| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة...
بعد التحية
تعقيباً على ما نشر في صحيفة الجزيرة يوم الاحد الموافق 14/1/1422ه العدد 10419.. لقد تردد الفكر كثيراً، وتوقف القلم مراراً، ورفعت يدي عن ورقتي وخفضتها تكراراً، كل هذا حيرة أمام هذا التفاعل الكبير حول هذه اللعبة.. ففتوى اللجنة الدائمة للافتاء حول تحريمها وذكر ما فيها من قوادح في العقيدة وأمور محرمة فتوى تستحق الاشادة. والمتابعة المستمرة في المقالات الصحفية والأخطار المستقبلية التي تبناها الكُتاب والمحررون في الصحف والمجلات نقلت كثيراً من الاستفادة، وحرص المربين ويقظة أولياء الأمور موضع يستحق منا الإشادة، وناهيك عن حرص وزارة المعارف في بيان خطرها وأصلها على ابنائنا الطلاب في تعميم زادنا ابتهاجا، وقرار وزارة التجارة بمنعها من دخول اسواقنا ألبسنا فرحة واشتياقا للاستزادة.
أخي القارئ الكريم.. ومع هذا كله وبعد ذلك التردد الكبير هناك حقيقة خفية يجب ان تقال من باب قوله تعالى: «وإذا قلتم فاعدلوا» أضعها في نقطتين بين يديك قارئي الحبيب:
الحقيقة الأولى: العقل والعاطفة أمران مختلفان.. فما اقبحها من عاطفة بدون عقل.. وما أقساه من عقل دون عاطفة.. ولكن حينما تجتمع عاطفة اسلامية مع حكمة عقلية يحصل النجاح والفلاح، ويصبح صاحبها ذا مقال مسموع وكلمة مقبولة، إن من المؤسف هذا الضجيج الذي حصل حول هذه اللعبة بصورة كبيرة جدا اقصد منه ما كان غير مؤصل ببينة، تعلوه جهالة كاتب، وعدم رزانة في المكتوب، يدل على استخفاف بعقل القارئ احيانا وبالمسلمين في جميع الأحيان، اذ كيف يدرك الكلام ويسمع المقال وناشر المعاني مجهول او غير معروف!! وكيف يقبل حديث مبني على عاطفة لا تمت للحقيقة والعقل بصلة، إنني لست مدافعا عن اللعبة وصاحبها او مقلل من قدر العاطفة الإسلامية وخطر اللعبة.. ولكن لا نكون نحن المسلمين كريشة في مهب الريح يلعب بنا الغرب مع كل اتجاه. يجب ان يدرك الغرب تعقلنا، وحكمتنا في مواجهة مخططاتهم ف«لست بالخبء ولا الخبء يخدعني» كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الحقيقة الثانية: وهي حول معاني رموز وشخصيات تلك اللعبة حيث خرجت مقالات ونشرات - وللأسف - عن معاني تلك اللعبة ولكنها جانبت الصواب فلا ناقل يُعرف ولا معلومة مؤصلة، حملت هذه المعاني في طياتها معاني قبيحة لا يجوز نسبتها للرب - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - فمما يؤسف له ان تجد أحدهم لا يحيط بمعاني تلك اللغة ومع ذلك يترجم ويتخيل وتدفعه عاطفته لإبعاد الناس عنها بوضع كلام يصل الى الكفر لمن قاله متعقلا له ومؤمنا به، ثم من المؤسف ايضا ان يقرأ الإنسان ويقتنع ثم ينشر معلومات لكاتب مجهول لا يعرف عنه شيئاً.. فمتى يستيقظ بنو امتي ويتنبه أهل ملتي؟!
أيها القارئ الكريم: هاك بعض ما استطعت بحثه وجمعه عن رموز شخصيات تلك اللعبة - ولا أعني الكمال او العصمة - موضحاً بعض المعاني الخاطئة التي كتبت في منشور او مقال، وهدفي إيضاح الحقيقة، وتنزيه الرب لا المدافعة عن اللعبة. «وإذا قلتم فاعدلوا».
محمد المحسن /بكالوريس لغة يابانية
|
|
|
|
|