| مقـالات
يقول الخبر الذي نشرته صحيفة الفرقان الكويتية «فوجئ الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين صالح بن حميد وهو في طريقه لزيارة سمو أمير البلاد الذي شكر له زيارته للكويت، بمقال نشره كاتب كويتي شهير ينتقد فيه دعوة هيئة الشباب والرياضة لهذا الشيخ الجليل ويعتبرها سابقة سيئة في حق الكويت».
وتقول الصحيفة الكويتية استياءً ممّا أثاره الكاتب كأنما الكويت هي إحدى دول الاتحاد السوفيتي أو إحدى الدول الرافضة للدين حتى يدهش من دعوة شيخ الحرمين لها!! وفي رأيي أن كثيراً من هؤلاء الكتاب الذين تتصاعد منهم الأدخنة حالما يجيء «طاري» الدين وأهله.. وهم أنفسهم الذين تعلو جلودهم حمرة الطفح الحارق حين يرون أو يسمعون أي حديث عن الدين وأهله هم في رأيي مأساة بعض الدول وهم في واقعها أولئك الذين يعتبرون ألغاماً مزروعة في طريق النشء والشباب.. ربما أراد هذا الكاتب «الغريب» أن تدعو هيئة الشباب والرياضة الكويتية «مايكل وأشباهه» أو أراد أن تدعو نجوى كرم ومثيلاتها حتى يطرب الشباب ويرقص ويعبر عن وعيه الثقافي والحركي، لكن أن يدعى الشيخ صالح بن حميد فهذا أمر غير مقبول لان الشيخ ابن حميد سيخاطب قلبه وعقله وسيطرح عليه الأسئلة التي ربما تزلزل كيانه فتجعله يذكر الآخرة ويذكر الدنيا ويذكر الفرق بينهما ويذكر الدور الذي خلق له بنو البشر ومتطلبات حياتهم ورسالتهم التي لابد أن يقوموا بها في خلافتهم للأرض.
لا يريد هذا الكاتب أن تأخذ رجل المشايخ وأئمة الحرمين على مراكز الشباب في دول الخليج.. وأن يعتاد الشباب على اللقاء بهم ويستمعوا أحاديثهم.. يريد أن يظل كثير منهم في منأى عن كل ماله علاقة بالوعي الديني ولا يريد لرجال الدين أن يتواصلوا مع هموم الشباب وأحلامهم وطموحاتهم ويخشى هؤلاء أن ينشأ حوار جاد بين الشباب وعلماء الدين لأن ذلك يمثل خطراً على أفكارهم التي يروجون لها والتي يحاولون من خلالها التقليل من كل ماله صلة بالدين وأهله وأنهم محض جماعة منغلقة مع نفسها وعلومها الشرعية ليس لها صلة بالعالم ومتغيراته وغير قادرة على بناء حوار حضاري مع المستجدات.. مؤكد أن الشباب انبهروا بشخصية الشيخ صالح بن حميد بكل وعيه وصلته الشاملة بكل متغيرات الحياة.
ولتجربة الرياضة السعودية ومراكز الشباب والمدارس تأثير كبير ونجااً إيجابي أتمنى أن تعمم على كافة الدول العربية والإسلامية. فعلماء الدين لدينا وكثير من المجتهدين فيه أرادوا أن يلتحموا بالشباب وهمومهم فزاروهم في مدارسهم وحادثوهم بأسلوبهم البسيط وألقوا عليهم «النكات» الشبابية واختلفوا معهم حول الهلال والنصر والاتحاد والأهلي وحكايات تضمها أشرطة كثيرة وحوارات متعددة نزل فيها المشايخ والدعاة إلى حيث ما يفكر فيه الشباب ودعوهم إلى الصلاة والالتزام والابتعاد عن مهاوي المخدرات وحثوهم على بر الوالدين، والزواج المبكر وأشياء كثيرة ايجابية لابد أن تترك تأثيراً ايجابياً لأنها اعتمدت على البساطة في الطرح والمشاركة في الاهتمامات وعدم السخرية والتحقير بما يعجب به الشباب بل التدرج في التوعية، ومادامت الفطرة سوية والبيئة حسنة فقليل من الإيجابية في التذكير تعيد الكثيرين من الشباب إلى توازنهم الإيماني واستقرارهم الروحي الذي ينعكس على فاعليتهم في الدراسة والعمل والعلاقات الاجتماعية.
هؤلاء الكتاب الذين ينفرون ويسخرون من كل ما له علاقة بالدين وأهله هم فئة دخيلة وغير قادرة على الاستقامة وتعايش أحزان الفوضى النفسية والتناقض وهي تريد أن تجتر معها الجميع وتتأزم كثيراً ويتصاعد دخانها حين ترى أو تسمع عن أولئك الذين ينعمون بجمال الاستقرار الديني والتوازن الإيماني فتقوم قائمتها وتبشر بالويل والثبور وتدعو للقشور وتزين للشباب بريق الأضواء التي تريدهم أن ينساقوا إليها كما تنساق الفراشات لموضع حتفها..
فاللهم أرزقنا اليقين والقوة التي تعيننا على مواجهة بريق الضوء وغوايته التي توهن المقاومة الضعيفة وتجعل المرء ينساق خلفها متناسياً مبادئه وأطر بيئته الدينية!!!
fatmaalotaibi@ayna.com
|
|
|
|
|