| مقـالات
هناك من رزقه الله ذرية صالحة.. ونافعة أيضا لأن الصلاح لا يأتي الا بخير.. وهناك من يعاني من أولاده.. اما لإهمالهم لدروسهم، واما لتهاونهم بالواجبات الدينية.. واما لعدم تفهمهم لدورهم الأسري، وقد تجد من لا ينفع والديه.. ولكنه شديد النفع لغيرهم من أصدقائهم أو أهل أصدقائهم.. ويجد الآباء الذين تعبوا في الحياة حتى أسسوا بيوتا وأصبح لديهم من المال ما يسعد أبناءهم ويحقق رغباتهم. يجد بعض هؤلاء عنتا وتعبا من هؤلاء الأولاد.. فهم أي هؤلاء الأولاد لا يحسون بواجباتهم الأسرية.. من خدمة للبيت وتتبع لضروريات الحياة التي فيها نفع لأسرهم.. فهم لا يحسون بشيء من هذا وقد يرفضون طلبا من آبائهم وقد يتفنون في الأعذار، وقد يحيل بعضهم لأمر الموجه اليه الى من هو أصغر منه، وهنا تضيع الكاسة كما يقولون.. مثل هؤلاء الأولاد انفصلوا عن أسرهم من حيث لا يدرون وفضلوا الأصدقاء والبعيدين على أهليهم ووالديهم، وقد يجر هذا الانفصال الى الوبال والى الضياع.. وتفضيل الوالدين بعض أولادهم على بعض، ومن الغريب ان هناك أولادا لا يدركون ضروريات حياتهم المنزلية فلو أمره والده بإحضار الكهربائي لتصليح المكيف فقد يتثاقل ويرى ان ذلك عبء عليه علما ان هذا المكيف فيه فائدة له وراحة.. لكن الاعتماد على الوالد فترة من العمر ولد مثل هذا التكاسل، ويحدثني بعض الأصدقاء ان لديه ابنا يتعب في إيقاظه من النوم عندما يريده في مساعدة.. لكنه لو علم ان صاحبه يريده عند باب المنزل لهب واقفا، وأسرع نحو الباب، ولاشك ان مثل هذا تسيره عواطفه أكثر من عقله.. ويقول هذا الصديق حتى شراء الخبز قد يتكاسل ابني عن شرائه لوطلبت منه ذلك.. ويرى بعض شباب اليوم ان الحياة التي يحيونها تخصهم وحدهم وهم سعداء بها، ويحبذ بعضهم ان تمر الساعات والأيام من غير جهد ولا تعب ولا مضايقة حتى ساعة بدء الدراسة لديهم أشد من الموت ولقياه وكنا نقرأ في مراحلنا الدراسية الأولى هذا البيت:
وفي الجهال نوام يقول غطيطهم
هنا الراحة الكبرى فلا تتذمروا |
ولأن هذه العادات قديمة تمشي مع الزمن وتتجدد كما يتجدد الزمن.
إن البيت بكامله وحده يعيش فيها جمع أصلهم واحد، وهدفهم واحد، ومصلحتهم واحدة لكن قد يأتي من يجعل لكل فرد من هؤلاء تفكيرا آخر.
|
|
|
|
|