| تحقيقات
* تحقيق صالح آل ذيبة
يوماً بعد الآخر نشاهد او نسمع عن مشاجرات بين الطلاب تصل في الغالب الى الضرب والطعن والقتل احيانا وتكون بشكل فردي او جماعي ولأن هذه الظاهرة تتنافى مع طبيعة مجتمعنا السعودي المسلم وشريعتنا السمحة التي توصي بالتآخي والترابط والتكافل الاجتماعي خاصة ونحن اسرة واحدة نعيش تحت مظلة السلام وعلى أرض المحبة.
وحتى لا تستفحل هذه الظاهرة وتأخذ أبعادا خطيرة تحول أبناءنا الى عدوانيين وقتلة وتنبت في قلوبهم الأحقاد والأضغان وتتطور هذه العداوة وتصل الى مستوى الأسر او القبائل فانه يتطلب من كافة أفراد المجتمع والمنزل والمدرسة ترويض هذه الظاهرة وتكاتف الجهود لقطع دابرها .. لذا كان ل«الجزيرة» هذه الجولة التي استطلعنا خلالها رأي عدد من المختصين وبعض الطلاب وأولياء الأمور حول هذه الظاهرة.
يثأر بعد سنتين
يقول الطالب «ن . صالح» بانه حصل بيني وبين أحد زملائي بالمرحلة الثانوية مشادة كلامية قبل سنتين وقد انقطع زميلي عن الدراسة عقب ايام من تلك المشادة الكلامية وعقب سنتين وأنا أغادر المدرسة فوجئت بزميلي ومعه شخصان يتابعونني أمام بوابة المدرسة وعند البوابة الخارجية انهالوا عليّ بالعصي وكان في يد زميلي سكين يريد ان يطعنني بها وكان يهذي ويقول هل تذكر ما فعلت بي قبل سنتين؟ وقد تدخل زملاؤنا لفك هذه المضاربة وحاولت ابلاغ الدوريات بذلك الا ان زملائي اقنعوني بانه لا داعي لذلك وان هذا لن يتكرر واذا تكرر فانهم شهود على ذلك.
من جانبي في الحقيقة لم افكر يوما ان هذا الزميل يحمل لي هذا الحقد الدفين لاكثر من عامين ليحضر ومعه بعض رفقاء السوء لأخذ ثأره كما قال لأنني نسيت تلك المشاجرة يومها ولكن يبدو لي انه لم يحط بتربية ومتابعة سليمة من اسرته وان الفراغ الذي يعيشه عقب انقطاعه عن الدراسة جعله يفعل هذه الفعلة المشينة التي لم يقدر فيها الزمالة خلال دراسته مع زملائه.
جزاء رادع وتشهير
الطالب مانع محمد بالمرحلة المتوسطة قال ان هذه الظاهرة نراها بشكل يومي داخل المدارس او خارجها وقد حضرت يوما إحدى هذه المضاربات وحاولت التدخل لفك الشجار فلم أنل سوى الضرب والشتم من أحد الطرفين وعندها حرمت التدخل مرة اخرى ولكن وبالرغم من وجود هذه الظاهرة فآمل ان لا تعمموها على كافة الطلاب فهناك طلاب مسالمون ويتجنبون كل ما يسبب لهم المشاكل مع زملائهم وذلك نابع من تربيتهم التربية السليمة وتقديرهم لحق الزمالة وادراكهم للعواقب الوخيمة التي قد تنتج عن هذه المشاجرات والمضاربات. وفي رأيي انه لا بد من وضع جزاءات رادعة والتشهير بمن يرتكب هذه المشاجرات في مدرسته واسرته وباقي المدارس حتى لا يتكررذلك منه.
كما تحدث المواطن راشد سعيد أحمد عن الظاهرة فقال اعتقد انها ليست فطرية ولكنها ظاهرة مكتسبة وغالبا ما يكون اكتسابها من المحيط الذي يعيش فيه الطالب حيث يشاهد ذلك بين بعض زملائه او في الحي او الشارع او حتى في المنزل ومن هنا يتولد لديه احساس بأهمية تطبيق هذه الظاهرة مع من يشد معه في الكلام او يخطئ عليه حتى ولو كان هذا الخطأ لا يذكر ولعلاج هذه الظاهرة لا بد من وقفة صادقة من المنزل والمدرسة والمجتمع وتضافر الجهود في هذا الشأن من خلال خلق روح المحبة والاخاء وتقديم التنازلات وعدم تصعيد المشاكل واعطائها اكثر مما يجب وافهام الابن بان هذه الظاهرة سيئة وعواقبها وخيمة جدا واننا في هذا الوطن الغالي اسرة واحدة يجب علينا مكافحة هذه الظاهرة وتقدير الزمالة والعيش بسلام وحضارية والتطلع لمستقبل مشرق لخدمة بلادنا الغالية.
أما المواطن سعيد عبد الله فقال ان الدور الأساسي في تفشي الظاهرة يعود لولي الأمر حيث يتربى الطالب ويترعرع داخل المنزل وتحت اعين والده وباقي افراد الأسرة وهذه الفترة وقبل ذهاب الطالب للمدرسة كافية لأن تزرع في الطالب قواعد الأدب والاحترام والتربية السليمة وعقبها يأتي دور المدرسة الذي اعتبره ثانوياً وهاماً ايضاً من خلال ان المدرسة دار تربية وتعليم فالطالب مسؤولية المدرسة طالما هو بداخلها يتلقى فيها العلم والتربية والتوجيه والارشاد وتغرس داخله محبة زملائه ومجتمعه وتقتلع منه الميول الى العنف والعدوانية ومناقشة مشاكله سواء داخل المدرسة او خارجها وحلها او اللجوء لولي أمره للمساعدة في ذلك.
لم تصل حد الظاهرة
مدير عام التعليم بمنطقة نجران الاستاذ حسن بن احمد القربي تحدث للجزيرة مؤكدا ان مشاجرات الطلاب او المضاربات مشكلة تربوية تقلق المجتمع التربوي رغم انني اتحفظ على تسميتها ظاهرة فهي موجودة منذ القدم وهي لا تخص الطلاب فقط بل ان الاحتكاكات تحدث في أي مجتمع وكل مكان حتى بين الكبار احيانا فما بالك بطلاب المدارس فهي اذاً نتائج مواقف مختلفة قد تنتهي بالعراك.
والمجتمع المدرسي اكثر التجمعات عرضة لهذه المواقف بسبب العمر وصغر سن افراده وبالتالي عدم التصرف السليم والتحليل الجيد للمواقف فنجد أن بعض المضاربات بين الطلاب اسبابها تافهة وضعيفة ولا تستدعي هذه النهاية. ولا شك ان وجود هذه المضاربات يربك العمل التربوي ويشوه ما تعلمه الطالب من تعليمات ديننا الاسلامي من تسامح وتآخ وتعاطف وان يرحم الكبير الصغير ويحترم الصغير الكبير ويجب القضاء عليها بالتعاون مع البيت والتواصل بين البيت والمدرسة لحل مشكلات الأبناء لأن التمادي في مثل هذه الأمور يؤدي لتصعيدها وقد تنتقل الى مستويات اعلى مما يعطل الطالب عن مدرسته ويشتت انتباهه ويشغله بأمور اخرى بل قد يشغل الاسرة وادارة المدرسة ومعلميها ايضا ويشوه المنظر العام داخل المدرسة وفي الشوارع والميادين العامة. والحلول تكمن في نشر التوعية بين الطلاب وحل مشكلاتهم اولا بأول والمتابعة الدقيقة للتجمعات الطلابية ومعرفة أسبابها وبث روح الاخاء بين الطلاب بالتعاون مع البيت لمعرفة المشكلات التي قد تتولد في الحي وتكون المدرسة مكان تنفيذها.
أسباب ودوافع
عبد الله سعيد القحطاني رئيس قسم التوجيه والارشاد بالادارة العامة للتعليم بمنطقة نجران قال ان من أسباب ودوافع هذه الظاهرة التنشئة الأسرية الخاطئة التي لا تسيطر على الخطأ من الوهلة الأولى فتجعل الفرد يتمادى في العدوان. من مظاهر النمو في مرحلة المراهقة بروز الذات ومحاولة فرض السيطرة على الآخرين . الفجوة الكبيرة بين الكبار والشباب في طرق التوافق والسداد، يضاف لذلك رفاق السوء والشلل والجماعات التي تزين الأعمال العدوانية على انها أعمال رجولية وبطولية. قصور دور المدرسة في التربية السليمة والفراغ الذي يشكل بيئة مناسبة لتفريغ عدوان الشباب وضعف الوازع الديني. ومن سلبيات هذه الظاهرة زرع الأحقاد والبغض بين الطلاب وقلة الدافعية للتعلم وانتشار الرذيلة والسقوط في انحرافات اخرى اشد فتكا كالمخدرات واللواط والسرقة ... الخ، الفوضى والهمجية في المجتمع وانعدام هيبة القانون ورجاله.
وهنا لا بد من دور البيت والمدرسة لعلاج هذه الظاهرة حيث لا بد ان يكون الأبوان على قدر كبير بتصرفات الأبناء ومساعدتهم في اختيار رفقاء صالحين والحزم وقت الحزم ولا يكون هناك تذبذب في رد الفعل. ويجب على المدرسة من اداريين ومعلمين ومرشد طلابي القيام كل بدوره في التربية اولا ثم التعليم ولا بد من حصر هذه الفئة من الطلاب على مستوى المدرسة ومعرفة اسباب هذه الظاهرة وعلاجها ويشترك في العلاج قيام الاسرة بالدور الريادي في التربية كذلك المدرسة ودورها الكبير في محاربة مثل هذه الظاهرة كما يجب ان تقوم الجهات الأمنية بدورها على أكمل وجه وان لا ينطبق عليهم قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد»كما يجب ان تركز وسائل الاعلام على ما يفيد الشباب من البرامج الهادفة والبعد عن البرامج والأفلام التي تثير هذه النزاعات لدى الشباب.
عواقب وخيمة
وقال مشرف الارشاد الطلابي بالادارة العامة للتعليم بنجران الاستاذ صالح حمد آل مشرف للقضاء على هذه الظاهرة يجب ان يكون حزم من المدرسة في التصدي لمثل هذه الممارسات التي تحدث سواء داخل اسوار المدرسة او خارجها واتخاذ اسلوب العقاب لمن يحدث منه ذلك. ويكون لولي الأمر دور ايجابي وفعال في محاربة تلك الظاهرة وافهام ابنه بعواقبها الوخيمة.
المشرف التربوي حسين جليدان قال: ان لهذه الظاهرة سلبيات اهمها زيادة المشاكل داخل المجتمع الواحد وابناء القرية وبالتالي تتفاقم المشاكل وزيادة العنصرية القبلية والعدوانية بين ابناء الوطن الواحد، وزيادة معدلات الجريمة داخل المجتمع، فكم من مضاربة بين الطلاب استخدمت فيها الاسلحة وقد تؤدي بالتالي الى القتل.
ومن طرق العلاج للقضاء عليها ومحاربة الاهتمام بايجاد لائحة داخلية في المدارس للنظر في هذه الظاهرة تعمل بمبدأ الثواب والعقاب .. والتأكيد على فصل كل مرحلة دراسية في مدرسة مستقلة لأن كثيراً من المضاربات تحدث في المدارس المشتركة والاهتمام عند تعيين مديري المدارس والوكلاء والمرشدين الطلابيين في ان يكونوا من اصحاب الخبرة وذوي السيره الحسنة لما تحتاجه مدارسنا في الوقت الحاضر من ضرورة تلمس احتياجات الطلاب والمتابعة الميدانية الجادة لهم.
المعلم
في مكانه المناسب
مدير ثانوية الملك فهد بنجران محمد عبد الله عليان العمر قال: ان هذه الظاهرة من اشد الظواهر التي نراها على الساحة التعليمية والتربوية التي ينتج عنها العديد من المشكلات والعواقب الوخيمة التي تعود على ابنائنا بالسلب والضرر عليهم ولمدارسهم واسرهم ومجتمعهم وأمتهم ككل وهذا ما نراه وما جنته هذه الظاهرة السيئة والعدوانية من غير المبالاة وعدم التقدير للمسؤولية والتي قد وصلت الى حد القتل.
ونرى ان من أهم طرق علاجها تكثيف التوعية لهذه الظاهرة من كل الأطراف «المدرسة البيت المجتمع» وتحديد المسؤوليات وتحديد الواجبات بين اعضاء هيئة التدريس والاهتمام بشكل كبير بالاشراف اليومي من قبل المدرسين والادارة المدرسية ومتابعة الطلاب اثناء الخروج من المدرسة والحزم من قبل مدير المدرسة وادارات التعليم لعملية غياب المدرسين المتهاونين الاكثار من الدورات التدريبية الفنية للمدرسين المستجدين وابلاغ المرشد الطلابي عند حدوث اي من هذه الأشياء حتى يقوم بدوره. التنبيه على المدرسين المكلفين بحصص الانتظار اعطائها بالشكل المطلوب والأهمية الانتقاء للمدرسين كلا حسب كفاءته لكل مرحلة من المراحل التعليمية «ابتدائي متوسط ثانوي » والعمل على توثيق العلاقة بين البيت والمدرسة واخبار كل منها للآخر عند حدوث اي مشكلة من تلك.
وتحدث المرشد الطلابي بثانوية الأمير خالد السديري جبران موسى الرقلي عن اسباب هذه الظاهرة بين الطلاب فقال: ان لهذه الظاهرة بين الطلاب أسباباً ودوافع داخل المدرسة أهمها التعصب القبلي وخاصة اذا كانت المشكلة بين طالبين كل طالب من قبيلة تتعدى المشكلة الى معظم الطلاب، وهناك اسباب شخصية مثل تعدي الطالب على زميله لأغراضه الشخصية او سبه او شتمه بين الطلاب او توعده خارج المدرسة.. والزعامة داخل الفصل او حب السيطرة فمثلا طالب يجب ان يؤدي دور الزعيم والرئيس داخل الفصل ويتوعد كل طالب يحاول ان يأخذ منه هذا الدور داخل المدرسة وخارجها.
أين الخلل أولا؟
الاستاذ عبداللطيف طاهر علاقي مدير متوسطة أحد اشار الى ان من الظواهر السلبية التي يعاني منها المجتمع بصفة عامة والمجتمع التربوي بصفة خاصة ظاهرة التشاجر بين الطلاب «المضاربات» وقد ترتب على هذه الظاهرة آثار سلبية كثيرة مادية ومعنوية وكلها تنمي مشاعر الفرقة والتناحر بين ابناء المجتمع وتشغل الجهات الأمنية عن واجباتها وانصراف الأبناء عن أهدافهم الرئيسية في حياتهم المستقبلية مع هذه الظاهرة بالبعد عن مسؤولياتهم في التعلم والبناء والقدوة الحسنة وعانى كثير من الآباء من عقوق الأبناء الذين اوصلوهم الى أبواب الشرط والسجون ولعل ما يثير دوافع الحزن والأسى ان هذه الظاهرة قد تنشأ قي مجتمع مسلم وهي تتنامى يوما بعد يوم في بيئة تتخذ من الخلق نبراسا وهدفاً امثل، ومن نتائجها التي وصلت حد الاسراف في العداء انتقال بعض اطرافها الى المستشفيات والبعض الآخر حمل عاهات مستديمة والبعض مع الأسف الشديد قد انتقل الى الرفيق الأعلى، والجاني او الجناة في كل الأحوال يطلق عليهم طلاب علم كلمة هي ابعد من ان تلوث بهذه الصفات وهي اسمى من ان تقترن بمثل هذه الشخصيات، والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي الأسباب؟ وما هي الدوافع؟ وأين يكمن الخلل؟.
هل هو في المنهج التربوي الحديث الذي تتبناه مؤسساتنا التربوية في مجتمعنا؟
هل هو في الأساليب التربوية المتبعة داخل المؤسسات التربوية واخص بالذكر مدارس التعليم العام وفق تعليماتها الحديثة؟
هل هو في أساليب التربية داخل المنازل وغياب شخصية ولي الأمر وانشغاله باهتمامات شتى وانصرافه الكامل عن منزله؟
هل هو في غياب الوسائل الأمنية الرادعة التي وجد من خلالها مثل هؤلاء الأبناء متسعا للعبث والشجار والتطاحن خارج أروقة المدارس دون أدنى حساب لسلطة ولي الأمر وممثليه؟
وهل الأسباب تعود الى دوافع ذاتية نشأت مع الأبناء نتيجة اليأس والقنوط والاحباط والتفكير الضيق في محيطهم.
وهل هو ناتج عن غياب القدوة الحسنة والمعلم المربي الأصيل الذي يتمثل الفضل ويعلمه ويجد فيه ومعه الأبناء علماً وأدباً وسلوكاً راسخا ينتقل معهم في حياتهم المستقبلية ؟.. اسئلة كثيرة .
انني ودون تحفظ أود تنامي هذه الظاهرة واستمرارها الى كل هذه الأسباب وأدرك ويدرك معي كل ذي وعي ان كل جهة لابد ان تتحمل مسؤولياتها، فالمنهج يظل ناقصا اذا لم تسانده قوة الدعم التربوي من كل الجهات سواء في ذلك ولي الأمر او الرجل المسؤول او عابر الطريق ولا بد من أنظمة صارمة تحد من هذا العبث وتضع الأمور في نصابها والمدرسة لابد ان تحظى بمساحة من الصلاحيات التي تساهم في دعم قوتها العلمية والتربوية داخل الحي او المدينة وتحفظ مكانتها كمنارة اشعاع تنير للأجيال طريقها ولن تنشأ هذه القوة الا بوجود الرجال الذين يعدون اعدادا مناسبا ويختارون بعناية لقيادة هذه المؤسسات ولا بد ان ينشأ لدى الأبناء وعي كامل بحقوق الآخرين سواء في المنزل او المدرسة او الطريق من خلال حملات التوعية التي تشترك فيها الجهات المعنية سواء في ذلك التربوية او الاجتماعية او الأمنية ولن يصلح آخر هذه الأمة الا ما صلح به اولها.
الاخصائي النفسي علي حسين المحامض في مستشفى الصحة النفسية بنجران قال: تعتبر ظاهرة المضاربة عند الطلاب في المدارس احدى المشاكل التي تواجه المرشد الطلابي ومدير المدرسة، وتحتاج الى تفسير، وبيان الأسباب التي أدت الى ذلك وكيف يمكن مواجهة تلك الظاهرة.
فيجب اولا تعريف ماهية المضاربة عند الطلاب فعند تحديد التعريف نبدأ من نقطة الانطلاق نحو الحل، فالمضاربة تقع تحت بند «اضطراب السلوك» وهو النمط الثابت والمتكرر من السلوك العدواني وغير العدواني الذي فيه تنتهك حقوق الآخرين.
واضطراب السلوك يقع في انواع عدة فمنها السلوك المضاد للمجتمع وهو السلوك الذي يسبب أذى للمجتمع والمرافق العامة، وقد يوجد في جميع مراحل العمر ولكنه أكثر شيوعا ما بين عامي السابعة والحادية عشرة ومنتصف المراهقة ويأخذ أشكالاً عدة.
وهناك ايضا السلوك العدواني ويشمل نشاطاً عدوانياً بالضرب وغيره وقد يكون لفظيا.
النوع الثالث التقلبات المزاجية وهي انفجارات في الغضب اكثر حدوثا بين الأطفال الصغار.
الرابع الشجار وينتج عن جدال او نقاش غاضب ينتهي بالهجوم وهو فعل مشترك بين اثنين او اكثر على العدوان الذي هو فعل فردي.
وهناك ايضا نوع آخر بالمضايقة والتميز على الغير وهي اشكال عدوانية للسلوك وتؤدي الى الشجار تكون بالسخرية والاستهزاء تؤدي الى اثارة الطرف الآخر.
ويبدأ اضطراب السلوك قبل البلوغ كما ان البداية المبكرة قد تؤدي الى الاستمرار حتى بعد سن البلوغ وهذا الاضطراب قد يؤدي الى الفشل الدراسي والخروج عن القانون بالاضافة الى الإصابات الجسمانية الناتجة عن تعدد الشجارات.
وقد ترجع اسباب هذه الاضطرابات السلوكية الى عدة عوامل منها العوامل الوراثية فهم يرثون عن آبائهم السلوكيات والعواطف او شذوذ الجينات الوراثية.
اضطراب وظيفة الدماغ وكذلك العوامل الاجتماعية التي تتضمن اضطراب الجو العاطفي داخل الأسرة لعدم وجود شخص بالغ يرتبط به الطفل عاطفيا لاضطراب الأسرة بانفعال الوالدين او لتشجيع الآباء لأبنائهم لخرق القانون، كما ان نقص الاشراف والرعاية للأطفال يجعلهم عدوانيين.
ويمكن معالجة هذه الظاهرة بعدة طرق:
منها العلاج الوقائي بتجنب الاسباب التي تؤدي الى اضطراب السلوك.
العلاج النفسي والاجتماعي على ان يكون تبصيريا بإقامة علاقات علاجية مؤثرة ومحدثة تغير في سلوك الطفل او المراهق.
العلاج الدوائي وذلك باستشارة الطبيب نحو افضل العلاجات النفسية المناسبة باستخدام وسائل مقاييس علاج مختلفة.
كما ان العلاج الأكبر يكون داخل المنزل لما يلاقيه الطالب من اهتمام من قبل الوالدين فإن اسلوب التنشئة الخاطئة من المنزل من قسوة الوالدين، التفرقة في المعاملة بين الأبناء يسهم في ظهور العنف بالاضافة الى محاولة التقليد لمن يتأثر به الطالب من الاصدقاء وما يشاهده عبر وسائل الاعلام المختلفة.
وللنشاطات المدرسية المختلفة التي يمارسها الطالب تفريغ لهذا النشاط الزائد الذي قد يتحول الى عنف بين الطلاب.
|
|
|
|
|