|
| العالم اليوم
* إعداد: سالم العنزي
اعتماد تمويلات بمبلغ 205 ملايين دولار امريكي لتلبية الخطط الطارئة للسلطة الوطنية الفلسطينية
تأكيداً للدعم العربي الشامل للشعب الفلسطيني في مواجهة التصعيد المتواصل للاعتداءات الاسرائيلية، وتعزيزاً لانتفاضة القدس المباركة قرر قادة الدول العربية في مؤتمر قمة القاهرة الذي عُقد في الفترة من 23 إلى 24 رجب 1421ه الموافق 12 - 13 اكتوبر تشرين الاول 2000م تقديم الدعم للفلسطينيين والوقوف الى جانبهم.
وقد اعتمد القادة العرب في تلك القمة اقتراحاً بمبادرة المملكة العربية السعودية لوضع آلية عملية لهذا الدعم بغرض الحفاظ على الهوية العربية الاسلامية للقدس الشريف لتمكين الاقتصاد الفلسطيني من تطوير قدراته وفك ارتباطه تدريجياً بالاقتصاد الاسرائيلي.
وقد قررت القمة الموافقة على ما اقترحه سمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء صندوقين بموارد اجمالية قدرها مليار دولار امريكي وحظي البنك الاسلامي للتنمية بمهمة اسناد تنفيذ اعمال الصندوقين.
برنامج معالجة المرضى الفلسطينيين
1 صندوق انتفاضة القدس:
ويهدف الى تقديم الرعاية المعيشية والتعليمية الكريمة لأسر الشهداء والجرحى والمصابين بموارد مالية تبلغ مائتي مليون دولار امريكي.
2 صندوق الأقصى
ويهدف الى المحافظة على الهوية العربية الاسلامية للقدس وتمكين الاقتصاد الفلسطيني من تطوير قدراته الذاتية وفك الارتباط بالاقتصاد الاسرائيلي، والى مواجهة سياسة العزل والحصار التي تمارسها السلطات الاسرائيلية بموارد مالية تبلغ ثمانمائة مليون دولار امريكي.
وقد عقد وزراء المالية اجتماعا في القاهرة بتاريخ 27 شعبان 1421ه الموافق 23/11/2000م لبحث تعبئة الموارد للصندوقين وأسلوب ادارتهما، وكانت اهم نتائج الاجتماع مشاركة 12 دولة في المساهمة بموارد الصندوقين بما مجموعه 693 مليون دولار امريكي.
وقرر وزراء المالية في اجتماعهم ان يوكلوا البنك الاسلامي للتنمية ادارة الصندوقين لما يتميز به من اتصال وثيق بعملية التنمية البشرية في فلسطين طوال 25 عاما مضت، سواء قبل انشاء السلطة الوطنية او بعد اقامة الحكم الذاتي في الضفة والقطاع فضلاً عن انه كان مواكباً بتمويلاته للظروف الاستثنائية في فلسطين التي تتطلب دعماً خاصاً ومنها الانتفاضة المتعاقبة.
وقد وجه وزراء المالية بان تكون ادارة الصندوقين من خلال الآلية الادارية التالية:
المجلس الأعلى للصندوقين:
ويتكون من وزراء المالية للدول المساهمة والسلطة الوطنية الفلسطينية والامانة العامة لجامعة الدول العربية كعضوين دائمين والبنك الاسلامي للتنمية بصفته عضواً مراقباً.
وتشكيل لجنة ادارية من ممثلي الدول المساهمة فرادى ومجموعات بحد ادنى يعادل 3% من رأس المال المعلن للصندوقين، ويشارك في تلك اللجنة ممثلون عن السلطة الوطنية الفلسطينية وممثل عن جامعة الدول العربية.
تفعيل الصندوق:
باشر البنك الاسلامي للتنمية في غضون يومين من اجتماع القاهرة بفتح حسابات مصرفية للصندوقين في عدد من المؤسسات المصرفية التابعة للدول الاعضاء العاملة في السوق الدولية كما تم اعداد الوثائق التأسيسية والتنظيمية للصندوقين خلال فترة عشرة ايام.
وبناء على مناقشات فنية مستفيضة مع خبراء من المؤسسات التمويلية العربية.
واعتمدت اللجنة الادارية للصندوقين خلال فترة الاشهر الاربعة الاولى من تأسيس الصندوقين ثلاثة اجتماعات وقد كان من ابرز ماتم انجازه مايلي:
أ اعتماد تمويلات بمبلغ 205 ملايين دولار امريكي لتلبية متطلبات الخطط الطارئة للسلطة الوطنية الفلسطينية من برامج ومشاريع وذلك لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني خلال انتفاضته المباركة.
ب وفي هذا الإطار اعتمد المجلس الاعلى مبلغ 600 مليون دولار امريكي لدعم موازنة السلطة الفلسطينية.
ج 10 ملايين دولار امريكي للصرف على الاحتياجات العاجلة لوزارة الصحة.
حيث تم تخصيص برامج معينة لكلا الصندوقين فبرامج صندوق انتفاضة القدس تشمل الآتي:
1 برنامج كفالة أسر الشهداء:
ويهدف هذا البرنامج الى التخفيف من معاناة الاسر التي استشهد عائلها، والتي فقدت مصدر رزقها: والاسر التي اصيب رب الاسرة فيها بشكل يمنعه من العمل.
وخصصت ميزانية سنوية لهذا البرنامج تقدر بمليوني دولار امريكي ويتم صرف المخصصات شهرياً بتحويلها باسماء الشهداء وارباب الاسر.
2 برنامج معالجة جرحى الانتفاضة:
نظراً لتنوع الإصابات التي وقعت على جرحى الانتفاضة وخطورتها ودقتها فقد اعتمد الصندوق برنامجاً.. تم من خلاله معالجة الحالات المستعصية خارج فلسطين، وذلك بالتنسيق مع المؤسسات والمستشفيات خارج فلسطين ويمول البرنامج كلفة النقل والاقامة، وقد اعتمد مبلغ مليون دولار كميزانية اولية لهذا البرنامج، ويجري حاليا تنفيذ البرنامج بالتنسيق مع المستشفيات العلاجية خارج فلسطين.
3 برنامج الرعاية التعليمية لأسر الشهداء:
ويقدم البرنامج الرعاية التعليمية لافراد اسر الشهداء الذين شملهم برنامج الكفالة، بحيث يتم تغطية كلفة الدارسين الى حين الانتهاء من المرحلة الجامعية او بلوغ سن 25 عاماًَ، وقد خصصت لهذا البرنامج ميزانية سنوية تقدر بمليوني دولار امريكي.
4 برنامج تأهيل وتدريب الجرحى والمعوقين واسر الشهداء:
ويهدف هذا البرنامج الى اعادة تأهيل المصابين الذين منعتهم الاصابة من الاستمرار في اداء اعمالهم من خلال اعادة تأهيلهم طبياً ومهنياً، ليكونوا قادرين على اداء صرف ومهام تتناسب مع نوعية الاصابة.
وقد اعتمد للبرنامج مبلغ 4 ملايين دولار سنويا لمدة ثلاث سنوات خُصص مبلغ 5 .3 ملايين دولار امريكي لتدريب الف معاق على برامج الحاسب الآلي، وتقديم التأهيل الطبي لعدد يزيد على المائة من ذوي الإعاقات الشديدة وخُصص له مبلغ مليون دولار.
5 برنامج المساعدة العاجلة لطلبة الجامعات الفلسطينية:
ويتم في هذا البرنامج مساعدة الجامعات الفلسطينية وإعادة طلاب هذه الجامعات الذين يبلغ عددهم ستين الف طالب وطالبة وقد انقطعت الموارد المالية للعديد منهم وعشرة آلاف طالب وطالبة بسبب انقطاع اولياء امورهم عن العمل، وقد رصد لهذا البرنامج مبلغ مليوني دولار امريكي وساهم البنك الاسلامي للتنمية بمبلغ 100 دولار امريكي.
وقد دخل البرنامج حيز التنفيذ بانشاء صندوق دائم لتقديم الدعم للطلاب وفق اجراءات يتم الاشراف عليها من قبل وزارة التعليم العالي في السلطة الوطنية الفلسطينية وممثلين عن الجامعات الفلسطينية، ومكتب محافظ البنك الاسلامي للتنمية عن فلسطين، وممثل عن البنك الاسلامي للتنمية.
اما مشروعات صندوق الأقصى فتشتمل على الآتي:
1 ترميم وإعادة بناء المنازل والعقارات المتضررة في فلسطين:
حيث يهدف المشروع الى ترميم واعادة بناء المنازل والعقارات والممتلكات التي تضررت اثناء انتفاضة القدس الشريف بسبب العدوان الاسرائيلي وقد خصص له مبلغ 7 ملايين دولار.
2 تنمية المشروعات الصغيرة والصناعات المنزلية في فلسطين:
ويسعى المشروع الى مساعدة الاقتصاد الفلسطيني الذي تأثر بالانتفاضة الحالية من خلال تنمية القطاع الانتاجي وذلك عن طريق ايجاد مصادر دخل اقتصادي مستمر لاكثر المجموعات تأثراً بالانتفاضة.
ومن شأن المشروع ايجاد فرص عمل وخفض معدلات البطالة عن طريق توفير التمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ذات المردود التنموي الاقتصادي والاجتماعي.
وتقدر تكلفته ب14 مليون دولار يساهم صندوق الاقصى في البرنامج بمبلغ 10 ملايين دولار وتساهم جهات اخرى بمبلغ 4 ملايين دولار.
3 إنشاء صوامع الغلال:
وهذا المشروع يهدف الى دعم الاستقلال الغذائي للفلسطينيين وسيطرتهم على مواردهم الغذائية الاساسية ويشمل المشروع انشاء 20 صومعة معدنية لتخزين الغلال، تحت اشراف وزارة التموين الفلسطينية.. وتبلغ كلفة المشروع 606 ملايين دولار. يساهم صندوق الاقصى منها بمبلغ 4 ملايين دولار وايضا البنك الاسلامي للتنمية بمبلغ مليوني دولار.
4 مشروع التنمية الزراعية المتكاملة:
وتبلغ تكلفته الاجمالية 34. 4 ملايين دولار ويهدف الى اصلاح الاراضي التي تعرضت للتجريف والتخريب والى المحافظة على استمرارية الزراعة وارجاع المزارع الفلسطيني الى ارضه مع المساعدة في تشغيل الايدي العاملة لتخفيف وطأة البطالة السائدة في فلسطين وبخاصة العمال الذين انقطعت مصادر رزقهم نتيجة للإغلاق.
وتشرف وزارة الزراعة على تنفيذ هذا المشروع من خلال اجهزة السلطة المعنية مثل الادارة العامة لتطوير الاراضي، والادارة العامة للارشاد والتنمية الريفية ويساهم صندوق الاقصى في التمويل ب34 .4 ملايين دولار.
5 مشروع إعادة تأهيل المرافق التعليمية والصحية والبنية التحتية:
ويتم فيه تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني بتوفير فرص عمل بشكل سريع، وايجاد مصدر دخل للعاطلين عن العمل بسبب الحصار والعدوان، والى تقديم الخدمات للذين هم في امس الحاجة اليها في مجالات الصحة والتعليم والخدمات العامة.
ويشمل المشروع إنشاء وإعادة تأهيل عيادات صحية وبناء وإعادة تأهيل فصول دراسة لزيادة الطاقة الاستيعابية للمدارس، وإعادة تأهيل طرق داخلية وبعض مرافق الخدمات العامة في 57 قرية موزعة على 11 محافظة في الضفة الغربية و41 بلدية وقرية و تجمعاً سكانياً في قطاع غزة.
وينفذ المشروع من خلال عشرات المشاريع الصغيرة التي تتراوح كلفتها بين عشرة آلاف ومئة وخمسين الف دولار لكل مشروع وبإجمالي يبلغ 20 مليون دولار، وقد تم التفاهم مع وكالات تنفيذ تنجز اعمالا مماثلة في فلسطين لتنفيذ اجزاء من هذا المشروع، تحدد لكل منها وهي المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار «بكدار» والبنك الدولي وبرنامج الامم المتحدة الانمائي.
6 مشروع تجهيز المستشفيات العلاجية )المرحلة الثانية(:
ويقوم المشروع على دعم المستشفيات والمؤسسات العلاجية التابعة للسلطة الفلسطينية، وسد النقص الحاصل في علاج جرحى الانتفاضة والمرضى العاديين في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها فلسطين، ويتضمن المشروع توسيع واستكمال البناء وتوفير التجهيزات والمعدات الطبية المتخصصة القلب والجراحة والعيون والولادة، بحيث تغطي العديد من المستشفيات والوحدات العلاجية المتخصصة.
وقد خصص لهذا المشروع مبلغ 20 مليون دولار من صندوق الاقصى تشرف على تنفيذ هذا المشروع وزارة الصحة في السلطة الوطنية الفلسطينية.
7 مشروع التنمية الزراعية المتكاملة «المرحلة الثانية»:
يهدف المشروع الى اصلاح الاراضي التي تعرضت للتجريف والتخريب، وللمشروع اهداف ثانوية مهمة منها:
المحافظة على استمرارية الزراعة وارجاع المزارع الفلسطيني الى ارضه والمحافظة على استمرارية عمل المشاتل الخاصة في الاراضي الفلسطينية، والمساعدة في تشغيل الايدي العاملة، ومحاربة البطالة الناتجة عن الظروف السائدة في فلسطين وبخاصة العمال الذين انقطعت مصادر رزقهم نتيجة للاغلاق.
والمساهمة في حل مشكلة المياه، وذلك عن طريق حفر الآبار وبناء الخزانات الارضية لاستخدامها في الري التكميلي وللشرب في القرى الفلسطينية، ويسهم صندوق الاقصى في تمويل المشروع بمبلغ 11 مليون دولار امريكي.
8 مشروع دعم مؤسسات تأهيل المعوقين:
ويقدم المشروع دعما لمراكز ومؤسسات تأهيل المعوقين في فلسطين لسد العجز الحالي في علاج مُعاقي الانتفاضة..
ويسعى المشروع بوجه عام الى تحسين معيشة الاشخاص المعوقين، ذوي الاحتياجات الخاصة، بإكسابهم المهارات الاجتماعية والمهنية اللازمة لزيادة فرص دمجهم في محيطهم الاجتماعي والاقتصادي.
وتبلغ الكلفة الاجمالية للمشروع 46 .2 مليون دولار امريكي يمولها صندوق الاقصى بالكامل.
9 مشروع دعم قطاع التربية و التعليم:
ويسعى المشروع الى معالجة التردي في البنية التحتية التعليمية وفي البنية الاساسية للمدارس القائمة بتوفير بعض الاحتياجات التربوية الاساسية وذلك بتوفير الابنية المدرسية الجديدة وتوسيع بعض المدارس القائمة وصيانتها، وتزويد هذه المدارس بالتجهيزات التربوية والتعليمية، وباجهزة الحاسوب وطباعة الكتب المدرسية للعام الدراسي 2001 - 2002م لكافة المراحل.
ويساهم المشروع في توفير الفرص للالتحاق بالتعليم لجميع من هم في سن التعليم مما سيسهم في التنمية الثقافية و الاجتماعية والاقتصادية للشعب الفلسطيني.
وتبلغ الكلفة الاجمالية للمشروع حوالي 7 .21 مليون دولار امريكي.
ويمول المشروع صندوق الاقصى بالكامل بمنحة لمواجهة كلفة بناء 14 مدرسة جديدة وتوسيع 14 مدرسة قائمة وتزويد 49 مدرسة بالمعدات والتجهيزات التربوية وايضا تزويد 49 مدرسة اخرى باجهزة الحاسوب.
مساعي تنفيذ المشروعات والبرامج:
لم يدخر البنك وسعاً في التحرك بالسرعة الممكنة وبذل الجهود المتواصلة بارسال عدد من البعثات الدائمة.
ومع تحقق بعض الانجاز في هذا الصدد إلا أن هناك عدداً من العوائق حالت دون الاسرع في تقييم المشروعات والبدء في تنفيذها منها:
1 الاغلاق المبكر الذي تفرضه اسرائيل على المدن الفلسطينية والحد من حركتهم.
2 طبيعة العمل في الظروف العسيرة الطارئة، مما اقتضى وقتاً لكي يتكيف البنك مع تلك الظروف والاجراءات.
3 عدم استيعاب بعض الأطراف لآلية الصندوقين استيعاباً تاما، فانعكس ذلك في تعاونها مع البنك.
4 متطلبات التنسيق بين مختلف الوزارات والسلطة حول الاولويات والاحتياجات.
ولتذليل هذه العقبات رأى البنك ان يستخلص بعض الفوائد في عمله كما يلي:
1 توسيع شبكة الجهات المنفذة لتشمل جهات حكومية ومؤسسات تابعة للسلطة «بكدار» ومنظمات غير حكومية، وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، والبنك الدولي، وسيحاول البنك خلال الفترة القادمة اكتساب خبرات من المؤسسات العاملة بصفة دائمة في فلسطين اثناء الاستعانة بها في تنفيذ بعض المشروعات المعتمدة.
2 دعم مكتب محافظ البنك الاسلامي للتنمية في فلسطين بتعيين كوادر فنية وادارية لتقوية الطاقة في التنسيق وفي متابعة التنفيذ للمشروعات.
3 الاستعانة بمكاتب استشارية في الضفة الغربية، وفي قطاع غزة وفي القدس بخاصة للمساعدة في الدعم الميداني وفي التنسيق والمتابعة ومراجعة التصاميم والاشراف.
4 بلورة نواة لاسلوب عمل عن طريق جهاز مقيم للاشراف المباشر على اوجه النشاط والاضطلاع بالمسؤوليات الملقاة على عاتق البنك لتنفيذ المشروعات.
|
|
|
|
|
