| مقـالات
يجب أن نعترف أن من الأسباب الرئيسة لعدم وجود فرص عمل لعدد من الشباب التستر الذي يأخذ صوراً شتى، منها ما هو شائع بأن يستخرج السعودي سجلاً تجارياً أو رخصة فتح محل مقابل مبلغ زهيد في آخر الشهر، ومنها ما هو عمليات احتيال على الأنظمة والقرارات، ومنه ما نشرته صحيفة عكاظ يوم الثلاثاء 16/1/1422ه وخلاصته أن )80( شركة ومؤسسة أهلية تقدم أسماء وهمية للعاملين من المواطنين لديها حتى تثبت أنها ملتزمة ببرنامج السعودة، من بينها 28 شركة في الدمام، و 22 في الرياض، و 15 في جدة، و 15 في بقية أنحاء المملكة، ويتم ذلك بوضع أسماء وهمية بلغت )800( أكثرها للأصدقاء والأقارب مقابل الحصول على )1000( أو )2000( ريال شهرياً.
لو طبق قرار مجلس الوزراء بألا تقل نسبة السعوديين عن 5% لكل شركة أو مؤسسة لديها أكثر من عشرين عاملاً، لوجدنا أكثر العاملين من السعوديين وبخاصة أن القرار مر على صدوره عدة سنوات، ولكننا نتكلم أكثر مما نفعل، وقد انتبه رجال الأعمال لهذا، فأصبحوا يتكلمون كثيراً عن السعودة، في حين أن المطلوب منهم هو الفعل لا الكلام، ولعل مما دفع لذلك أن الكاتب عن السعودة أو المتكلم عنها لا يدفع شيئاً سوى الاحساس بما فيه العاطلون عن العمل من أبناء الوطن، ولكن هذا الاحساس أيضاً غير كاف ممن يستطيع أن ينقل الاحساس من محسوس الى ملموس وهم أصحاب الشركات.
يبدو أن الأمن الذي وفرته الدولة في بلادنا بتحكيم شرع الله قد جعل رجال الأعمال ينعمون بهذا الأمان على أموالهم فهم لا يؤمِّنون حراسات حتى لمنشآتهم، ولكن - ونرجو ألا يحدث ذلك - ماذا سيفعلون لو أحسوا ليلة واحدة أنهم لا يستطيعون النوم آمنين في منازلهم أو متاجرهم لو تجمع عدد من الشباب العاطلين الذين لا يجدون لقمة العيش وهددوهم؟
اننا نعيش في أمن هو أهم ما ننعم به، ولو - لا سمح الله - اختل ليلة واحدة لضحينا بالمال في سبيل العيش بأمان، فهل يقدر رجال الأعمال ذلك، ويشعرون أن البطالة داء قد يؤدي الى عواقب غير متوقعة مع مرور الزمن دون حل؟
وهل نفعِّل الاحساس بالمواطنة وبوشائجها لنعمل على ايجاد فرص عمل للعاطلين وقد أصبحوا الآن يزيدون عاماً بعد عام من مختلف مراحل التعليم؟
لو فكر رجال الأعمال لدينا في ذلك لوجدوا أن ما وفرته الدولة لهم من مصاريف على النواحي الأمنية شيء كبير، فهل يدفعون هذا في توظيف الشباب الذين يحملون المؤهلات، وينتقلون من مكان لآخر بحثاً عن العمل فلا يجدون الا التسويف أو التصريف؟
دعونا ندق الجرس بصدق ونقول: إن وجود آلاف من الشباب بلا عمل سيهدد مستقبلاً أمننا، وان حرصنا على توظيف غير السعودي لانخفاض أجره، أو لطواعيته لأداء كل عمل، أو لسهولة فصله أو غير ذلك يدل على خلل في انتمائنا الوطني، وفي الحفاظ على أمننا.
إنني أدعو الى ما سبق أن طرحته قبل سنوات من ضرورة وجود وزارة قوى عاملة تعمل على توظيف السعوديين في القطاع الخاص، وتضمن في الوقت نفسه حق العامل وحق صاحب العمل باصدار ضوابط تحدد الحد الأدنى للأجر والمدة الواجبة في العمل مقابل التدريب وغير ذلك مما يضمن حق الطرفين، ولا يدع حجة واهية لمضايقة أو فصل المواطن بعد مدة قليلة من التعيين حتى لو كان بأجر منخفض.
للتواصل ص.ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691
|
|
|
|
|