| العالم اليوم
يوم انطلقت الرصاصة الاولى ايذانا ببدء الحرب العالمية الاولى في عام 1939م في الثالث من ايلول، كان زعيم النازية العالمي المعروف «ادولف هتلر» قد انتزع من منافسيه، قبل عام ونصف العام من العام المذكور، كافة الصلاحيات التي مكنته من اتخاذ القرار الذي سيضع العالم بأسره تحت رحمة القتال المدمر الذي سيزهق ارواح ملايين البشر، وبينهم من لا ذنب له، وكما يقال «لا هم في العير ولا هم في النفير».
ويوم اطلقت الرصاصة الاولى في الثالث من شهر ايلول عام 1939م، عين هتلر وزيرا لخارجيته «غواشيم فون ريبلتروب» . كما عين مسؤول الدعاية الشخصية التي تركت بصماتها على المرحلة بأكملها «غوبلز».
على هذا النحو، بدأ هتلر مسيرته العدوانية بهدف تدمير خصومه، والى حد القول بأنه عازم على اغراق «الجزيرة البريطانية» في المياه التي تسبح فوقها! بيد ان هذا الحلم انتهى، كما هو معروف بانهياره مع صاحبه في العام 1945م، وكان اليوم الرابع من شهر شباط من العام 1938م، يوم استلام هتلر منصب وزير الحربية في المانيا التي غدت نازية فيما بعد، بداية تلك النهاية.
وكما هو معروف فان للنهايات بدايات، مهما كان شكل او حجم او مستوى هذه البداية او تلك، لأن المسألة هنا تتعلق بالمنطق قبل أي شيء آخر. ومن المعروف ايضا ان العناوين هي مؤشرات لما هو تحت او وراء حروفها، مهما حاول الانسان ان يخفي المؤشرات لأن ذلك يستحيل على فاعله في عالم اصبح، ومنذ قرون طويلة، قارئا جيدا للأحداث، واحيانا كثيرة قبل وقوعها بفترات طويلة.
وهذا ما حدث بالنسبة لهتلر النازي، ولكل من جاء الى العالم وكان على شاكلته منذ ايام هولاكو وجنكيزخان وتيمورلنك. نقول ذلك لأن منطق الحياة يرفض هذا التيار المتعصب والمتشنج، ولأن الحياة عطاء من الله تعالى لا يجوز لمتكبر ام متعجرف ان يعتدي عليه او ان يشوه صورته.
واذا كنا نتحدث عن ادولف هتلر، فذلك ليس لأنه الأقرب الى التاريخ المعاصر، ولكن لأنه يذكِّر بطغاة آخرين لا يزالون يحاولون تشويه الحياة وتدميرها لصالح الادعاء بأنهم الأولى بها من سواهم ولأنه قيل لهم انهم اصحاب حق فيما يستطيعون امتلاكه من الارض والبحر والجبل.
ان شخصا عرفته البشرية في تاريخها الحديث كهتلر، يذكِّر في الوقت نفسه بمن هم على شاكلته، من زمن تيود ور هرتزل الى زمن شارون مرورا بكل من عانى منه شعبنا العربي المقاوم في ارضنا العربية المحتلة. ولا بد أن يبقى الشعب المحب للسلام، كشعبنا العربي، الا قوى والأكثر حظاً للبقاء فيما يدمر الطغاة انفسهم قبل ان يدمروا الآخرين.
* الجزيرة دمشق samerlouka@net.sy
|
|
|
|
|