| مقـالات
قبس:
«الشجرة تستند الى الشجرة، والإنسان يستند الى البشر» - حكمة عالمية -
***
حينما اتحدث عن جائزة الصحافة العربية المكتوبة والمرئية فأنا لا اتمركز حول الذات التي يعاني معظم الكتاب من تضخمها ويظل الكاتب في محاولة لكسر تورمها بجلد الذات حينا وقبول النقد حينا آخر بيد ان هناك صنفاً من الكتاب لا يمكنه الفلات من أسر الذات ولكني أتحدث عن تجربة رائدة على مستوى العالم العربي تبنتها الامارات من خلال نادٍ للصحافة هناك.
لم تكن جائزة الصحافة العربية بالنسبة لي مجداً أو بريقاً بقدر ما هي انتزاع لاعتراف العالم بقدرة المرأة السعودية واستمرارية مواصلتها طريق العمل الذي تحب حتى وان كانت تمشي الى الجائزة بدون نقابة او جمعية للصحافيين.. حتى وان كانت بلا بطاقة صحفية تحمل اسمها.. حتى وان لم يكن لها حقوق مساوية لحقوق الصحافي الذي يحاول تطويرها من خلال نظام أو قانون منتظر.
منذ خمسة عشر عاما وأنا أكتب للجزيرة في طريق طويل واتعامل مع سياسة أكثر من رئيس تحرير.. تجرحني بعض الأشواك تدميني فاحتمل واحتضن بعض الورود ليبقى شذاها سنين طويلة.
وتبقى الجزيرة صاحبة الفضل الأول في بناء شخصيتي الصحفية وافساح المجال لقلمي ان يصقل.. لكنني حين فزت فقد تذكرت معنى ان تكون منفتحا للتجربة.. تذكرت بداية احترافي للصحافة قبل ستة أعوام حينما كنت أقبل على توجيهات الأستاذ محمد أبا حسين دون استشراف للمستقبل.. تذكرت الصديقة د. هناء المطلق وهي تحدثني عن حالة تعالجها مشكلتها العنف وتقترح ان أعالج الموضوع صحفيا.. فأقبل أنا على تجربة تعدد مصادر العمل الصحفي من خلال الانترنت وتطبيق فكرة ادخال البحث الاجتماعي بتوازن في العمل الصحفي.
أما لماذا مجلة المجلة؟ فقد كانت مشيئة الله لأحصل على الجائزة حيث كان التوجه ان يكون الطرح عربياً دون اعلان اللجنة بذلك وكان موضوع «العنف ضد المرأة العربية، والزوجة الثانية» الموضوعين اليتيمين اللذين نشرا في صيف 2000م والذي كنت فيه مبتعدة عن الكتابة في الجزيرة لترتيب الأوراق وايقاف اللهاث لتقديم الذات.
كانت خطوتي بالابتعاد جريئة وكنت اتدرب على أهمية تحمل مسؤولية اتخاذ القرار وكان لابد من الانفصال العاطفي عن الجزيرة لبعض من الوقت حتى تكون العودة باختيار وقناعة أكيدة.
هذه الجائزة هي اعلام لكل زميلة صحفية ألا ينكسر قلمها مهما عانت فطريق النجاح لا يكون معبداً... هذه الجائزة لكل صحافية سعودية لا تعرف الى أي مدى يدرك العالم مسؤولية الصحافي ويقدر عمله خاصة ونحن في عصر المعلوماتية.
الآن وفي ظل الانترنت لم يعد صعباً ان يتعرف العالم أجمع على قلم امرأة سعودية تطرح أجمل معادلة لا تختل في تحقيق دور اجتماعي مميز من خلال اطار ملتزم.
وهذا ما قلته للفائزات من الدول العربية حيث قلت لهن ان تأتي امرأة من الخليج فان هذا يعني طريقاً طويلاً من العمل الجاد.. وأرضاً زلقة بها الكثير من الواجبات تجاه الزوج والأبناء رغم أهميتها فانها تشد بعض النساء تثنيهن عن الاستمرار.. لذلك كانت الجائزة بالنسبة لي تقديراً للصمود والاستمرار.
nahed@nahed.net
|
|
|
|
|