أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 7th May,2001 العدد:10448الطبعةالاولـي الأثنين 14 ,صفر 1422

المجتمـع

عقبات تؤثر على عمله ونشاطه
بعض المدارس تحول المرشد الطلابي إلى كاتب!!
* تحقيق - فهد المطرفي:
عندما اقرت وزارة المعارف وجود مرشد طلابي في كل مدرسة من مدارسنا كان الهدف من هذه الخطوة هو ما رآه المعنيون بأمور التعليم من اهمية لتواجد هذا التخصص في المدارس وذلك لمساعدة الطلاب في كل مدرسة من تجاوز ما يعرض لهم من مشكلات اجتماعية قد تؤثر على سيرهم الدراسي.
ولكن وخلال هذه الفترة الطويلة من تواجد المرشدين في مدارسنا هل قاموا بدورهم، كما يجب؟ وهل يحظى المرشد الطلابي بالاقبال والقبول من الطلبة والمعلمين؟ وماهو الدور الذي يقوم المرشدون به في مدارسنا؟ وهل يجب ان يعطي المرشد صلاحيات اكبر؟ وماهي ابرز المشاكل الطلابية التي يساهم المرشد في حلها؟ وما موقف الاساتذة في المدرسة مما يقوم به المرشد؟ هذه التساؤلات حملناها معنا الى عدد من المرشدين الطلابيين لنتعرف على آرائهم.
دور المرشد في المدرسة
في البداية كان التساؤل حول دور المرشد الطلابي في مدارسنا حيث تحدث المرشد الطلابي محمد عليان الجمعة بقوله: ان المرشد الطلابي هو حلقة الوصل بين الطالب وولي امره من جهة والمعلم وادارة المدرسة من جهة أخرى والمرشد هو الذي يتلمس حاجات الطلاب ويسهم بدور كبير في حلها وتوجيه الطالب الوجهة السليمة.
في حين يرى المرشد سعد بن محمد القرني ان دور المرشد الطلابي في المدرسة كبير ولكن بشرط حيث يقول حتى يصبح للمرشد دور مهم في المدرسة يجب ان يقوم بما اسند اليه من عمل في متابعته للطلاب في تأخرهم وغيابهم وفي متابعة تحصيلهم العلمي وفي ارشادهم دينياً وخلقياً الى غير ذلك مما يجب على المرشد القيام به.
دور المرشد في الميدان
من جانبه يقول المرشد طارق بن سالم الزهراني: ان دور المرشد كبير في علاج بعض المشكلات السلوكية وحل بعض الامور الاسرية والتعليمية لدى الطلاب ولكن الاعباء المفروضة على المرشد لا تساعده كي يقوم بمهامه على الوجه المطلوب وهذه الاعباء تتمثل في الاعمال الكتابية المفروضة على المرشد فهي تسرق وقت المرشد او بالاحرى تنافس الطالب في الاستفادة من المرشد.
ويضيف الزهراني ان الهدف من التدوين والاعمال الكتابية هو لمتابعة المرشد وتقييم ما يقوم به من اعمال من خلال ما يجتمع لديه من اوراق ومن خلال ما يرصد في سجلاته، ولكن دوره الاسمى والاكبر في الميدان بين الطلاب ويقول الزهراني اذا اردنا ان يكون المرشد فعالاً في المدرسة علينا ان نرفع عنه هذا الحمل الثقيل الذي يسرق جل وقته وبالنسبة لآلية تقييم المرشد يرى الزهراني ان ذلك يجب ان يتم من خلال مدير المدرسة الذي يستطيع ان يقيم المرشد من خلال ما يقوم به من جهد عملي لحل مشكلات الطلاب بغض النظر عن كمية الاوراق التي يستطيع المرشد الطلابي انجازها في اليوم الواحد فهناك فرق كبير بين دور المرشد الطلابي ودور الكتاب في المدرسة.
بدوره يقول المرشد ناصر سليمان المغير يقول مما لاشك فيه ان المرشد الطلابي يقوم بدور مهم في مدارسنا نظراً لما يقدمه من خدمات وبرامج وحل مشاكل الطلاب وتذليل العقبات التي تعترض طريقهم حتى يتكيفوا مع الجو المدرسي.
ويؤيد المرشد المغير ما قاله الزهراني حول تأثير الاعمال الكتابية على دور المرشد في المدرسة فيقول: نرى كثيراً من المرشدين قد شغلوا عن دورهم الرئيس بأعمال كثيرة فهناك الاعمال الكتابية الكثيرة التي اثقلت كاهل المرشد الطلاب وجعلته قابعاً في مكتبه بعيداً عن الميدان حيث إن المرشد مكلف بمتا بعة وتقديم خدمات كثيرة لفئات وانواع كثيرة من الطلاب هذا مع كثرة عدد الطلاب لدى المرشد الواحد فاحيانا تجد اكثر من 500 طالب لهم مرشد واحد مع العلم ان العدد المثالي للمرشد الطلابي الواحد حتى يستطيع تقديم خدماته هو ما بين 150 و200 طالب.
اضف الى ذلك تكليف المرشد بحصص الانتظار والتدريس احياناً حسب ما يراه مدير المدرسة.
المرشد اصبح كاتباً!
ويضيف المرشد الطلابي المغير: اصبح دور المرشد الطلابي في مدارسنا كاتباً اكثر منه مرشداً طلابياً فينبغي ان نحدد دور المرشد ومهامه في المدرسة وان يقلل من الاعمال الكتابية بقدر المستطاع.
وحول مساهمة المرشد في تطوير العملية التعليمية يقول المرشد المغير: مما لاشك فيه ان المرشد الطلابي يساهم في تطور العملية التعليمية في كل مدرسة نظراً للمكانة التي يحتلها المرشد ولكن لن يستطيع المرشد اداء هذا الدور مالم يكن هناك تحديد واضح لمهام المرشد داخل المدرسة حتى لا يكون عمله مشتتاً وجهوده لا اثر لها..فعندما نرسم خط سير و اضح للمرشد في كل مدرسة فاننا نساعده على ان يلعب دوره ويساهم في تطور العملية التعليمية في كل مدرسة.
تفعيل دور المرشد
وحول موضوع اعطاء المرشد صلاحيات اكبر اجاب محمد الجمعة بقوله القضية ليست ان يعطي المرشد صلاحيات اكبر من الممنوحة له حالياً وانما القضية الكبرى هي كيف يفعل دوره وكيف يستطيع الآخرون )من طلاب ومعلمين ومديرين واولياء امور( تفهم دوره ومساعدته في اداء عمله بالصورة المطلوبة. اما ناصر المغير فيقول عن الموضوع: لاشك ان اعطاء الصلاحيات للمرشد يساعده على اداء مهمته بنجاح وهذا شيء ضروري جداً ولكن الاهم من ذلك هو توضيح دوره وتحديده حتى يستطيع اداء رسالته ومهمته بنجاح وان تقتصر الخدمات التي يقدمها المرشد لمن يطلبها ويحتاجها من الطلاب.
الصلاحيات معدومة!
المرشد الطلابي سعد القرني يقول: إن صلاحيات المرشد الطلابي محدودة او قل معدومة فانه من الصعب ان يستقل برأي في عمل او قضية دون موافقة مدير المدرسة حتى في ابسط الامور، مثل اعطاء الطلاب المتفوقين او المثاليين جوائز او هدايا تشجيعية فبدون موافقة مدير المدرسة لا يتم مثل هذا الامر ناهيك عن غيره من الامور الارشادية. ويتعقد الامر اذا ما كان هناك مدير لا يعرف عمل المرشد او دوره في المدرسة فيسند اليه اموراً تتصادم مع خصوصية عمله وحساسيتها.
مشاكل الطلاب
وبخصوص ابرز مشاكل الطلاب اليومية وطريقة تعامل المرشدين معها يقول طارق الزهراني تتنوع مشكلات الطلاب، فمنها المشكلات البسيطة التي يتم جلها من خلال جلسة ارشادية واحدة مثل المشاغبة داخل الفصل، ومنها المشكلات السلوكية التي تستدعي جلسات ارشادية مع الطالب او حتى التعاون مع ولي امر الطالب لحلها، ومن امثلة هذه المشكلات مشكلة السلوك العدواني او الخجل او المشكلات الاخلاقية.
ويضيف سعد القرني حول مشاكل الطلاب بقوله: ابرز مشاكل الطلاب اليومية التأخر الصباحي والغياب والهروب من المدرسة والتدخين والنوم في الحصص اثناء وجود المدرس وغيرها.
وحل مثل هذه المشاكل يكون بالتعاون مع وكيل المدرسة ومع اسرة الطالب.
من جهته يقول ناصر المغير: المجتمع المدرسي لا يخلو من مشاكل ولكن المشاكل تختلف من مدرسة الى اخرى ومن بيئة الى اخرى فهناك المشاكل الاجتماعية والدراسية والنفسية والاخلاقية.. الخ وحل هذه المشاكل يختلف من مشكلة الى أخرى ومن طالب الى طالب، فليس هناك حل موحد بل يرجع ذلك الى المرشد ورؤيته في حل المشاكل ونوعية الطالب صاحب المشكلة والبيئة التي يعيشها.
قبول الطلاب للمرشد
وحول نظرة الطلاب وقبولهم للمرشد يقول طارق الزهراني المرشد الطلابي يحظى بقبول من الطلاب ويتضح ذلك من خلال لجوء الطلاب له عندما تواجههم بعض المشكلات التعليمية او الاسرية او السلوكية.
اما ناصر المغير فيقول: المرشد الطلابي له اسلوبه وطريقته في كسب الطلاب التي قد ينجح او يخفف فيها ولكن ينبغي على المرشد ان يكسب جميع الطلاب حتى يحظى بقبولهم ويستطيع ان يصل الى قلوبهم فالمرشد قد ينجح في تعامله مع طلابه فيحظى بقبولهم وقد لا ينجح فيخفف في ذلك.
وحول موضوع موقف الاساتذة من عمل المرشد الطلابي يرى محمد الجمعة ان المرشد يتعامل مع ثلاث فئات من المعلمين وهم الفئة المتعاونة جداً والفئة المترددة، والفئة الثالثة وهي الفئة المتهاونة الرافضة لاي تعاون وعلى المرشد الطلابي ان يدرك اساسيات التعاون مع كل فئة من هذه الفئات.
في حين يرى سعد القرني ان المرشد لا يمكن ان يقوم بدوره في المدرسة دون التعاون بينه وبين المدرسين والادارة اذ إن العملية التعليمية والبيئة المدرسية ذات اعمال مترابطة لا تنفك عن بعضها فمثلاً عن طريق المدرس يعرف المرشد الطالب الضعيف دراسياً والطالب السيئ اخلاقياً وعن طريق الوكيل يعرف ايضاً الطالب المتأخر او كثير الغياب والهروب وبالمقابل يعرف المعلم عن طريق المرشد ما اذا كان الطالب يعاني من مشاكل نفسية او اجتماعية او ظروف اسرية.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved