| عزيزتـي الجزيرة
قبل عشرين عاماً تقريبا .. بَدَأتْ جداول المساعدات الخيرية.. في الخدمات الانسانية والاجتماعية.. تتدفق من صاحب السمو الملكي الامير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود.. على كل الجهات.. وفي جميع الجوانب الانسانية المباشرة والمؤثرة في حياة الفرد والمجتمع .. وكنف من المتابعين والمعجبين بهذه التوجهات الخلاقة والكريمة.. من هذا الامير الانسان .. الذي نذر نفسه وماله لخدمة الدين والمليك. والوطن ، والمواطن. بمختلف الوسائل والسبل.. وعندما قدم حينذاك لسيدي صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض . ورائد الاعمال الخيرية والانسانية.. شيكا بمبلغ قدره عشرون مليوناً من الريالات السعودية .. لمساعدة الجمعيات الخيرية والاعمال الانسانية.. كان لهذا التبرع يومها اكبر الاثر في نفوس المهتمين والمتابعين للانشطة الخيرية من رجال الصحافة والاعلام ومن كبار المسؤولين وعلى رأسهم سمو الامير سلمان يحفظه الله .. وكنت يومها من الذين شاركوا في التعبير عن شكرهم وتقديرهم.. على ذاك التبرع السخي الكبير.. وعلى صفحات تلك الصحيفة العزيزة على نفوسنا جميعا «الجزيرة الغراء» . ومنذ ذلك اليوم وإلى يومنا هذا وعطاءات وتبرعات ومشاريع هذا الأمير تتمدد وتتسع.. في دوائر كبيرة مليئة بالمربعات والمثلثات المشرقة بجميع انواع الخدمات الانسانية والمشاريع التنموية والعطاءات والمساعدات الاجتماعية. وعمارة المساجد وتقديم الخدمات اللازمة لاستخدامها من فرش واضاءة وخلافها. مما لا يتسع هذا المجال لذكره من المساعدات الاسرية. ودعم الجمعيات الخيرية، وتشجيع الحركة الرياضية، وتكريم المتفوقين والبارزين من شباب الوطن. وتقديم الرعاية الاجتماعية للمرضى والعاجزين، والمعوقين. وفك اسر الرهائن والمحتجزين بالحقوق والمديونيات. الى غير ذلك من الاعمال الخيرية التي كما قلت لا يتسع المجال لذكرها.
وكنت اراقب كل تلك الاعمال الجليلة.. واتتبعها من مصادرها الاعلامية وغير الاعلامية.. بكل تقدير واعجاب.. بهذا التوجه والاحساس الوطني الغيور. من هذا الامير الكريم.. حتى حصلت المفاجأة بالامس، والامس القريب.. حينما نشرت هذه الصحيفة العزيزة..بعددها «10442» الصادرة يوم الثلاثاء الموافق 7/2/1422هـ بالخط العريض.. «الامير الوليدبن طلال.. يعلن تدشين صندوق «المليار» الخيري لدعم البرامج الاسلامية والاجتماعية في المملكة وخارجها» واخذت في قراءة تفاصيل الخبر.. بكل عناية واهتمام.. وتفهم لمضمون هذا الاعلان .. حيث فهمت ان الهدف من انشاء هذا الصندوق.. هو توحيد اعمال النشاطات الخيرية. والمساهمات الوطنية التي تقدمها الاقسام المختلفة في شركة المملكة القابضة.. بعد ان لوحظ.. تعدد مصادرها. وتنوع نشاطاتها.. لتكون بهذا الاجراء.. اكثر قدرة .. واكثر مرونة.. واكثر عطاء.. واكثر تأثيراً فيما توجه اليه.. من خدمات وطنية واجتماعية وانسانية واسلامية.. يستهدف سموه الكريم تقديم العون والمساعدات لها. وقال سموه «ان هذا الاعلان يأتي امتدادا طبيعيا لنشاطاتنا ومساهماتنا في اوجه الخير.ولقد اردنا ان ندمج جميع هذه الاعمال والبرامج الخيرية المعتمدة تحت سقف واحد.. وعبر تكوين صندوق المملكة الخيري الخاص بنا للاعمال الاسلامية و الخيرية، والاجتماعية في المملكةالعربية السعودية». ثم استطرد سموه في تحديد اهداف الصندوق قائلاً: «ويهدف الصندوق الى دعم الخدمات الاجتماعية والتنموية التي يحتاجها المجتمع، ودعم برامج التطوير والتنمية الاجتماعية التي تشرف عليها الهيئات الحكومية» ايمانا من سموه بان على القطاع الخاص واجبا ودورا كبيرا يجب عليه القيام به .. خدمة لهذا البلد المعطاء.. الذي وفر المناخ الاستثماري المناسب والناجح في كافة المجالات .. ودعوة صريحة وواضحة من سموه لرجال المال والاقتصاد والبيوتات التجارية الكبرى في المملكة للمشاركة الفاعلة والمؤثرة.. في هذا الوطن الغالي.. وفي هذا المجتمع الاسلامي المتماسك.. بتقديم الاعمال والخدمات الانسانية والاجتماعية المماثلة .. ولسان حال سموه يقول «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون».
هذا وقد اخضع سموه .. هذا المشروع الانساني لاشراف الشئون الدينية بالشركة برئاسةالشيخ علي بن عبدالعزيز النشوان.. الذي سيتولى تنسيق عمليات الصندوق ومتابعة النشاطات والفعاليات التي سيتبناها الصندوق.. وقد حددها سموه بقوله «وتشمل الجمعيات التنموية الحكومية، والجمعيات الخيرية، والمشاريع العامة، والمساجد، ودعم الاسر المحتاجة، ورعاية المرضى والمعاقين، وبرنامج المساعدات الخاصة والطوارىء، و برنامجا خاصا للمساعدات الخارجية» وقد حدد لهذا البرنامج في البيان ما نسبته 10% من صندوق المليار الخيري الذي سيتم صرفه كاملا خلال خمس سنوات بمعدل مائتي مليون ريال سنوياً بمشيئة الله.
ان المشروع الخيري سيكون له اكبر الاثر في حياة الفرد والمجتمع .. وسيكون له اكبر الاثر في دعم التنمية الاجتماعية.. في وطننا الغالي .. وطن الخير، والنماء والعطاء.. تحت توجيهات قائد المسيرة المظفرة .. خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة و العافية. وسمو ولي عهده الامين الامير عبدالله بن عبدالعزيز .. وسمو النائب الثاني الامير سلطان بن عبدالعزيز.. وبتشجيع ودعم واشراف رائد الاعمال الخيرية والخدمات الانسانية.. صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز الذي بدأ تلك المسيرة.. ولازمها.. ودعمها منذ اكثر من اربعين عاما .. حتى بلغت اليوم بحسن رعايته وتوجيهه .. النضج والاستواء.. وحققت الاهداف النبيلة.. التي كان يسعى الى تحقيقها.. داخل المملكة وخارجها.
فشكراً للامير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز .. الذي بهذا المشرع الانساني قدم اكبر خدمة للوطن والمواطن.. بعد ان غرس الوالد المربي صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبدالعزيز الوطنية وحب الوطن.. والتفاني في خدمته والاخلاص له.. في قلب الوليد ..
تأسياً بالمؤسس البطل.. الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عليه رحمة الله.. الذي كان في زمانه .. ومع بدايات التوحيد والتأسيس ومع ما كان فيه من عسر، وفقر، وفاقة.. كان يرحمه الله، ينثر الريالات السعودية، والجنيهات الذهبية.. التي يحصل عليها بصعوبة .. على ابناء وطنه ... وافراد شعبه.. وهم يصطفون يوميا.. على جانبي الطريق.. الذي يعبره فيما بين «المربع» وقصر الحكم بالديرة..
مع ما كان يقوم به المؤسس من إرسال المساعدات للمزارعين في مزارعهم، وللبدو الرحل في صحاريهم.. رغم فارق الامكانات ووسائل التنفيذ التي يتميز بها حاضر المملكة عن ماضيها.. ولا نستطيع ان نقول في نهاية هذه المشاركة إلا كما قال الله تعالى في محكم التنزيل «...كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء..تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها» والله يحفظ لهذه الامة امنها وامانها.. وتقدمها.. وازدهارها.. انه مجيب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته اجمعين.
عبدالعزيز العبدالله التويجري
الرياض
|
|
|
|
|