| وَرّاق الجزيرة
من الأمور التي يحتاج أن نعيد النظر فيها بعد بعض المؤلفين والكتاب في معالجة القضايا الاجتماعية والسلوكية عن كتب التراث العربي والتي تحفل بالكثير من النصوص والشواهد التي تخدمهم في بحوثهم وكتاباتهم، والأغرب من ذلك أن تجد بعض الكتاب لا يذكر كتب التراث إلا بواسطة مصدر نقل عنها وقد يكون هذا المصدر أجنبيا.
وليس بخاف على أحد ان كتب التراث الأدبية والتاريخية تحفل بالكثير من النصوص التي تخدم الدارس لقضايا الناس ومعاناتهم اليومية وربط المشكلة بحل من التراث العربي له رونق خاص ووقع معين، ودعني أضرب لك مثلا أرجو أن لا يكون بعيدا وهو الكتاب الشهير الذي ألفه دايل كارنيجي بعنوان «كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس» فالمتأمل في هذا الكتاب يجد ان المؤلف ركز على عدة جوانب من شأنها تنمية جانب العلاقات الجيدة مع الآخرين «مثل الإنصات للمتحدث، وإعطاء الآخرين فرصة ليعبروا عن ما يدور في صدورهم، وتعظيم ما يقومون به من جهد...» وجميع ما ذكر في كتابه موجود مبحوث في كتب الأدب العربي وكتب الأخلاق التراثية بشكل موسع بل وبعشرات النصوص التي يفوق بعضها ما ذكر دايل كارنيجي وغيره من الكتاب، فمن ذلك على سبيل المثال قضية الإنصات للمتحدث ولا شك ان هذه الخصلة كما أنها أدب رفيع وخلق قويم روت كتب التراث في ذلك العديد من القصص والأقوال يحضرني ما روته لنا هذه الكتب عن أحدهم وهو من كبار السن من قوله عن نفسه «إن الفتى ليحدثني بالحديث فأنصت له وقد استمعت اليه قبل أن تلده أمه!!.
هذا نموذج على شدة انصات هذا الرجل مع أنه أكبر سنا ويعلم المقولة قبل أن يخرج للدنيا هذا المتحدث، ولم يمنعه سنه وعلمه السابق بأن يكون منصتا مؤدبا.
إضافة الى أن تراثنا حفل بالكثير من الكتب التي تناقش قضية الوفاء بالمواعيد والالتزام بالحضور في الوقت المناسب، ولا يخفى على أحد ما لهذه المسألة من أثر كبير في حصول الكثير من المواقف غير المرغوب فيها نتيجة لعدم التقيد بالمواعيد، والأمثلة أكثر من أن تحصر، كل هذه الأمور تجبرنا على أن يكون حضور الكتاب التراثي لدينا أكبر من وضعه الحالي وأن نخصص له وقتا مناسبا لنستفيد من كنوزه ومدخراته، هذا ما نرجوه ونأمل في كل قارئ ومحب لتراث أمته المجيد
|
|
|
|
|