|
| العالم اليوم
من خلال الأفعال وليس الأقوال تؤكد حكومة شارون الإسرائيلية بأن السلام هو آخر ما يريده الإسرائيليون، والأفعال التي ارتكبتها سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية منذ وصول شارون إلى سدة الحكم أكثر من أن تعد أو تحصى، إلا أن الأقوال التي تصدر من وزراء هذه الحكومة تكشف إلى حد بعيد الفكر الذي تستند إليه، فحامل جائزة نوبل للسلام، المنافق الكبير شيمون بيريز يقول ان توسيع المستوطنات على حساب الأراضي الفلسطينية هدفه استيعاب الزيادة السكانية اليهودية لاستيعاب تزايد المستوطنين.. رغم أن الإسرائيلين يعرفون أن المستوطنين يهربون من المستوطنات.
أما المعتوه الآخر افيجدور ليبرمان والذي أعطاه آرييل شارون الوزارة التي استحدثت وفصلت له تفصيلاً في وزارة نتنياهو وأعطيت للمنافق شمعون بيريز في حكومة باراك وزارة البنية التحتية، فيواصل آراءه وعروضه العنصرية النازية والتي كان آخرها طلبه قيام الجيش الإسرائيلي بغزو الأراضي الفلسطينية التي تديرها السلطة الفلسطينية لمدة ثمان وأربعين ساعة لتدمير البنية التحتية للأمن.. ويطلب هذا المعتوه من الجنود الإسرائيلين أن يدمروا كل شيء في الأراضي الفلسطينية وعلى حد تعبيره «يجب ألا يترك حجر واحد وأن يتم تدمير كل المراكز الأمنية ومقرات السلطة الفلسطينية، وأن يتم تدمير كل شيء ويخرج الجيش خلال يومين»!!
مطالب ليبرمان التي قوبلت باستخفاف حتى من الإسرائيلين، لا أجد فيها جديداً، فشارون ووزير حربه بن أليعازر ورئيس أركان حربه الجنرال موفاز يطبقون هذه «المقترحات» ولكن بالتقسيط المريح..!!
إذ لا يمر يوم إلا وتغزو وحدة عسكرية إسرائيلية أرضاً فلسطينية، فقبل أسابيع اقتحمت القوات الإسرائيلية محافظة خانيونس ودمرت ليس المراكز الأمنية فقط بل حتى منازل الفلسطينيين المدنيين.
وقبل أيام دخلت قوة عسكرية إسرائيلية منطقة بيت حانون وتوغلت تلك القوة إلى داخل الأراضي الفلسطينية ولم تنسحب إلا بعد أوامر الجنرال كولن باول وزير خارجية أمريكا.
وقبل ثلاثة أيام تسللت قوة إسرائيلية في منطقة رفح ودمرت مراكز أمنية ومنازل فلسطينية.
وبالاضافة إلى التواجد العسكري المكثف من قبل الإسرائيليين داخل وحول المستعمرات الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية والتي كثيراً ما تقوم دباباتها ومدافعها بفتح نيرانها على المراكز الفلسطينية الأمنية والمنازل فتدمر المباني وتقتل الأبرياء، فإن التجاوزات والانتهاكات العسكرية الإسرائيلية أصبحت عملية اعتيادية اعتاد عليها الفلسطينيون ووفق المنظور العام وتواصل عمليات التسلل والاقتحام الإسرائيلي فإن أراضي السلطة الفلسطينية تعد عملياً محتلة، وان الذي يطالب به ليبرمان مطبق منذ وقت طويل... أما التدمير الذي يريده فإنه ينفذ.. ولكن بأسلوب التقسيط .. إلا أنه طبعاً ليس مريحاً لكل انسان.. إلا إذا كان عنصرياً ونازياً صهيونياً..
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com
|
|
|
|
|
