| مقـالات
وزارة المعارف لا تعرف ولا تريد أن تعرف شيئاً عن مشكلاتنا في الميدان، فهمومها لا تتجاوز مجرد التنظير بعيداً عن واقع ومعاناة مدارسنا، الامكانات متواضعة، وحال مبنى المدرسة المتهالك لا يساعد على تحقيق أي انجاز تعليمي يذكر. المعلمون لا يؤخذ برأيهم، فقد ملوا وسئموا كثرة التعاميم، وهم - أي المعلمون - فوق ذلك لا يجدون أدنى تقدير من لدن مقام الوزارة التي لا تقف معهم ضد من يحاول التطاول على مكانتهم. معلمونا مرهقون بسبب ارتفاع انصبتهم التدريسية وكثرة اعمالهم الورقية، هذا خلاف أن عملهم التربوي ممل بطبيعته.
المشرفون التربويون يتعاملون مع معلمونا بفوقية وبيروقراطية واضحة. أما مجتمعنا المحلي فهو الآخر قد نفض يديه من مدرستنا. في ظل مثل هذه الظروف كيف تطالبون المدرسة بتقديم تعليم نوعي متميز؟ أتدرون من يقول بهذا الكلام؟.. انه مدير مدرسة محبط وجد له في زمن الندرة طريقاً الى ادارة احدى مدارسنا. ودون الدخول في مناقشة ما يعتقده هذا القيادي التربوي فانه يبقى من غير المقبول على الاطلاق ان يكرر هذا المدير على مسامع هيئته الادارية والتدريسية مثل هذا الحديث فيصيبهم بفيروس «الإحباط وفتور الهمة» الذي يحمله في دمه. يجب أن يعلم مدير المدرسة هذا وامثاله ان ضعف الواقع «متى ما وجد» لم يكن في يوم ما حجة للتوقف عن مواصلة العمل الجاد.
الطلاب ينقذون الموقف:
تشتكي المؤسسات الثقافية والتعليمية من ضعف الاقبال على حضور المحاضرات والندوات العلمية، بالتالي غياب التفاعل والحوار الهادف البناء حول قضايانا التربوية والثقافية. وكثيراً ما تواجه بعض الجهات حرجاً شديداً عند قدوم محاضر له ثقله التربوي أو الثقافي فلا يجد من يتحدث اليه. وهنا يشكل الطلاب لبعض المؤسسات مخرجاً من تلك الأزمة (على أهمية حضورهم أنفسهم لبعض الندوات»، فالطلاب يمكن جلبهم تحت التهديد الى قاعات المحاضرات ليكثروا من السواد. وبهذه المناسبة أذكر ان طالباً تقدم للمسؤول في جهته التعليمية مبدياً طلبه إعفاءه من الغياب عن احدى محاضراته، وعند سؤاله عن سبب تغيبه ذكر ان الجهة نفسها طلبت منه وبمناسبة زيارة أحد القياديين التعليميين أن يغادر قاعة الدرس ليجلس أمام جهاز الحاسب ويعبث بمفاتيحه الى حين مغادرة ذلك القيادي لقسم الحاسب.
|
|
|
|
|