نتيجة عادات خاطئة في الجلوس والنوم والعمل..الخ وكذلك بعض المماراسات مثل حمل الأشياء أو تحريكها أو التعامل معها اجمالاً.
والسبب الأول «العادات الخاطئة» يؤثر تأثيراً متدرجاً على ميكانيكية العمود الفقري وتغيير اقواسه «قوس الرقبة للأمام» ويحمل وزن الرأس قوس الظهر «الصدري» للخلف ويشكل القاعدة للقوس أعلاه ويحمل وزن الرقبة والاكتاف قوس الظهر «البطني» للأمام ويمثل قاعدة للأقواس أعلاه ويستقبل بمستوياته وزن البطن والأوزان اعلاه ويمثل المحور الأساسي للحركة في جميع الاتجاهات ويتمتع بمرونة عالية ويحتاج لقوى داعمة كبيرة تساعده في تمثيل وظائفه واخيرا تقوس خلفي «عجزي» مع الحوض يكون القاعدة شبه ثابتة التي تستقبل الحركات والقوى المختلفة وتقللها، تمتصها أو تعيد توزيعها للأطراف السفلية ووجود هذه التقوسات وبقاؤها في حدودها الطبيعية يضمن التناسق الحركي لجميع هذه المستويات وخروجها عنه يخل بالأداء الوظيفي العام والخاص لكل منها.
أما السبب الثاني «الممارسات» الخاطئة مثل حمل الأشياء ذات الأوزان العالية فوق قدرة الجسم أو ذات الألوان العادية ولكن بطريقة غير سليمة تعرض الظهر لحالة من الضغط الشديد)OVER STRESS(، أو الانحناء أو الالتواء المفاجئ والعنيف )VIOLENT TWESTING( أو غيره مما يؤدي إلى توجه غير منسق للقوى التي في الغالب تصيب العضلات والأنسجة الرخوة مباشرة أو تؤثر على المحتوى الشبه سائل داخل الغضروف مما يؤدي إلى اخراجه من الغضروف مسببا ضغطا على الحبل الشوكي أو أحد الجذور العصبية في مستوى أو عدة مستويات من الفقرات القطنية الظهرية وهذا ما يسمى بالانزلاق الغضروفي )DISC( وهذا مختلف الشدة والتأثير واعراضه هي ألم في اسفل الظهر يمتد إلى الأطراف السفلية من الخلف وفي حالاته الشديدة لا يستطيع الانسان المشي والحركة وقبل أن نخوض في الاساليب العلاجية لابد من التنويه إلى أن الوقاية خير الف مرة من العلاج الذي يفيد وقد لا يفيد احيانا وهذه الوقاية هي بمعرفة وإدراك القدرات الطبيعية لاجسامنا وعدم تكليفها أو تعويضها لما هو أكبر من ذلك أو يفوق هذه القدرات ثم محاولة تعلم بعض الأساليب والطرق التي يمكن بها التعامل مع الأشياء الحياتية بأمان مثال على هذه:
طرق نقل الأشياء أو تحريكها أو استخدامها.
إعادة النظر في طرق وأساليب حياتنا من طريقة الجلوس والحركة والنهوض والمحافظة على اوزاننا ونمط غذائنا.
محاولة إدراك عوامل سنية معينة مثل نقص المحتوى المائي داخل اجسامنا كلما تقدم بنا السن وهذا أمر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار وله عدة آثار سيئة منها زيادة تخثر الدم واحتمال تكون جلطات تقلصات عضلية، ارتفاع نسبة الأملاح والسميات فى الجسم نتيجة عدم قدرة أو تناقص قدرة الكليتين على ترشيح الدم ومن ثم بقاء نسب متفاوتة من المكونات التي كان يفترض أن ترشح وتخرج في البول وتبقى في الجسم وايضا نقص محتوى الماء في الانسجة الرخوة والعظام والغضاريف مما يسهل اصابتها ويقلل من مدها الحركي ومرونتها.
ولو اخذنا الاصابة بالانزلاق الغضروفي )DISC(، ونظرنا إلى كيفية حصولها لوجدنا أن بعض أو كل الاسباب السابقة «ضعف العضلات، تعريض الجسم لأعباء تفوق قدراته أو الطريقة الخاطئة للتعامل مع الأشياء والأعمال» قد أدت إلى حدوث الانزلاق.
والانزلاق كفكرة مبسطة هو خروج المادة الشبه سائلة التي بداخل الاطار الغضروفي التي تمثل كرة الارتكاز الذي تسقط عليه الأوزان والقوى من كل الاتجاهات فتمثل محور الحركة الذي يسمح بتمثيلها بحرية. وهذه المادة متماسكة مائعة تتشكل حسب الضغط الواقع عليها. فعند حصول حادث أو التعرض لتأثير قوى عالية أو باتجاهات غير سليمة أو مفاجئة ينفتق هذا الاطار الغضروفي وتخرج المادة بداخله وتضغط على الحبل الشوكي أو الاطراف العصبية الخارجة منه وتعيق انتقال الاشارات العصبية الواردة او الصادرة منه وتظهر آثارها في اسفل الظهر والاطراف السفلية للجسم وكانت معظم اصابات الانزلاق الغضروفي تعالج بالجراحة إلا انها الان في درجاتها الخفيفة والمتوسطة ممكن ان تعالج بالوسائل الطبيعية من خلال عدة أساليب علاجية تسمى )MANIPULATION(، أو الارجاع وهذه الاساليب متطورة ودقيقة وتحتاج إلى مهارة وخبرة كافية لممارستها وتعتمد على الضغط أو على توجيه قوي باتجاه أو اتجاهات متعددة )SINGAL SXIS ORMULTI - AXIS(، وكذلك بزوايا محددة تجاه منطقة الانزلاق الغضروفي مما يؤدي إلى انحسارها ورجوعها إلى موقعها الأساسي وبعد ذلك يتم توجه المريض بتفادي بعض الأعمال والحركات التي تؤدي إلى الانتكاسات وعودة الانزلاق مرة أخرى التي قد تحدث بسهولة. ولابد من التنويه إلى أن اتباع التعليمات التي تعطى بعد أو اثناء علاج الانزلاق لا تؤدي بالضرورة إلى التئام الغضروف ولكن مع عمل تمرينات تقوية لمنطقة اسفل الظهر والظهر عموما قد يؤدي ذلك إلى دعم من جميع الاتجاهات لمكان الاصابة ويقلل احتمالات حدوث الاصابة مرة أخرى بشرط اتخاذ الحيطة والممارسة السليمة لكافة النشاطات والأعمال اليومية.
'مدير مساعد قسم التأهيل
م.م.فهد.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved