أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 7th May,2001 العدد:10448الطبعةالاولـي الأثنين 14 ,صفر 1422

لقاءات

مدير دار الملاحظة الاجتماعية بالقصيم لـ )الجزيرة(:
لأول مرة على مستوى الدور المماثلة بالخليج طبقنا برنامج التعبير الذاتي
لقاء - خالد عبد الله المرشود:
تضطلع دور الملاحظة الاجتماعية بدور ريادي وقائي وعلاجي تجاه الاحداث الذكور الذين لا تقل اعمارهم عن سبع سنوات ولا تتجاوز ثماني عشرة سنة الذين يحتجزون رهن التحقيق او الذين يقرر القاضي توقيفهم بالدار للتحقيق او المحاكمة من قبل سلطات الامن أو الهيئات القضائية المختصة فمم يتكون فريق العمل الاجتماعي بهذه الدور وما هي اختصاصاته وعند اي حد تقف علاقتهم بالحدث؟ وما نوع الجلسات المقدمة لنزلاء الدار؟ وما هي البرامج المتخذة لانتشال الحدث من واقعه المأساوي؟ وما هي القضايا التي يحال الحدث فيها الى المحكمة الكبرى لمحاكمته؟ ومتى تنتقل الكفالة من الحق العام الى الحق الخاص؟ وما هي العوامل المساعدة للتخفيف من المحكومية؟ وماذا عن عفو سمو وزير الداخلية ومعالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية؟
وما هو برنامج التعبير الذاتي الذي يطبق لأول مرة بالعالم العربي؟
هذه التساؤلات التي لاشك ان بعض القراء يودون التعرف على اجاباتها.. هنا في هذا اللقاء السريع يتفضل مدير دار الملاحظة الاجتماعية بمنطقة القصيم الاستاذ ابراهيم بن احمد الضبيب بالاجابة عليها.
فالى ذلك اللقاء..
متى وكيف يقبل الحدث؟
* هل تقبلون الحدث نزيلا كما هو أو كما يجب بالدار؟
- من مبادئ الخدمة الاجتماعية الاساسية )القبول( وهو قبول العميل كما هو وليس كما يجب ان يكون.
ويتكون الفريق الاجتماعي العامل بالدار من مجموعة من الاخصائيين والمراقبين الاجتماعيين وباحثي قضايا واخصائي نفسي ومهني ورياضي ومجموعة من الاداريين اما المساندة فتتكون من وحدة تحقيق وحراسات فيها عدد من الضباط والافراد وطاقم مدرسة وفضيلة قاضي الاحداث والعاملين معه.
* ما هي اجراءات استقبال الحدث الجديد؟
- عند استلام الحدث من الجهة القابضة يتم التأكد من عمر الحدث والاوراق الثبوتية واستلام جميع ما يحمله ووضعها في صندوق الامانات ثم تسجيل جميع البيانات الاولية في سجل خاص، ويطمئن الحدث ويبلغ ذويه هاتفيا اذا كان لم يصحبه احد منهم، ويحال الحدث الى التوقيف الاحتياطي اذا استدعى الامر ذلك حسب نوع القضية وحجمها، وتحال المعاملة لوحدة التحقيق بالدار حيث يشرف على التحقيق اخصائي اجتماعي او من ينيبه مدير الدار، بعد التحقيق تؤخذ استشارة القاضي ثم يحال الحدث للقسم الداخلي، بعد الكشف الطبي الاولي عليه، ويعرف الحدث بأنظمة الدار الداخلية اضافة الى تعريفه بالاسرة التي يتبع لها سواء مع صغار السن او المتوسطين او الكبار حيث يصنفون حسب العمر والشكل وحجم الجسم بعد ذلك يعمل على تعريف الحدث بمرافق الدار اضافة الى ادراجه ضمن طلاب المدرسة وحلقات الذكر والوعظ.
برامج وجلسات
* ما نوع الجلسات الاجتماعية المقدمة للحدث داخل الدار؟
- هناك مجموعة من البرامج الموجهة لتعديل السلوك داخل الدار ومنها الجلسة الارشادية التي يعمل بها بشكل فردي مع الاخصائي الاجتماعي والنفسي بالدار حسب الحالة اضافة الى برامج الدعوة والارشاد كعلاج ديني له الاثر الفعال في تعديل السلوك كما ان البرامج الاخرى تؤدي نفس الدور في الجلسات الارشادية وهي المكتبة السمعية والمرئية وبرنامج التعبير الذاتي والجلسات الاسرية داخل كل اسرة.
* ما هي البرامج المتخذة لانتشال الحدث من واقعه؟
- هناك مجموعة من البرامج الموجهة لتعديل السلوك منها على سبيل المثال لا الحصر البرامج الثقافية وتشمل اقامة المسابقات الثقافية من شعر والقاء واختزال شريط واختصار كتاب ومكتبة سمعية ومقروءة ومرئية اضافة الى ثلاث حلق ذكر واستضافات طلابية من الجهات الحكومية المعنية واعضاء مكتب الدعوة والارشاد بالمنطقة كما ان هناك النشاط المسرحي والفني والرياضي والخدمة الذاتية والمركز الترفيهي وبرنامج الزيارة الخاصة لاسرة الحدث وكلها تعمل على تهيئة الحدث نفسيا كي يتقبل التوجيه للوصول للهدف المنشود وهو العودة الى المجتمع مواطنا صالحا باذن الله.
* هل هناك برامج مساندة بالدار؟
- من اهم البرامج المساندة الاستضافات الخارجية من طلاب الجامعات والثانوية والمعاهد وحلق الذكر اضافة الى مجموعة من المتطوعين المشهود لهم بالصلاح والمصرح لهم، يقوم بهذه الدور عضو مكتب الدعوة ومدرس الحلقة بدار كمرشد ديني داخل الدار اضافة الى بعض المتطوعين من الذين يشهد لهم بالخير وهم قادرون على اداء هذه المهمة مع العلم بأن المرشد الديني موجود داخل معظم مؤسسات الدفاع الاجتماعي في العالم.
* يعاني بعض الشباب من الفراغ النفسي رغم ما يتوفر من سبل الترفيه المتنوعة والمتخصصة، برأيكم أين يكمن موقع الخلل؟
في رأيي المتواضع ان الفراغ النفسي لا يوجد عند الشاب الملتزم بالمنهج الرباني والسنة النبوية حيث ان ضعف الوازع الديني هو معول الهدم الذي يخلق الخواء النفسي الذي يجعل الشاب يبحث عن البدائل الغريبة عن مجتمعنا والمنبوذة في المجتمع البشري
* على غير العادة يربط اطلاق سراح الحدث من دار الملاحظة بمؤسسة او شركة ما الدافع في ظل وجود الكفيل؟
- الاحداث يختلفون عن البالغين من حيث الكفالة لان الدار تطلب الكفالة من الولي مباشرة وتكتفي بتعريفه من العمدة او العمل اذا كان موظفاً حكومياً او الاعتماد على صورة البطاقة الشخصية في حالة معرفة مكان الاقامة وتعريفه من شخص آخر بعد توقيع على النموذج الخاص بكفالة الاحداث اما في حالة الكفالة الغرامية فينتقل الشأن من الحق العام الى الخاص ولابد من الكفيل الغارم او تأمين الحد الاقصى للغرامة ويدعم ذلك تعميم سيدي صاحب السمو الملكي وزير الداخلية بخصوص تسهيل وايجاد البدائل المناسبة للكفالة.
* من خلال تجربتكم هل تلمسون ان هناك فجوة كبيرة بين الشاب ووالده في ظل المتغيرات ووجود عنصر الاستقلال الذاتي؟ ما علاجها بنظركم؟
- نرى ان تيارات الحياة المستجدة على مجتمعنا بدأت تعزز المذهب الفردي مما ادى الى ضمور الاسرة الممتدة وتوسع في الاسرة النووية والمذهب الفردي له مزاياه وله عيوبه بالنسبة لثقافتنا ولا يسعنا الحديث عنها لذا فان الفجوة بين الشاب ووالده التي تحصل الآن ليست بالصورة التي تخلق التشاؤم حيث ان مجتمعنا قياسا بالمجتمعات الاخرى من حيث انحراف الأحداث يعتبر نسبياً مطمئناً إلى حد ما لأنه لا يوجد جرائم منظمة، على الرغم من ان انشغال الأب او تعاليه او تضجره من ابنائه الصغار امر مؤلم لأن التنشئة الاجتماعية تبدأ من المنزل انطلاقاً من التربية الابوية، فالصبر على تربية الابناء والنزول لمستوى تفكيرهم وقبولهم كما هم وليس كما يجب ان يكون عاملا مهما لحمل هم التربية الاسلامية التي تؤكد على مصاحبة الأبناء في الصغر كما نرى أهمية سماع ما لديهم وعدم الامتعاض وتقبلهم في سبيل النصح والتوجيه لهم واخيراً وليس آخرا التأكيد على صلاة الجماعة لأنها صلة بين العبد وربه وأحد مؤشر الصلاح.
الرعاية اللاحقة عنصر فعال لمتابعة الحدث بعد اطلاق سراحه هل لها واقع ملموس وموظف مختص؟
نعم يوجد في الدار موظف مكلف بالرعاية اللاحقة للاحداث المحتاجة فقط لهذه الخدمة كما انه يوجد عقد ارشادي يربط إمام المسجد والمؤذن في الحي او مدير المدرسة ومجموعة من البنود الكفيلة بأمر الله بحث الحدث على الاستقامة إضافة إلى ان وزارة العمل ممثلة بوكالة الشؤون الاجتماعية تعمل الآن على إنشاء مجموعة من المراكز المعنية بالرعاية اللاحقة.
* وظائف الاخصائي الاجتماعي والمراقب الاجتماعي هل هي وظائف تكمايلية او تماثلية؟ هل توافقون على هذا الرأي؟
لاشك ان الاخصائي والمراقب الاجتماعي مكملان لبعضهما البعض فالمراقب هو بمثابة الموجه الميداني والعين الناقلة والمرجع الحقيقي لسلوك الأحداث الخاضعين للملاحظة الميدانية بالنسبة للاخصائي الاجتماعي، فكل واحد منهما له دوره ويكمل الآخر ولكن دورهما ليس تماثلياً وانما تكاملي.
* عند أي حد تقف علاقة الاخصائي الاجتماعي والمراقب بالحدث؟ وهل هناك عوامل مساعدة لتخفيف حدة المحكومية؟؟
تقف علاقة الاخصائي والمراقب الاجتماعي بالحدث عندما تخرج عن العلاقة المهنية وتدخل في التعاطف الشخصي او الدخول في خصوصيات الحدث إضافة إلى التجاوزات النظامية للدار ولابد ان ننظر إلى ان سلوك الحدث داخل الدار يكون مقياساً لتخفيف او زيادة المحكومية حسب اللوائح والأنظمة فهناك المادة «25» وهي الاعفاء من ربع المدة، وعفو سمو وزير الداخلية، وعفو حفظ ما تيسر من القرآن الكريم، والمادة السابعة عفو وزير العمل وكلها تعتمد على تقارير المختصين بالدار لحث الحدث على الاستقامة لاعادته إلى المجتمع مواطناً صالحاً بإذن الله، اما المادة السادسة من اللائحة الأساسية لدور الملاحظة فهي تنص على زيادة المدة إذا لم يستفد الحدث من فترة الحكم التي قضاها في الدار وذلك بناء على تقرير اجتماعي من الدار يرفع لفضيلة القاضي لأخذ موافقته على المدة الاضافية لحين صلاح أمره.
* ما هي برامج ربط الحدث بالمجتمع الخارجي؟
- من اهم برامج ربط الحدث بالمجتمع الخارجي الاستضافات الخارجية للمؤسسات التعليمية والمراكز الصيفية وحلقات الذكر وبرنامج التطوع وزيارات المرشد الطلابي في مدرسة الطالب قبل دخوله الدار إضافة إلى جلب المجلات والصحف والفيديو والأشرطة والتلفاز والتركيز على برامج الزيارات الاسبوعية لأسر الأحداث.
* كيف يتم التعامل النفسي مع الحدث في وقت هو يعيش قضيته؟
من مرحلة استلام الحدث يتم تعليم الحدث بقضيته وطمأنته والاتصال على ذويه وتعريفه بالخطوات التي سوف يمر عليها حتى تتم محاكمته مرورًا بتعريفه بجميع أنظمة الدار ومرافقها والتأكيد على الزيارات العائلية والاتصالات الهاتفية لأن هذه المرحلة كانت سبيلاً للاستقرار العاطفي والنفسي لدى الحدث مما يساعد على التعامل معه.
* هل هناك دراسة لتشغيل نزلاء الدار من الأحداث بمصانع مصغرة على وفق ما تم لنزلاء السجون؟
على الرغم من ان طبيعة نزلاء السجون يختلفون عن نزلاء دور الملاحظة من حيث العمر والاحتياجات الرعوية ونوعية العلاج إلا ان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين لم تألوا جهدا في دعم هذه المؤسسات المعنية برعاية الأحداث وقد حرصت على إيجاد كافة السبل لرعاية واصلاح هذه الفئة.. حيث يوجد في معظم الدور ورش نجارة وكهرباء ودورات على الكمبيوتر معدة على أساس علمي ولكن لحاجة الأحداث إلى اكمال تعليمهم في فترة بقائهم في الدار فعلى سبيل المثال الدار طرفنا في الوقت الحاضر لا يوجد بها فئة منقطعة عن الدراسة او خلاف ذلك حيث ان جميع الأحداث من الطلاب المنتظمين دراسيا في الفترة الصباحية على نظام اليوم الدراسي الكامل حتى صلاة العصر وبعد ذلك البرامج الموجهة علما بأنه الدورات التدريبية تقام خلال اجازة الصيف.
* العمل بمثل هذه الدور يقال انها تقوم أصلا على الاحتساب والصبر فضلا عن انها وظيفة رسمية هل توافقون هذا الرأي؟
من قال خلاف ذلك فهو يبخس حق العاملين بهذه الدور لأن الاحتساب والصبر يفوق التصور الوظيفي في دور الرعاية عامة ودور الملاحظة خاصة لأن طبيعة عمل الفترات طوال العام بدون استثناء للعطل الاسبوعية والرسمية ونوعية هذه الفئات التي يتم التعامل معها مختلفة وتحتاج إلى جهد مضاعف إضافة إلى حضور العاملين لمتابعة الأنشطة في أوقات مختلفة خارج دوامهم الرسمي كل هذا يعطي صوراً حية عن الاحتساب والصبر والتسابق على الخيرات كما ان مثل هذه الدور هي إحدى ثغرات الجهاد المعنية بدفاع الاجتماعي.
* هل تتم محاكمة الأحداث داخل الدار أم خارجها؟ وماذا عن مدرسة الدار وتقبل الأحداث لها؟
نظاماً وحسب لوائح دور الملاحظة الصادرة من مجلس الوزراء رقم 611 في 13/5/1395ه تتم محاكمة الأحداث داخل دور الملاحظة ويستثنى من ذلك الجرائم الكبيرة مثل السطو والخطف والقتل.. الخ فتنظر في المحكمة الكبرى عند ثلاثة قضاة، ويوجد في الدار مدرسة ابتدائية ومتوسطة وحتى الثانية ثانوي طبيعي ويلزم كل حدث بدخول المدرسة حتى المنقطع وتعليم غير النهاري والأهلي يعالج وضعه حسب لوائح وتعاميم وزارة المعارف الخاصة بطلاب دور الملاحظة والتوجيه الاجتماعي.
الحدث والمجتمع
* ما هي الطرق التربوية المتبعة ليكون الحدث متوافقاً مع مجتمعه؟
نسعى بتوجيهات من سعادة وكيل الوزارة للشؤون الاجتماعية والمدير العام للرعاية والتوجيه الاجتماعي إلى بذل الجهود الموجهة في سبيل اصلاح هذه الفئة بداية من المدرسة حتى حلق الذكر وانتهاء بدروس الوعظ والارشاد والاحتكاك بالمجتمع الخارجي من خلال الزيارات اضافة إلى البرامج المتنوعة، ثقافية واجتماعية ورياضية كما تركز الدار على مسألة الزيارات العائلية والزيارات التشجيعية التي تعمل على مكافأة الحدث المثالي بزيارة لمدة ست ساعات مع ذويه يوم الخميس بمنتزه الدار المعد لمثل هذه الأغراض وعادة تقدم الدار أغراض المشويات والمشروبات التي يقوم الحدث مع ذويه بإعدادها.
* هل يرفض المجتمع الحدث بعد خروجه؟ وما مقومات القضاء على هذه المشكلة؟
لاشك ان مجتمعنا لايزال وخاصة في المدن الصغيرة يعيش علاقة الوجه بالوجه لذلك فنحن نحرص تمام الحرص على مبدأ السرية ونوضح ذلك أيضاً لأسرة الحدث لتلافي وصمة العار إضافة إلى افهام الحدث بألا ينظر إلى الخلف ولكن العبرة بما هو الآن من استقامة وتوبة صادقة كما ان الدار تعمل على ايجاد اصدقاء جدد للحدث لتغيير منهج الحدث بعد خروجه من الدار خلاف ما هو عليه قبل دخوله الدار وهذا يأتي من خلال الزيارات الخارجية والمرشد الطلابي في مدرسته السابقة كما ان الدار تعمل جادة في افهام ذويه بتعدل سلوك الحدث لتغيير وجهة نظرهم بابنهم وتعديل المعاملة السابقة.
* نادى أحد القضاة إلى ربط الحدث بعد خروجه من الدار بإمام مسجد الحي وذلك باحضار ورقة تفيد انتظامه بأداء الصلوات بالمسجد والشهود له بحسن الاستقامة برأيكم ما جدوى تطبيق ذلك؟
هذا الربط ما يطلق عليه بلغة الاجتماعيين «العقد الارشادي» وقد كانت تعمل به الدار منذ 1411ه حتى الآن ونحن نعمل به وهو ربط الحدث بالمسجد او المدرسة او والده وفق شروط معينة ومثال ذلك ان يبلغ والده الدار عن تغيبه عن المنزل او السهر غير المبرر او خلاف ذلك احضار ورقة من والده او المرشد الطلابي او إمام المسجد تفيد التزامه خلال فترة العقد ويكون العقد بين الاخصائي الاجتماعي والحدث ويشهد عليه ولي امره ومدير الدار ويعتمد بالدرجة الأولى على قناعة الحدث بشروط العقد واستبعاد كل شرط يرى الحدث عدم القدرة على تطبيقه، ولكن ما يذهب إليه السؤال هو يدخل في باب «الاختبار القضائي» وهو اعطاء المذنب الفرصة باصلاح نفسه ضمن مدة محدودة او يحال للمحاكمة لايقافه، وعوداً على «العقد الارشادي» فهو مطبق في معظم دول العالم وقد اثبت نجاحه علماً بأن لدينا عينات قد نجح معها هذا الاسلوب ولكن تحتاج الى متابعة جادة وعدم الافراط في استخدامه مع كل الاحداث علماً بأنه احد بدائله ووسائله «الرعاية اللاحقة».
* كيف يتم علاج الحالات التي تعود الى الدار؟
المتكرر من الاحداث يتم ايضاح ذلك لمحقق القضية عن طريق السجل الخاص بالاحداث والموجود فقط داخل الدار من اجل الاستدلال الجنائي ويوضح نوعية التكرار «العود» لفضيلة القاضي من اجل العمل على زيادة مدة الايقاف من سابقتها بناءً على دراسة اجتماعية ونفسية شاملة للتعرف على اسباب «العود» كما تسعى الدار الى ربطه بجماعة رفاق صالحين لاحتضانه بعد خروجه من الدار اضافة الى فتح قناة مع المرشد الطلابي او إمام المسجد لزيارته والسعي حثيثاً مع اسرته لمساعدتها علي ايجاد اساليب تعامل جديدة مع الحدث يضاف الى ذلك ملاحظة الحدث داخل الدار ومدى انضباطه او تطبيق المادة السادسة وهي الرفع لفضيلة القاضي لزيادة مدة الايقاف لعدم استفادة الحدث من المدة الماضية وقد تصل الزيادة الى فصل دراسي كامل او اكثر حسب مايراه المختصون بالدار.
* ارجو توجيه رسائل الى العاملين بمثل هذه الدور الرعائية الايوائية؟
الرسالة الاولى اعطرها بالشكر لمعالي وزير العمل وسعادة وكيل الوزارة للشؤون الاجتماعية الاستاذ عوض الردادي والمسؤولين بالوزارة ومدير عام الشؤون الاجتماعية بالقصيم الاستاذ ابراهيم محمد الفريح على اهتمامهم وتشجيعهم لكل جديد يخدم هذه الفئة، والرسالة الثانية لنفسي وزملائي في الميدان ان العمل بهذه الدور هو ضرب من ضروب الجهاد الذي يهدف الى اعادة الحدث الى المنهج القويم لكي يصبح مواطنا صالحا باذن الله ولا ننسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم «لأن يهدينَّ الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم» اضافة الى ان الدولة رعاها الله ممثلة بوزارة العمل ووكالة الشؤون الاجتماعية قد وفرت جميع الامكانات والسبل للعاملين مع هذه الفئة كما أن المجتمع بأفراده ومؤسساته لديهم القبول في دعم هذه الجهود الإصلاحية لذلك فإن الاحتساب والصبر للعمل مع هذه الفئة هي الجوهر في الوصول الى الاهداف المرجوة علما بأن صلاح احد الاحداث بسب كلمة صالحة من احد العاملين يقابلها دعوة صالحة من والديه قد تعم الموظف المحتسبت لله وذريته وذويه ويكف الله بها اموراً كثيرة لان «لاراد للقدر إلا الدعاء» واخيرا اشكر «الجزيرة» على هذا الاهتمام بهذه الفئة العزيزة على هذا الوطن ونسأل الله ان يعيدهم اليه صالحين وهو السميع المجيب.
* أستاذ إبراهيم ياحبذا لو تعطينا فكرة موجزة عن برنامج التعبير الذاتي الذي يطبق لاول مرة في دور رعاية الاحداث بالخليج العربي؟
التعريف: هو طريقة علاجية لتفريغ السلوكيات العدوانية المكبوتة بشكل سلمي وذلك عن طريق الكتابة والصور للتعرف على اتجاهات الحدث تجاه نفسه ومجتمعه بعيداً عن الاساءة لثقافة الجميع.
الفكرة : هي مكان داخل الدار ذو إنارة وتهوية جيدة علق عليه ست لوحات «سبورات» تستخدم من قبل ستة طلاب كحد اقصى متقاربين في الاعمار يتم اختيارهم عادة من قبل الاخصائي النفسي وذلك بعد بناء الثقة والصراحة والصدق والمحبة بينه وبين الطلاب. بحث يعطى كل طالب او مجموعة معينة لوناً خاصاً من الاقلام يكتب ويرسم ما يروق له بحدود ثقافتنا. وذلك بعد ان يرسم الاخصائي النفسي شكلاً هندسياً يكتب الطالب في داخله فقط وفي وقت محدد. كما ان هذا المكان معد ايضا لتوجيه الدروس النفسية والبرامج الموجهة كاستخدام الكتابة الحرة على الورق مايطلق عليه «العصف الذهني» يضاف الى ذلك كون المكان يحمل بعض العبارات الارشادية تجاه الحدث لتشجيعه على الكتابة والتعبير وحدود استخدامهما. وعادة مايطرح المختص موضوعاً معيناً ويعطى للطلاب الفرصة للتعبير عنه بصور وعبارات مختلفة.
كما يوجد سجل خاص بلون كل قلم يتم استلامه لضمان إعادته والتعرف على أي إساءة للمكان، بحيث يشمل الاسم واستلام القلم واعادته.
الهدف العام: إزالة المكبوتات الانحرافية والتعبير عنها باسلوب راقٍ للتعرف على شخصية الطالب لمساعدته على التخلص من السلوكيات غير المرغوب فيها.
الأهداف الموجهة
التفريغ: حيث يفرغ الطالب مكبوتاته التي يشعر بها على السبورة وفق اطر محددة ومساحة معينة. وذلك لإزالة القلق والتوتر الذي يعاني منه داخل الدار وخارجها من اجل سهولة التعامل معه وسرعة قبوله للتوجيهات.
التعبير: عن اتجاهاته العدوانية باسلوب مسالم وراقٍ، بحيث ينقل الطالب من الفكر اللاوعي واللامسؤول الى فكر اكثر اتزانا ومسؤولية ووعيا.
تنمية وصقل واكتشاف مواطن الابداع لدى الطالب مثل الرسم، التعبير الجيد، الشعر، القصة، الخط.
الإسقاط: يستفيد منها الاخصائي النفسي في مجال البحث الاجتماعي النفسي لمعرفة اتجاهات الطالب تجاه نفسه والمجتمع.
المحافظة على ممتلكات الدار من خلال نقل سلوك الطالب العدواني ضد العاملين والطلاب واروقة وممتلكات الدار وخلافه للتعبير عنها باسلوب كتابي حر.
اعادة الضبط الاجتماعي عند الطالب وذلك من خلال اعادة الثقة به وكتابته وفق اطر محددة يضعها المختص على السبورة باشكال هندسية مختلفة لايخرج عنها الطالب خلال الكتابة، لكي يكون هناك اتزان بين حرية الكتابة مع محدودية مكانها لاعادة الضبط الاجتماعي المفقود عنده واشعاره بالمسؤولية.
مناقشة الافكار المدونة على اللوحات او الورق للوقوف على بعض السلوكيات الايجابية او السلبية عند كل مجموعة مشاركة.
الضوابط:
أ( على كل طالب استخدام القلم بشكل مناسب وارجاعه للمختص عند الانتهاء منه.
ب( الكتابة في حدود توجيهات المشرف والشكل الهندسي ان وجد.
ج( يجب ان تكون الكتابة في حدود الشرع وليس فيها اساءة ادبية او ذكر اسماء.
د( سوف يتم تطبيق العقوبات التأديبية المنصوص عليها بلائحة الجزاءات بالدار على كل مخالف لهذه الضوابط.
ه( ان الكتابة على الجدران سوف تضع الطالب موضع المساءلة.


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved