| محليــات
*** الثقة بين الكاتب والقارىء هي حجر الأساس في البناءالاجتماعي، حين يكون للقلم دوره الفاعل في الأساس.
*** أمة تبسُط الجسور بين مفكريها وتفاصيل مكوناتها لاشك أنها تؤسِّس للظفر.
هذا لكم...
أمَّا ما هو لي فأقول:
*** كتبت مها حسن المهيني من الرياض: «أنا من المعجبات بك، وبشخصيتك وقلمك وقارئة محبة لك رغم أنني لم أعرفكِ مباشرةً... استفدت كثيراً من مقالاتك وعبرك ونصائحك في حياتي، وكان لها أثرٌ كبيرٌ في تغيير شخصيتي وأسلوب تفكيري، وطريقة تعاملي مع نفسي قبل الآخرين..، تغييراً للأفضل بلا شك... أعرف أن الناس تحبك وتحترمك وتقدرك و... وأشهد الله أنني أحبك حباً كبيراً لصدقك و...، سيدتي لديَّ بعض الأسئلة التي لم أجد لها إجاباتٍ وإن وجدتُ فلا أجد لها قناعة في نفسي، ولن أقنع إلا بإجابتك لثقتي فيكِ، أسئلتي هي: إنني تعرضت «لموقف» في الحياة أثَّر صحياً فيَّ وقد برئتُ منه ولله الحمد... ولأنني من كاتبات الشعر وقد كتبت الكثير منه... كما كتبت العديد من المقالات الأدبيَّة في موضوعات هامة.. إلا أنني بعد خلوصي من تلك الأزمة عُدْتُ للكتابة... كتبت في موضوعات القلق الاكتئاب و..... غير أنني عجزت عن كتابة الشعر وعلى وجه الخصوص الوجدانيّ منه، حيث كنت أبدع في كتابته وبشكل تلقائي، وكنت أتدفق حساً ومشاعر حين أكتبه، كما كنت أشعر بالسعادة عندما أنتهي من إفراغه على الورق، وكنت أصحو من النوم أحياناً وفي وقت متأخر وعلى لساني أردد بيتاً من الشعر فأقوم بكتابته ومن ثمَّ بإنجاز قصيدة كاملة...
حاولت بعد اجتياز العارض الصحي أنْ أعاود كتابة الشعر لم أتمكن... أكتب بيتاً واحداً أو اثنين ثم أفقد القدرة في الاستمرار.. أذهب بفكري إلى أمور أخرى... أعاود فتتبدد الساعات دون نتيجة لإخراج ما يلوج في صدري على الرغم من أنني كنت بيسر أكتب وأكتب دون توقف... سيدتي: أعرف أنّ الشعر إحساس وأن الشاعر يكتب ما يملي عليه حسه ومشاعره حين تجتاحه وحين يرغب في إفراغ ما يهيج به مزاجه الانفعالي في لحظة هاجس الكتابة... فهل الحزن والقلق والألم عوامل توقف قدرة الكتابة بل قدرة التعبير؟...
وهل فَقْد الإنسانِِ لإنسانٍ يقف معه ويزوِّده بالحب والأمل والحنان ويشعره بذاته له دور في توقف الشاعر عن قول الشعر؟ أم أنَّ «المرض» يقتل الإحساس؟... أهناك طريقة تثير وتحفِّز على الكتابة؟.
ثم سؤالي الثاني هو: هل الموهبة عند الإنسان تبقى حتى لو لم تنمَّ؟ وهل فعلاً أنها تظهر في سن متقدمة كالأربعين؟... أتمنى أنْ لا أكون أطلتُ عليكِ... والله يحفظكِ لنا ولمحبيكِ ويديم نعمه عليكِ مع تقديري».
*** ويا مها... أولاً: لم أحجم عن نشر هذه الرسالة بهدف عدم معاملتك كبقية القراء، فحين طلبت إليك الاتصال الهاتفي أردت مناقشة إمكانية الإشارة إلى بعض خصوصية وردت في خطابك حاولت هنا تلافي التعرض لها. غير أن خطابك الثاني أتاح لي فرصةَ نشرِ ما تريدين كما تريدين.
ثانياً: أشكر لك مشاعرك الطيبة ومن أجلك بسطتها بتصرف وأدعو الله أنْ يؤهلَني للشكر وللوفاء لها منكِ ومن القراء الأعزاء.
ثالثاً: عادةً الموهبة تولد مع الإنسان، وتظهر بالمراعاة، والتحفيز، والاكتساب، والدُرْبَة،
وكلما أتيح لها التدريب بالممارسة مع القراءة وترديد الشعر وسماعه وتعويد الأذن على موسيقاه بل حفظه .. فإن الموهبة تصقل، وتنضج، وتثمر...، وبداية الانطلاقة لمثل هذه الموهبة هي هذه الهواجس المفاجئة ليلاً، ونهاراً، وفي الأوقات غير المعتقلة، ولموضوعات غير محدودة...
ويبدو يامها أنك تحتاجين أولاً إلى الثقة في نفسك، وفي موهبتك، والإيمان المطلق أنّ الموهبة تحتاج منك إلى جهد إلى قراءات مكثفة في الشعر بأنواعه، ومعرفة بحوره وتفاعيله، وحفظ نماذج جميلة منه ترددينها دوماً، والتعايش مع أجوائه، ومحاولة الكتابة وتنقيح ما تكتبين، فالشعر موهبة لكنه تقانة أيضاً له أصوله، وقوانينه، فلكي ترسليه لابد أنْ تعيه... أما ما اعترضك من مشكلة فثقي أنها يمكن أن توظف في صالح إبداعك، فمن قلب الألم يخرج الفرح، وشاحذ الهمم من صُنع المآزق، والطحين الجيد يخرج من بين حجري الرَّحى...
أي من قلب السحق والألم، أنتِ فقط تحتاجين إلي ثقة في موهبتك تدعمينها بخدمة هذه الموهبة وذلك بإثراء حصيلتك بالقراءة والاطلاع والحفظ والسماع... أما الآخر الذي تحتاجينه كي يشعرك بذاتك فإن الإنسان لو بقي ينتظر في طابور الآخرين كي يعطوه فإنه يهمل ذاته، بل يفقد عمره... بل يقضي على نفسه... صحيح يامها إن الإنسان يحتاج إلى تبادل التعامل مع الإنسان، ولكن الآخر لايصنعك، أنتِ من يصنع نفسك، وثقي في أنك وحدك من يصنعك... ربما يحفزك الآخرون ولكنهم لا يمكن أن يمنحوك أكثر من الإحساس الجميل أو القبيح بحجم وكيفية ما يمنحون... وتبقين وحدك في معترك ذاتك وإني على ثقة في أنك تدركين ما أقول فهيا كي تكوني مها الشاعرة التي تصنع نفسها لا تنتظر من الآخرين أن يفعلوا لأنهم لن يستطيعوا ذلك.
سؤالك الأخير عن زمن ظهور الموهبة، فإني أقول لك: إنْ لم تعلمي عن نفسك شيئاً في الصغر فلن يولد فجأة في الكبر...، والسمات الفطرية تولد مع الإنسان، فإمَّا أن يرعاها فتثمر، أو يهملها فَتُدْفَن.
وفقك الله... وفي انتظار ما تضيئين به في عالم الإبداع يابُنيتي.
*** كتب أحمد عبدالله الحامد: «فكرت كثيراً في موضوع يخص هذه الزاوية، لقد وجدت فيها ما لم أجده في أي زاوية أخرى من التنوع الذي يفيد، والأفكار التي تحتاج إلى مَنْ يأخذها بعين الاعتبار...
فهل تسمحين لي أن أمثلك في المرافق المختلفة حسب الأفكار، فما يناسب التعليم أذهب بالفكرة إلى مسؤوليها وأناقشهم حتى أصل إلى ما يُرضي إحساسي بأهميتها، ولو كانت في الأمن كذلك، وإنْ كانت تخص حياة الناس أجمعها وأرسلها في موقع خاص في الإنترنت وإني مستعد لبذل المال من أجل ذلك... أرجو أن تسمحي لي بذلك».
*** ويا أحمد... أشكر لك هذا الحماس، وأؤكد لك ما قلت سابقاً إنّ أي حرف أخطُّه لايعد ملكاً لي هو للقارىء... وثقتي في أنك خير مَنْ سيتعامل مع هذه الأمانة بما هي عليه من صدق التوجه وتجرد القصد. وإني على يقين من أنّ كافة المسؤولين على اطلاع عليها وتردني مخاطبتهم بشأنها فأرح نفسك من هذا العناء ويكفيني هذا الاهتمام ولك الشكر الجزيل.
عنوان المراسلة:
الرياض 11683 ص.ب 93855
|
|
|
|
|