|
| الاقتصادية
يطلق بعض الباحثين على المبادئ الاحصائية خطأ اسم علم الاحصاء، والحقيقة أن الاحصاء ليس علماً مثل العلوم الاخرى كالفيزياء والكيمياء وعلم النفس.. الخ، وإنما هي طريقة علمية تستعمل في معالجة واستخلاص الاتجاهات الرقمية لبعض الظواهر العلمية والاجتماعية التي تتمثل في حالات أو مشاهدات متعددة. وتسير الطريقة الاحصائية في خطوات أربع وهي:
أ جمع البيانات العددية عن الظاهرة أو الظواهر المراد دراستها.
ب تبويب هذه البيانات وتمثيلها بيانياً.
ج تحليلها.
د تفسيرها.
ولمعرفة المقصود بكل من هذه الخطوات سنتعرض لكل منها بالشرح والتوضيح.
أ جمع المعلومات:
اذا أردنا دراسة ظاهرة أو معالجتها بالطريقة الاحصائية، فلا بد لنا من جمع المعلومات أو البيانات الرقمية الضرورية عن هذه الظاهرة. ويتم جمع المعلومات المطلوبة عادة باحدى الطريقتين التاليتين:
1أخذها من مصادر كانت قد قامت. بجمعها سابقاً، وذلك مثل البيانات الاحصائية التي تقوم بجمعها ونشرها الهيئات الحكومية، أو الاتحادات التجارية أو مراكز البحوث، أو غيرها.
2 القيام بجمعها شخصياً وذلك في الحالات التي تكون فيها المعلومات المطلوبة غير متوفرة، أو اننا نشك، لسبب أو لآخر، في صحة ما قد سبق جمعه منها.
ولاشك ان القيام بجمع المعلومات بالطريقة الثانية، أي قيام الباحث بجمع المعلومات التي يريدها شخصياً، أمر صعب ويحتاج الى المزيد من التدريب والعناية، هذا بالإضافة الى ماقد تحتاجه هذه العملية من الجهد والوقت والمال في كثير من الاحيان.
ويتم جمع المعلومات أو البيانات الاحصائية الخاصة بأي ظاهرة من الظواهر عادة أما عن طريق الحصر الشامل لجميع الأفراد الذين يتميزون بها، أو عن طريق أخذ عينة منهم، خصوصاً إذا كان عددهم كبيراً، أو لا يمكن الاحاطة بهم جميعهم لسبب أو آخر.
وتكون العينات على انواع متعددة تختلف باختلاف الطرق التي يتم بها اختيار الافراد الداخلين فيها. وسوف نأتي على شرح هذه الانواع. وبعد تحديد نوع العينة المراد اختيارها وكذلك الافراد الداخلون فيها نقوم بجمع المعلومات المطلوبة عنهم أما عن طريق المشاهدة الحرة أو المقيدة، أو عن طريق الاستمارات أو غير ذلك. وتحتوي الاستمارة على أسئلة متنوعة بحيث تمكن الباحث من الكشف عن الجوانب المتعددة للظاهرة المراد دراستها. وفي العادة، أما ان ترسل الاستمارة للاشخاص المشتركين في الدراسة.
ويطلب اليهم تعبئتها واعادتها، أو يقوم الباحث نفسه أو أي شخص آخر لديه الخبرة الكافية بمقابلة المشتركين في الدراسة لاستجوابهم على ما فيها ومن ثم تسجيل هذه الاجابات.
ومما لاشك فيه ان اهمية الدراسة الاحصائية بكاملها تعتمد على الدقة في جمع البيانات المطلوبة وكذلك على مدى ارتباط هذه البيانات بالظاهرة المراد دراستها. فإذا نحن لم نوفق في جمع بيانات صحيحة هادفة ومعبرة وبالطرق السليمة كان ذلك مدعاة الى عدم ثقتنا بها وبكل ما يترتب عليها من نتائج. والسبب نفسه علينا قبل الاعتماد على البيانات الاحصائية التي يجمعها الغير أن نأخذ بفحصها وتمحيصها لنتأكد من صلاحيتها ومن أنها جمعت بطرق سليمة. وإذا خالجنا ادنى شك في ذلك، فعلينا اهمالها وعدم الاخذ بها، هذا ونتطرق الى باقي خطوات الطريقة الاحصائية لاحقاً إن شاء الله.
والله الموفق،
(إخصائي إحصاء) الرئاسة العامة لتعليم البنات
|
|
|
|
|
