| مقـالات
عندما تقرأ هذا العنوان يتبادر الى ذهنك اننا نتحدث عن موضوعين مختلفين احدهما المجتمع والآخر الامن، ولمعرفة العلاقة القائمة بينهما نتعرف اولاً على كل واحد منهما.
المجتمع في تعريفه البسيط هو مجموعة من الافراد تعيش في مكان واحد او منطقة معينة تربطهم الكثير من العلاقات الاجتماعية، يعيشون ويتعايشون في ظروف متشابهة من الناحية الدينية والاجتماعية والسياسية ويتعرضون لظروف بيئية واعلامية وامنية متقاربة في اطار انظمة اجتماعية كالنظام العائلي والتعليمي والديني والصحي والسياسي والاقتصادي وغيرها من الانظمة الاجتماعية الاخرى.
اما الامن فهو لغة ضد الخوف قال تعالى )الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف( والامن مجموعة من الانظمة والقوانين الشرعية والوضعية التي لا تتعارض مع المبادئ والقيم الدينية والاخلاقية، تتبناها الدولة او السلطة بهدف الحفاظ على الارواح والممتلكات واستتباب الامن بخلق مجتمع آمن متكامل. ولكن عندما نطلق كلمة الامن فان الذي يتبادر الى ذهن الكثير من الناس المفهوم البسيط لمعنى الامن وهو المعنى الشرطي اي المفهوم الذي تقوم به اجهزة الامن المعروفة وتركز غالباً على منع الجريمة قبل وقوعها وكشف غموضها بعد وقوعها وتقديم الجاني للعدالة لينال جزاءه، وكذلك ما تقوم به بقية الادارات الامنية التابعة للامن العام، وهذا هو ابسط معاني الامن بمفهومه الشرطي، ولكن الامن بمفهومه الصحيح الشامل مفهوم سياسي عام وحالة اجتماعية عامة ان تحققت تحقق الامن في ظلها، فهو يشمل جميع شئون الحياة الداخلية والخارجية، وتتعاون في تحقيقه جميع المؤسسات الحكومية والاهلية على اختلاف انواعها، ومن انواع الامن مثلاً الامن الجنائي والامن الغذائي والامن الزراعي والامن البيئي والامن الصناعي والامن الفكري والامن الاقتصادي والامن السياسي والامن الاجتماعي وغيرها. ومن هذا المنطلق يعتبر الامن ركيزة من ركائز المجتمع، يستمد المجتمع منه استقراره وتقدمه ولا نبالغ حين نقول ان تقدم المجتمعات يتناسب تناسباً طردياً مع الحالة الامنية في استتباب الامن، فتعاون وزارة الاعلام مع الاجهزة الامنية يساهم في تحقيق الامن الفكري، ووزارة الخارجية في تحقيق الامن السياسي، ووزارة التجارة في تحقيق الامن التجاري، ووزارة الزراعة في تحقيق الامن الزراعي، ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية في تحقيق الامن الاجتماعي بل ان كلاً منهما مكمل للآخر اذ لا يمكن استتباب الامن دون تعاون ودعم المجتمع لجميع الاجهزة الامنية والتنموية، كما ان تعاون المواطن من خلال عدم ارتكابه للمحرمات الشرعية والمخالفات النظامية، وتبليغه عن اي خطر يهدد امن المجتمع يساعد على زرع الامن النفسي والامن الشخصي في نفوس المواطنين والمقيمين، وهذا ما يؤكد مقولة صاحب السمو الملكي الامير/ نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورجل الامن الاول بأن )المواطن هو رجل الامن( فالمجتمع بجميع اركانه وافراده رجال امن وما رعاية صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشئون الامنية لندوة المجتمع والامن المنعقدة بكلية الملك فهد الامنية من 13- 15صفر/1422ه الا دليل واضح على رغبة سموه وجميع منسوبي وزارة الداخلية واجهزتها الامنية على خلق مجتمع امني متكامل
وبالله التوفيق والسداد
مدير ادارة العلاقات العامة بكلية الملك فهد الامنية
|
|
|
|
|