| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في عدد متميز كالعادة نشرت الجزيرة في العدد «10431» في 26/1/1422ه على الصفحة الأخيرة خبراً مفاده انجبار فتاة حامل في الشهر السابع على الوضع مع طول المعاناة على امتداد مسافة تصل الى 200 كم ذهابا وايابا وكثرة السفر يوميا من محافظة السليل الى مقر كلية التربية بوادي الدواسر وغير خفي على من سلك هذا الطريق كثرة العيوب الفنية لطبقة الطريق الإسفلتية.
وهذا العارض ليس هو اليتيم بل له قرناء وإن لم تنبأ الصحف بأخبارها وتبقى ذاكرة الأيام هل المسؤولة عن ضبطها وحفظها وكشفها كاملة لمن له قلب عطوف مشفق لرفع المعاناة تلك المعاناة التي كم كتبت عبارات الحزن على جبين فتاة متشوقة للأمومة وليس هذا كله الهم والوحيد المحزن و الشبح المخيف الذي يثير الرعب بين طالبات بنات محافظة السليل بكلية التربية فكم يداعب ذلك الخوف والقلق الوجدان دقات أجراس الساعة الثالثة فجراً حيث موعد السفر ويظل ذلك الخوف يحجب اشعة الشمس الحارقة حين العودة الساعة الرابعة والنصف عصرا كيف لايكون هذا و صف الحال بعيداً عن التهويل بكل معاني الحقيقة ولوعة المآسي للحوادث المرورية على مسار هذا الطريق قد اعلنت نمو معدلاتها وخسائرها الصحف بشتى مسمياتها وماخفي محفوظ في سجل الجهات الأمنية.
فكم هو محزن تلك الصورة التي ترسم خيوطها وظلها دموع تلك الأم عندما تودع ابناءها فقد تعود لهم وقد لاتعود فتحمل على كتفها ثقل حقيبتها قبل شروق الشمس بغية السبق لإدراك مقعد لانطلاق رحلة يوم دراسي.
بل كم هو مؤلم تلك الكلمات التي تكتبها أنامل تلك الفتاة الشابة كأجمل رسالة وفاء لزوجها قبل خروجها تلك الرسالة هي إطالة النظر في بعلها وعبق ذكريات المعيشة معه في أجمل حياة زوجية فقد يكون هذا اللقاء هو الأخير فتستمع منه وتوصيه بنفسه وتوصيه بنقش تلك الذكريات في حياته.
بل أسى المرارة عندما تقبل مجموعة من الطالبات واللاتي يتجاوز عددهن «400» طالبة جبين الآباء والأمهات على أمل اللقاء في المساء وأي أمل يذرذر معه الحزن. والسؤال الذي يتأرجح أمام ناظري المسؤولين بالرئاسة هل مع هذا الهم الثقيل يتحقق النجاح المنشود؟ هل كتب على بنات محافظة السليل الاكتفاء بشهادة الثانوية العامة والأمل يحدوهن لإكمال مشوارهن التعليمي وكسب أغلى وسام ألا وهو خدمة هذه البلاد المباركة؟
ويبقى نسيم الأمل يتطاير شذاه مع لمعان خيوط الشمس الذهبية بإشراقتها كل صباح بل تطرب النفوس لجمال ذلك الأمل مع تغريد الطيور فرحاً بانفلاق صبح جديد بل مع اعذوبة قطرات الندى المتألئة والتي تعزف بجمالها اجمل الوان الفرح على نغمات النسيم العليل لترسم البسمة على شفاه اولئك الصغار مع جمال لوحة ذلك الأمل تنشط دماء الحياة في عروق عجزة وشيوخ انهك الكبر اجسادهم واذهبت الامراض قوة ابصارهم كفوا ايديهم عن المأكل والمشرب يترقبون اطلالة فلذات اكبادهم وصولاً وعودة بالسلامة مع انهم لاحول لهم ولا قوة على ذلك التعب ولكن حنين الابوة اجبرهم على شق هذا الطريق الصعب ذلك الأمل بل الواحة الخضراء تنثر بذوره بإذن الله أيادي سمو سيدي ابي فهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ال سعود امير منطقة الرياض لترتوي تلك البذور من عواطفه الابوية والتي يحتضنها قلبه الابوي الكبير فكان له الإسهام الواضح لخدمة الإسلام والمسلمين والمواطن فكم صنع بفعاله ومكارم اخلاقه كل معاني الإنسانية فكم ساقت من بشارة وكم رسمت من بسمة وكم مسحت من دمعة وكم كست من عار وكم اشبعت من جائع وكم وكم ومرد ذلك كله من حق التاريخ وحده فأمل بنات محافظة السليل كبير بسموه بالتوجيه الكريم بفتح كلية تربية بمحافظة السليل وسيبقى ذلك الأمل في سمو سيدي كبوابة كبيرة تتلألأ ببراق ناصع الجمال يزين لمعانه نحر كل فتاة من بنات محافظتي تفتح اقفاله ايادي سمو سيدي ليتدفق معه الخير كله بإذن الله نحو مستقبل تعليمي جامعي مشرق لبنات حواء بمحافظة السليل ويشهد التاريخ غداً بإذن الله تسطير حلوة تحقيق ذلك الأمل في صفحات والدنا وأميرنا المحبوب ابي فهد حفظه الله . والله الموفق..
نورة محمد الدوسري
محافظة السليل
|
|
|
|
|